لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أعمال العنف الإثنية تُلقي بظلالها على الانتخابات في إثيوبيا

04:40 م الخميس 03 يونيو 2021

امرأة تتجول بين أنقاض مصنع في أتاي في إثيوبيا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أديس أبابا- (أ ف ب):

حين دوى إطلاق النار في صباح ذلك اليوم من أبريل، احتمت جينيت ويبيا قرب زوجها وضمت إليها ابنتها البالغة سبع سنوات، وهي تصلي من أجل أن يبقى بيتها بمأمن من أعمال العنف الإثنية التي عادت تعصف بمنطقتها وسط إثيوبيا.

وبعيد الساعة الثامنة، خلع حوالى عشرة مسلّحين باب منزلها في بلدة أتاي وقتلوا زوجها غير آبهين لتوسّلها إليهم.

وزوج جينيت هو من ضمن حوالى مئة مدني قتلوا خلال موجة من أعمال العنف اجتاحت مؤخرًا المدينة الواقعة في إقليم أمهرة فأدت إلى إحراق أكثر من 1500 مبنى فيها وتركت شوارعها مكسوة بحطام متفحّم بعدما كانت تنبض بالحياة.

وشكلت أعمال العنف الإثنية وصمة على ولاية رئيس الوزراء آبي أحمد الحائز جائزة نوبل للسلام 2019، وهي تلقي بظلالها على الانتخابات التشريعية المقبلة التي يخوضها للفوز بولاية جديدة.

وحدّد موعد الانتخابات في 21 يونيو، غير أن الهيئات الانتخابية تعتبر أن الاضطرابات الأمنية والمشاكل اللوجستية تجعل من المستحيل تنظيمها في هذا الموعد في 26 دائرة على الأقل، من بينها أتاي.

وإن كان هدف آبي أحمد توحيد الإثيوبيين البالغ عددهم 110 ملايين نسمة والموزعين على عدد كبير من المجموعات الإثنية، فإن ذلك يبدو مستبعدًا للغاية في هذه الدولة الزراعية.

وغالبية سكان أتاي الـ70 ألفًا من إثنية الأمهرة، غير أن المدينة محاذية لعدة قرى سكانها من الأورومو. وأوضح رئيس البلدية أغاغينو ميكيتي أن المدينة شهدت ما لا يقل عن ست موجات من أعمال العنف الإثني بين الأورومو والأمهرة، أكبر إثنيتين في إثيوبيا، منذ وصول آبي إلى السلطة عام 2018.

وتقول جينيت ويبيا المنتمية إلى الأمهرة، إن مجرد سماع لغة الأورومو يبعث فيها خوفًا خارجًا عن سيطرتها، إذ تستعيد مشهد زوجها ينزف على أرض المطبخ في منزلهما.

وتقول "هم الذين فعلوا ذلك بزوجي، لا أريد أن أراهم أو أسمعهم بعد الآن".

- الوصول إلى الأراضي -

ويعتبر رئيس البلدية أن أعمال العنف تعكس التوتر القائم حول استخدام الأراضي الخصبة في المنطقة التي تنتشر فيها زراعة القمح والذرة والذرة البيضاء.

وأسفرت المواجهات في مارس وأبريل في أمهرة عن سقوط أكثر من 400 قتيل ونزوح 400 ألف شخص، بحسب رئيس فريق الوساطة الإثيوبي إندالي هايلي الذي رفض توضيح أعداد الضحايا بحسب الإثنيات.

وتفاقم التوتر في السنوات الأخيرة عبر إثيوبيا، ثاني أكبر دولة في إفريقيا بحسب التعداد السكاني.

ورأى أغاغينو أن سعي رئيس الوزراء لتليين النظام المتسلط الذي اعتمده الائتلاف الحكومي السابق أوجد فسحة سياسية اغتنمها القوميون العنيفون.

وقال "حصل تساهل بعد وصول آبي إلى السلطة، تحت شعار الانفتاح على الديمقراطية" مضيفًا "ليس هناك صرامة في تطبيق القانون".

وعلى غرار جينيت ويبيا، يلقي أغاغيتو قسمًا من المسؤولية عن أعمال القتل على جيش تحرير أورومو، المجموعة المتمردة التي صنفتها السلطات "منظمة إرهابية" في مايو.

غير أن جيش تحرير أورومو ينفي أي وجود لعناصره في المنطقة، ويؤكد أن السلطات تتهمه زورًا؛ لتبرير "تطهير إثني" تنفذه بحق الأورومو.

ولا يؤمن العديد من سكان أتاي الأورومو بضلوع جيش تحرير أورومو في أعمال العنف، ومن بينهم بورو الذي لم يكشف سوى عن اسمه الأول لأسباب أمنية.

وأوضح بورو أن أعمال العنف بدأت في 19 مارس بعد أن قتلت قوات الأمن الأمهرة إمامًا من الأورومو أمام مسجد، ومنعت انتشال جثمانه.

وقال لوكالة فرانس برس "لم يأت الأمر من العدم، كانت تدور حرب، وكان كل معسكر يهاجم الآخر".

وأيًا كانت المسؤوليات، فإن أعمال العنف حولت أتاي إلى مدينة أشباح.

وتم تخريب المستشفى ومركز الشرطة، ولم يبق من المتاجر سوى واجهات محطمة وبقايا مبعثرة تذكّر بنشاطها الماضي، فيمكن رؤية علبة أحذية محترقة هنا ولافتة صالون تجميل ممزقة هناك.

وفر معظم السكان ولا يمكن رؤية جمع إلا عند توزيع أكياس القمح التي تقدمها السلطات.

"عمليات قتل مسيّسة"

تؤكد اللجنة الانتخابية أن أتاي ستصوت على غرار الدوائر الـ25 التي تشهد أعمال عنف، قبل بدء الدورة البرلمانية الجديدة في أكتوبر.

لكن السلطات لم تباشر أي تحضيرات، كما أن السكان لا يبدون أي حماسة للتصويت.

وقالت هوى سيّد (19 عامًا) "لماذا نصوّت؟ لا نكترث إطلاقا لهذه الانتخابات. خسرنا منازلنا".

وقد تنعكس مجازر أتاي على عمليات التصويت في مناطق أخرى من إثيوبيا، إذ أثارت تظاهرات في أمهرة، فيما يتحدّث بعض الناشطين عن "إبادة".

وتؤكد "جمعية الأمهرة في أمريكا"، مجموعة الضغط المتمركزة في واشنطن، أن أكثر من ألفي شخص من هذه الإثنية قتلوا في عشرات المجازر التي وقعت منذ يوليو 2020.

وقال العضو في حركة الأمهرة الوطنية المعارضة ديسالين شاني إنه "بالنسبة إلى أشخاص مهددين في وجودهم نفسه، أعتقد أن مسألة أمن الأمهرة في كامل أنحاء إثيوبيا ستحدد اقتراعهم".

في المقابل، اتهم المتحدث باسم إقليم أمهرة غيزاشو مولونه الأحزاب المتخاصمة "بالسعي لتسييس عمليات القتل وتحقيق مكاسب منها".

وشاركت جينيت ويبيا في التظاهرات. وقالت "كنت سعيدة بوجودي هناك، أردت أن أندّد بالأذى الذي ألحقوه بنا وأطلب من الحكومة وقف إبادة الأمهرة".

غير أنها لم تتخل عن فكرة أن يتمكن الأمهرة والأورومو من العيش معًا بسلام في المستقبل.

وروت أنه بعد قتل زوجها، احتضنها جيران من الأورومو لفترة وجيزة مع ابنتها بانتظار أن تتوقف أعمال العنف، وهي بادرة تذكرها بحقبة هانئة تود أن تعود. وختمت "كنا في الماضي نعيش كلنا معًا مثل عائلة".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: