لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

متواطئون أم ضحايا؟ كيف تسببت محاولة الانقلاب في انقسام تركيا

01:00 م الخميس 15 يوليو 2021

انقلاب تركيا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

إسطنبول- (د ب أ):

طائرات مقاتلة تحلق على ارتفاع منخفض وقصف على البرلمان في أنقرة ودبابات في الشوارع - في 15 يوليو 2016 قامت أجزاء من الجيش التركي بانقلاب ضد حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان. وفي إسطنبول والعاصمة أنقرة اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجنود وقوات الأمن الموالية للحكومة. نجا أردوغان نفسه بصعوبة من محاولة اغتيال في منتجعه السياحي في مرماريس. تصرف الانقلابيون بوحشية وأطلقوا النيران بدبابات وطائرات مقاتلة أيضا على مدنيين تصدوا لهم بعد مناشدة أردوغان. وسقط أكثر من 250 قتيلا وأكثر من 2000 جريح خلال الليل.

جلبت محاولة الانقلاب الكثير من المعاناة للشعب التركي، ولا تزال آثارها ملموسة حتى اليوم. فعقب خمس سنوات لا تزال العديد من الأسئلة بلا إجابات والمجتمع في حالة استقطاب. وتلقي القيادة التركية باللوم على الداعية الإسلامي فتح الله جولن، وهو حليف سابق لأردوغان، في محاولة الانقلاب، إلا أنه ينفي ذلك.

وصار على المحاكم توضيح من كان متواطئا ليلة الانقلاب ومن كان ضحية. وحُكم على آلاف الأشخاص في محاكمات خاصة بالانقلاب. وبحسب بيانات المحامية ميليها موتلو، يوجد إلى جانب مسؤولين عسكريين رفيعي المستوى أكثر من 350 طالبا عسكريا في السجون، من بينهم فرقان سيتينكايا، وهو طالب سابق في أكاديمية القوات الجوية في إسطنبول، والذي تم اعتقاله ليلة الانقلاب، عندما كان يبلغ من العمر 20 عاما، وهو موجود في سجن سيليفري شديد الحراسة غرب إسطنبول منذ ذلك الحين.

لفترة طويلة اعتقدت والدته، ميليك سيتينكايا (45 عاما)، بأنه سيُطلق سراحه، حيث ترى أنه في النهاية لم يكن على علم بمحاولة الانقلاب وقام فقط بتنفيذ الأوامر. لكن قبل ثلاث سنوات حُكم على فرقان ورفاقه بالسجن المؤبد بتهمة محاولة الانقلاب. وابتعدت والدته عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي صوتت له ذات مرة، واتجهت إلى الرأي العام، معلنة أنها ستذهب إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

وبحسب المحامية موتلو، لم يتم توضيح أي شيء على الرغم من صدور الحكم. ووصفت موتلو محاكمات طلبة الجيش بأنها غير عادلة، متهمة القضاة بتجاهل أدلة البراءة. على سبيل المثال مقاطع فيديو وشهادات أظهرت أن الطلاب العسكريين لم يطلقوا النار على مدنيين، بل تضامنوا معهم. وانتقدت موتلو أن القضاة أدانوا ببساطة الجميع دون تمييز بين قادة وطلاب.

وكان الطلاب العسكريين ليلة الانقلاب في معسكر صيفي في يالوفا جنوب إسطنبول، على حد قولهم. لذلك لم يُسمح لهم باستخدام الهواتف في معسكرات التدريب. وأثناء الليل وضع القادة مئات الطلاب العسكريين في حافلات، بحسب سجلات المحكمة، ونقلوا الطلاب إلى مواقع مختلفة في إسطنبول. وكان السبب الرسمي هو تحذير من الإرهاب. وبحسب إفاداتهم، لم يعرف الطلاب العسكريون أن محاولة الانقلاب كانت جارية بالفعل في ذلك الوقت. ولم تأخذ المحاكم بهذا الوصف.

ومنذ محاولة الانقلاب تم اعتقال عشرات الآلاف من الانقلابيين المزعومين وأنصار جولن فيما وصفه أردوغان بـ "عمليات تطهير". وتم تسريح أكثر من مئة ألف موظف مدني. وتعيد المخابرات التركية باستمرار أيضا أنصارا مزعومين لجولن من الخارج في ظروف غامضة، وهو ما انتقدته منظمات حقوق الإنسان بشدة.

كما طالت المداهمات منتقدي الحكومة. وفرض أردوغان، الذي وصف محاولة الانقلاب بأنها "نعمة من الله"، حالة طوارئ استمرت عامين، والتي بها حدد أردوغان المسار مرة أخرى، حسبما يرى سيزجين تانريكولو، النائب البرلماني عن أكبر حزب معارض، حزب الشعب الجمهوري. يقول تانريكولو إنه بدلا من تعزيز الديمقراطية، عزز الرئيس القيادة السلطوية.

كما اتهم تانريكولو، الذي كان عضوا في لجنة التحقيق في محاولة الانقلاب، حزب العدالة والتنمية بإعاقة إجراء تحقيق كامل. وبحسب اللجنة، تلقت المخابرات التركية بلاغا أوليا من الجيش بشأن حركة وشيكة بعد ظهر يوم 15 تموز/يوليو، وكان ذلك أحد الأسباب التي دفعت الانقلابيين إلى تبكير محاولة الإطاحة المخطط لها لتكون في المساء بدلا من الليل، بحسب الرواية الرسمية.

وينتقد تانريكولو أن مسؤولين بارزين في الدولة مثل رئيس الأركان في ذلك الوقت ووزير الدفاع الحالي، خلوصي أكار، ورئيس المخابرات، هاكان فيدان، لم يشهدوا أمام اللجنة، مضيفا أنه لم يتم أيضا توضيح كيف تمكنت حركة جولن من التسلل إلى أجهزة الدولة المدنية، وما علاقاتها بالسياسة. ولم ترد القيادة التركية على استفسار عن هذه المزاعم.

وفي حالة الطوارئ أجرى أردوغان استفتاء دستوريا في عام 2017، طبق من خلاله النظام الرئاسي. ومنذ ذلك الحين أصبحت لديه سلطة أكبر من أي وقت مضى. وتراجعت نسب تأييد أردوغان في استطلاعات الرأي مؤخرا، لكن الضغط على المعارضة لا يزال كبيرا. فحزب الشعوب الديمقراطي المعارض الموالي للأكراد مهدد بالحظر على سبيل المثال. ويرفض أردوغان باستمرار انتقاد تصرفات السلطات التركية. ووصف مؤخرا محاولة الانقلاب بأنها إحدى "أكبر محاولات الخيانة" في تاريخ تركيا، مضيفا أن منظمة جولن نفذته، لكن بدعم من شبكة أكبر بكثير.

فيديو قد يعجبك: