لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

محلل أمريكي:مرة أخرى الصين تتعمد إهانة الدبلوماسيين الأمريكيين

10:21 ص الأحد 01 أغسطس 2021

الصين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

واشنطن- (د ب ا):

الشد والجذب من سمات العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.ورغم المحاولات الحثيثة لتحسين العلاقات بين الدولتين تطفو على السطح من حين لآخر تصرفات على مختلف المستويات لا يمكن إغفالها. وكان أحدثها ما شهدته زيارة نائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان مؤخرا للصين.

فقد تعمدت الصين مرة أخرى إهانة الدبلوماسيين الأمريكيين. وشهدت الإهانة هذه المرة مدينة تيانجين الصينية في 26 يوليو الماضي.

وكانت الضحية هي شيرمان ، التي تعتبر أرفع مسؤولة في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تزور الصين.

وقال الباحث والكاتب الأمريكي جوردون ج. تشانج، أحد كبار زملاء معهد جيتستون للأبحاث والدراسات السياسية وأحد أعضاء مجلسه الاستشاري إن بكين استغلت الاجتماع مع شيرمان مثلما استغلت الاجتماع الذي يعد سيئ السمعة الأن والذي عُقد في شهر مارس الماضي في انكوراج بولاية الاسكا الأمريكية ليس من أجل التعاون مع الولايات المتحدة ولكن لتشن حملة دعاية ضد واشنطن.

واتهم نائب وزير الخارجية الصيني شيه فنج على سبيل المثال بشكل علني الولايات المتحدة بأنها تحاول القضاء على النظام الصيني. وقال " هناك حملة من جانب حكومة باكملها ومجتمع باكمله يتم شنها لاسقاط الصين " وفقا لما ذكرته صحيفة "تشيانا ديلي" خلال زيارة شيرمان.

وذهب شيه إلى ابعد ما من ذلك حيث سلم شيرمان خلال اجتماعهما قائمتين ، تحتويان على ما تم وصفهما بمطالب بكين

وقالت صحيفة " ساوث تشاينا مورنينج بوست "التي تصدر في هونج كونج "الصين اعطت للمرة الأولي الولايات المتحدة قائمة بخطوط حمراء وإجراء تصحيحي يتعين عليها اتخاذه لاصلاح العلاقات".

ولم يكن من قبيل الصدفة أن يتم اختيار شيه لمهمة لمواجهة شيرمان.

وذكر تشانج أن بكين كانت قد عرضت في بادىء الأمر على الدبلوماسية الامريكية ،التي كانت على وشك القيام برحلة إلى اليابان وكوريا الجنوبية ومنغوليا، الاجتماع مع شيه الرجل الخامس في الترتيب الهرمي في وزارة الخارجية.

وردا على ذلك الغت وزارة الخارجية الامريكية التوقف في الصين ، بسبب هذه الإهانة المتعمدة لشيرمان التي تحتل المرتبة الثانية في الوزارة

ووافق الجانب الأمريكي على عقد اجتماع في الصين فقط بعدما عرضت بكين اجتماعا لشيرمان مع وزير الخارجية وانج يي ، وهو الرجل الثاني في النظام الصيني والذي يعد نظيرا لشيرمان.

والتقت شيرمان بالفعل مع وانج ، ولك بعد ذل حذقت بكين هذه الحقيقة المهمة في بياناتها الدعائية ،حيث ذكرت فقط أن شيرمان التقت مع شيه فنج.

وجاءت هذه الإهانة انعكاسا لمحاولة بكين إهانة وزير الدفاع الامريكي لويد اوستن في وقت سابق العام الجاري.

و يقول تشانج إن الرئيس جو بايدن مخطىء بصفة خاصة لمنحه الصينيين، بدون داع، فرصة للتمتع بنفوذ.

وقال يوجيش جوبتا ، وهو دبلوماسي هندي سابق ومتخصص في العلاقات الهندية الصينة ، لصحيفة ساوث تشانيا مورنينج بوست ، في إشارة إلى اجتماع شيرمان "الزعماء الصينيون يعطون الانطباع بان الولايات المتحدة تسعى للحصول من الصين على ما هو أكثر مما تسعى الصين للحصول عليه من واشنطن ".

وأضاف " هذه المرة ، الامريكيون كانوا في موقف الدفاع حيث كانوايسغون للحصول على تعاون بكين بشأن مجموعة من القضايا، تشمل تغير المناخ وكوريا الشمالية وايران وافغانستان وغيرها، مؤكدين أن الولايات المتحدة لا تسعي للدخول في صراع ".

وعلى مدى عقود، لم يستخدم الرؤساء الأمريكيون الأدوات التي تحت تصرفهم في التعاملات مع بكين .

بل على العكس، أعطى معظمهم قادة الصين بصورة أساسية حق النقض(الفيتو) بشأن السياسة الأمريكية من خلال القول أن التعاون الصيني شئ جوهري للغاية.

وتابع تشانج إن الصينيين في الحقيقة ليسوا بهذه الدرجة من الأهمية ولايتعين على الزعماء الأمريكيين أن ينصتوا إليهم. فإذا تم النظر إلى اقتصادهم ، سنجد أنه في العام الماضي أصبحت الصين أكثر اعتمادا على الصادرات ولاتزال تعتمد بشكل استثنائي على الوصول إلى السوق الأمريكية.

وفي عام 2020، سجل الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة نسبة مذهلة بلغت 58% من إجمالي فائضها التجاري.

وعلاوة على ذلك ، اصبحت الاسواق المالية الصينية حتى أكثر اعتمادا على رأس المال الأجنبي بسبب هجوم الرئيس الصيني شي جين بينج الشديد على قطاع التكنولوجيا في بلاده.

وبدأ شي المرحلة الأحدث من هجومه على مدى شهور بالوقف غير المسبوق في اللحظة الأخيرة للطرح الأولي لشركة انت جروب في شهر نوفمبر الماضي والذي كان من المقرر أن يكون الأكبر في العالم بقيمة 5ر39مليار دولار.

وفي العام الجاري ، أزال شي أكثر من 140 مليار دولار من قيمة عمالقة التكنولوجيا الصينية المسجلة في بورصات أمريكية خلال الاسبوع الأخير من شهر يوليو فقط ويعتقد معظم المحلليين أن هذه المذبحة سوف تستمر.

وكنتيجة لذلك ، فإن الصين تفتقر للمال وفي حاجة لنقد أجنبي لتعوض ما تم خسارته بالفعل ، وما سوف يتم خسارته بينما يواصل شي تقويض شركات التكنولوجيا العملاقة في بلاده.

ويستطيع بايدن استخدام سلطاته الكبيرة بموجب قانون سلطات الطوارئ الاقتصادية الدولية لعام 1977، أو ،أذا كان حتى أكثر جسارة ، قانون التجارة مع العدو لعام 1917، لوقف التجارة مع الصين و منع ضخ الاستثمارات في الأسواق الصينية، مما ينهى إلى الأبد بشكل قاطع التهديد الذي تشكله الصين.

وقد فشلت محاولات بايدن لاقامة علاقة عمل مع الصين كما يظهر ذلك بجلاء اجتماع شيرمان في الصين ، وأن افضل وسيلة لاتباعها تجاه نظام الصين هى عدم التعامل معه.

ووفقا لتشانج، لامعني من تقوية الصين بالموارد الأمريكية ،بصفة خاصة عندما لم تظهر بكين اهتماما بإجراء حوار أو إقامة علاقة بناءة مع واشنطن ، ولم يعد شي جين بينج يرغب في تقبل أمريكا أو الوصول لحلول وسط مع الأمريكيين.

واختتم تشانج تقريره بقوله إن ويندي شيرمان أدركت لتوها أن دبلوماسيي الصين نصبوا كمينا لها ،ويجب أن يكون هناك رد على ذلك ، وحان الوقت لأن نقول لبكين " كفى".

فيديو قد يعجبك: