نائب الرئيس الأفغاني يؤكد استمرار التصدي لطالبان المتقدمة صوب كابول
كابول - (د ب أ):
أعلن عمر الله صالح نائب الرئيس الأفغاني أشرف غني اليوم الجمعة أن اجتماعا أمنيا في القصر الرئاسي قرر الاستمرار في التصدي لحركة طالبان التي وصفها بأنها "جيش الجهل والإرهاب".
وقال صالح إنه سيتم توفير جميع الوسائل اللازمة لقوات الأمن.
ويعتقد أن هناك 300 ألف من أفراد قوات الأمن الأفغانية، في حين تشير التقديرات إلى وجود 60 ألف مقاتل من طالبان.
وكانت وسائل إعلام باكستانية ذكرت في وقت سابق أن رئيس الوزراء عمران خان قال إن حركة طالبان أبلغته أنه طالما ظل الرئيس أشرف غني في السلطة، فإن طالبان المتشددة لن تتفاوض مع الحكومة.
وأعلن غني في السابق أنه لن يسلم السلطة إلا لخليفة منتخب ديمقراطيا.
يأتي هذا في الوقت الذي تمكن فيه مسلحو حركة طالبان اليوم الجمعة، من انتزاع السيطرة على ثلاثة من أكبر المدن في أفغانستان، وعلى عدد كبير من عواصم الولايات، في إطار الانتصارات المتواصلة التي تحققها الحركة منذ أسبوع والتي لم تظهر أي بوادر على التراجع عن التقدم صوب العاصمة كابول، وهو ما يمثل مصدر قلق بالغ.
وكانت عواصم ولايات أوروزجان وزابول وغور من بين المدن التي سقطت في قبضة طالبان اليوم الجمعة، حيث قال مسؤولون محليون في تلك المناطق إن مقاتلي الحركة سيطروا على مراكز المدينة والمباني الحكومية دون مواجهة مقاومة كبيرة.
وبعد حملة خاطفة مذهلة في جميع أنحاء البلاد، تكون طالبان قد سيطرت على 18 من أصل 34 عاصمة إقليمية خلال هجمات شنتها طالبان في غضون أيام.
وتمكن مسلحو طالبان أمس الخميس من السيطرة على مدينة هيرات ذات الأهمية الثقافية والتجارية، وثالث أكبر مدن أفغانستان، وأيضا مدينة قندهار، ثاني أكبر مدن البلاد، ومدينة لشكر كاه، المدينة الرئيسية في الجنوب وعاصمة ولاية هلمند.
وبدأت الأوضاع الأمنية تتدهور في أفغانستان مع تسارع وتيرة انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) من البلاد خلال الأسابيع الأخيرة.
ونشرت قطر،التي استضافت في السابق محادثات سياسية بين الفرقاء الأفغان، بيانًا اليوم الجمعة دعا فيه 13 مبعوثًا- بما في ذلك من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة - حركة طالبان إلى وقف فوري للهجمات على المناطق الحضرية.
وجاء في البيان أن هذه الدول والمنظمات المعنية شددت أيضًا على الحاجة إلى تسريع عملية السلام المتوقفة منذ فترة طويلة بين طالبان والحكومة الأفغانية، خاصة مع زيادة الخسائر في صفوف المدنيين.
وعلى الصعيد الإنساني قالت شابيا مانتو، المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف، اليوم الجمعة: "نحن على شفا كارثة إنسانية.
وقالت مانتو إن النساء والأطفال على وجه الخصوص يفرون بحثا عن الأمان من مقاتلي حركة طالبان التي تواصل تقدمها للسيطرة على أرجاء البلاد.
وقال تومسون فيري المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن الإمدادات الغذائية لنحو ثلث السكان لم تعد مضمونة مضيفا "نخشى أن الاسوأ لم يأت بعد".
وقالت تريسي فان هيردن، المديرة بالإنابة للمجلس النرويجي للاجئين في أفغانستان: "فرت العائلات المذعورة إلى كابول في الأيام الماضية".
وأضافت فان هيردن :"المخيمات مكتظة والأطفال ينامون في العراء. العائلات تتقاتل على الطعام ونخشى أن يتكرر هذا الوضع في جميع أنحاء البلاد بوتيرة غير مسبوقة".
ونزح نحو 390 ألف شخص داخل أفغانستان منذ مطلع العام، طبقا لتقديرات الأمم المتحدة، ولكن من المرجح أن العدد الفعلي أكبر من ذلك بكثير.
فيديو قد يعجبك: