لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

اعتداءان في 24 ساعة تحت قبة برلمان تونس.. ماذا حدث للنائبة عبير موسى؟

05:03 م الخميس 01 يوليو 2021

عبير موسى

كتبت- رنا أسامة:

في واقعة أثارت صدمة وإدانة واسعة في تونس، تعرّضت النائبة المعارضة ورئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسى لاعتداء لفظي وجسدي مرتين في يوم واحد، من قِبل 4 نواب تحت قبة البرلمان التونسي.

ويمثل ذلك أحدث فصول العنف والفوضى التي اجتاحت أكثر من مرة جلسات البرلمان الصاخبة في تونس.

لكمات وركل

أقدم النائب المستقل، الصحبي صمارة، على تسديد لكمة لعبير موسى، خلال الجلسة العامة بالبرلمان التونسي، صباح الأربعاء.

ووفقًا لما أظهرته مقاطع فيديو مُتداولة وثّقت الواقعة، غادر صمارة مقعده وتوجه إلى رئيسة الحزب الدستوري الحر التي كانت تنقل مباشرةً بهاتفها المحمول، وذلك لمنعها من التصوير، وسدد لها عدّة لكمات قوية على رأسها، وكتفيها ومن الخلف، ثم حاول ركلها؛ لإسقاطها، قبل أن يتدخل بقية النواب.

وقع ذلك بحضور النائب الأول لرئيس مجلس نواب الشعب التونسي سميرة الشواشي، ووزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السنّ إيمان الزهواني، والوفد المرافق لها.

وكان برنامج هذه الجلسة يتضمن مواصلة النظر في مشروعات قوانين، لعل أبرزها، مشروع قانون يتعلّق بالموافقة على اتفاقية بين الحكومة التونسية، وصندوق قطر للتنمية حول فتح مكتب لصندوق قطر للتنمية بتونس.

وحدث الاعتداء بينما كان التوتر يُخيّم على أعمال البرلمان التونسي، بسبب اعتصام نواب الحزب الدستوري الحر احتجاجًا على تمرير اتفاقية تسمح بفتح مقر لصندوق قطر للتنمية بتونس وتعطيلهم أكثر من مرة الجلسات العامة.

وتُعرف موسى بأنها من أشد المناوئين للتيارات الإسلامية، وهي خصم لدود لحزب "حركة النهضة" الإسلامي.

وأحدث هذا الاعتداء حالة من الفوضى داخل قاعة الجلسات بالبرلمان التونسي، وسط أجواء مشحونة بين النواب، ما تسبّب في تعطيل انطلاق الجلسة. ولا يُعرف حتى الآن سببه على وجه الدقة.

تهديد وإهانة

ولم تكد تمر ساعات على "لكمة" صمارة، حتى تعرّضت رئيسة الحزب الدستوري الحر للضرب والتهديد والشتم والإهانة مُجددًا، لكن هذه المرة من جانب 3 نواب آخرين.

لوّح رئيس كتلة "ائتلاف الكرامة"، النائب سيف الدين مخلوف، بعملات نقدية في وجه عبير موسى، قائلاً: "أنتِ تتباعي وتشتري، كيف الغنم"، وانضم إلى المشادة النائب العفاس الذي وصف موسى بـ"الرخيصة"، فيما وجه لها نائب آخر قبلات في الهواء، الأمر الذي عدّته موسى "تحرشًا بالمحصنات".

ونشرت موسى على صفحته الرسمية عبر فيسبوك مقطع فيديو للواقعة.

https://www.facebook.com/AbirMoussiOfficielle/videos/349167983368026/?t=0

وأظهرت مشاهد للنائبة تبكي بشدة من شدة الألم، وتطلب طبيب المجلس؛ لإسعافها مما تعرضت له، واصفة المعتدين عليها من زملائها بالمجرمين.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرّض لها موسى للاعتداء من جانب النائب سيف الدين مخلوف، حليف حركة النهضة التي تعارضها رئيسة حزب الدستوري الحر.

ففي جلسة بالبرلمان في يناير الماضي، انتشل مخلوف هاتف موسى، وكال لها عددًا من الإهانات والانتقادات، فيما طالبته النائبة التونسية المعارضة بإعادة الهاتف وسط تجمهر عدد من النواب.

أعقب هذا الاعتداء إعلان النائبة التونسية بدخولها في اعتصام مفتوح داخل مقر البرلمان؛ لإسقاط حكومة هشام المشيشي، وإجبار الغنوشي على الاستقالة من رئاسة البرلمان.

إدانات تونسية

دانت الحكومة التونسية واقعتي الاعتداء على رئيسة كتلة الدستوري الحر في البرلمان، مؤكدة أن العنف اللفظي والمادي مرفوض مهما كانت أسبابه، ومهما كان مصدره، داعية للابتعاد عن هذه الممارسات.

وندد ساسة ونشطاء بالعنف ضد المرأة داخل البرلمان التونسي. وطالبت القاضية والناشطة كلثوم كنو التي ترشحت للانتخابات الرئاسية في 2019 بإيقاف الصحبي سمارة؛ لثبوت اعتدائه على زميلته.

وقالت النائبة سامية عبو عن الكتلة الديمقراطية "ما حدث في البرلمان من عنف مادي واعتداء همجي من النائب الصحبي سمارة ضد النائبة عبير موسى فضيحة، وعار، ولا يجب أن يمر دون عقاب لمرتكبيه".

وأضافت سامية عبو، التي كانت أيضًا ضحية أعمال عنف سابقة في البرلمان، أن "الحصانة لا تعطي للنائب مرتبة فوق القانون".

ولم يصدر تعليق على الفور من النائب الصحبي سمارة، الذي ترشح للبرلمان في قائمة مستقلة، ولكنه انتمى لكتلة "ائتلاف الكرامة" المحسوبة على اليمين الديني قبل أن يستقيل منها.

وقال مساعد رئيس البرلمان المكلف بالإعلام، ماهر مذيوب، إن رئيس البرلمان راشد الغنوشي ندد بأشد عبارات الاستهجان بأي اعتداء على المرأة التونسية، وعلى المرأة عمومًا.

وأضاف مذيوب "الغنوشي وصف ما قام به النائب الصحبي سمارة ضد النائبة عبير موسي بالمشين والمدان وبأنه لا يقبل أي تأويل".

ماذا قالت موسى؟

بدورها، كتبت موسي في منشور عبر فيسبوك: "هذا وجههم الحقيقي..عنف.. احتقار للمرأة.. قذف المحصنات.. تغول.. مغالبة".

وقالت في مقابلة مع قناة "العربية"، بعد أول اعتداء، إن رئيس البرلمان راشد الغنوشي جنّد أشخاصًا؛ لمنعها من دخول البرلمان التونسي، ووصفته بـ"رأس الأفعى".

وأشارت من أمام مبنى البرلمان إلى أنه يتم منعها من دخول البرلمان بأمر من الغنوشي، لافتة إلى أن العنف ليس غريبًا على هذا المجلس.

وأبدت تصميمها على مواصلة عملها رغم الاعتداء عليها في البرلمان، مؤكدة أن الغنوشي يحرك خيوط اللعبة في تونس.

كما اتهمت القضاء التونسي بالتقاعس، قائلة إنه لا يحرك ساكنًا بشأن واقعة الاعتداء عليها، مضيفة أن تونس أصبحت رسميًا دولة راعية للإرهاب والعنف.

ولفتت إلى أن زعيم حركة النهضة يستغل الوضع الوبائي، موضحة أن الوضع الوبائي في تونس صعب للغاية ما يمنع الشعب من النزول إلى الشوارع.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان