صحف عمانية تحذر من خطورة المتحورات الجديدة لكورونا
مسقط- (أ ش أ):
حذرت صحف عمانية، من خطورة المتحورات الجديدة لفيروس كورونا "دلتا وألفا وبيتا" وأخطرها دلتا، نظرًا لقدرته الهائلة على الإصابة بنسبة تصل إلى 64% أكبر من أي سلاسة أخرى، وهذا يعني المزيد من انتشار المرض وتفشيه في المجتمعات، لكن من لطف الأقدار بنا أنَّ هذه السلالات الجديدة تنتشر في وقت توصل فيه العلماء إلى إنتاج لقاحات مضادة لكورونا، وجميعها آمنة كما تُؤكد منظمة الصحة العالمية.
وأكدت الصحف الصادرة اليوم الأحد- أنه في ظل هيمنة الدول الكبرى والغنية على اللقاحات واستحواذ عددٍ قليل من الدول على كميات ضخمة من اللقاحات، فإنَّ دولاً أخرى ليست قادرة على الحصول على الجرعات الكافية لتطعيم الفئات الحرجة في المقام الأول، ومن ثم تطعيم بقية فئات المجتمع، وهذا حدث في دول عدة، ومنها سلطنة عمان التي تأخرت في الحصول على اللقاحات بسبب مشاكل عديدة، معظمها يرتبط بعدم العدالة في توزيع اللقاحات ومُشكلات التوريد.
فمن جانبها، ذكرت صحيفة الوطن تحت عنوان "كورونا.. ارتفاع مقلق والتحصين ضرورة" - أن مؤشر الإحصائيات المُسجَّلة يوميًّا عن أعداد الوفيات والمصابين بمرض فيروس كورونا بالسلطنة يؤكد أن السلطنة تعيش ذروة الانتشار للفيروس، حيث لا تزال الأرقام تواصل الصعود المقلق يوميًّا بدلًا من الانخفاض ـ ولو تدريجيًّا ـ سواء في أعداد حالات الوفاة أو أعداد حالات الإصابة.
وأضافت أنه من نتائج تفشِّي الفيروس واتساع دائرة انتشاره، وحصده الأعداد الكبيرة، زيادة الضغوط والأعباء على القطاع الصحِّي الذي نال منه الإرهاق والتعب الشيء الكثير، فصرخات المناشدة ونداءات الاستغاثة الصادرة عن الأطباء والكوادر الطبية المساعدة وجميع العاملين الصحِّيين، والموجَّهة إلى أفراد المجتمع والمقيمين على حدٍّ سواء، تعكس حجم ما يعانونه وما يتحمَّلونه من مصاعب وأعباء وإعياء وإنهاك، يستوجب من الجميع الاستجابة لهذه النداءات بشيء من المسؤولية والاهتمام، والحرص على عدم تعريض النَّفْس للأذى ومخاطر الإصابة بكورونا، والالتزام التَّام والمسؤول بالتعليمات والإرشادات الصحِّية والإجراءات الاحترازية.
وأوضحت أنَّ الصُّوَرَ المتداولة عن قيام مستشفيات بتحويل صالات المطاعم والمقاهي الموجودة بداخلها إلى غرف ترقيد لمرضى فيروس "كوفيد19″ نتيجة الاكتظاظ الكبير في الأجنحة وغرف العناية المركَّزة كفيل، بل يجب أن يكون كفيلًا، بأخذ العِبرة والعِظة والوعي بل هو ثمن باهظ لفاتورة التهاون في أخذ الاحتياطات الواجبة، وفي الالتزام بالإرشادات الصحِّية والإجراءات الاحترازية.
وتحت عنوان "إغلاق جديد..آمال جديدة"، أوضحت صحيفة "عمان"، أن السلطنة تبدأ مساء اليوم الأحد وحتى إشعار آخر العمل بقرار منع الحركة للأفراد والمركبات وإغلاق جميع الأنشطة الاقتصادية خلال الفترة المسائية من الساعة الثامنة مساء وحتى الرابعة فجرا في محاولة جديدة لكبح جماح الانتشار الكبير لوباء فيروس كورونا، بعد أن سجلت البلاد خلال الأيام الماضية أكبر عدد وفيات خلال أسبوع منذ بدء الجائحة مطلع العام الماضي وكذلك تسجيل أرقام قياسية في جميع المؤشرات الوبائية سواء في عدد الإصابات اليومية أو في عدد المتواجدين بشكل يومي في المؤسسات الصحية وهو الرقم الأهم الذي يكشف عن الأعداد الحقيقية المتوقعة للإصابة اليومية على اعتبار أن الذين يحتاجون للتنويم في المستشفيات يبلغون فقط 5% من عدد المصابين بالفيروس.
وأضافت أنه رغم استمرار الحملة الوطنية للتطعيم في جميع محافظات السلطنة، إلا أن الأرقام كانت تسجل زيادة يومية مطردة ما جعل المؤسسات الصحية تصل إلى حالة متقدمة من الإنهاك الشديد جدا بعد أن وصلت إلى أقصى طاقتها الاستيعابية خاصة في وحدات العناية المركزة.
وأوقفت بعض المستشفيات تقديم خدماتها للحالات غير الضرورية وأغلقت بعضها العيادات الخارجية، وضمت بعض مرافق خدماتها إلى أقسام "كورونا".
وتوقعت الصحيفة، أن يساهم اللقاح خلال شهرين من الآن في تقليل عدد المحتاجين إلى الرعاية الصحية من المصابين بالفيروس ثم إلى خلو المستشفيات من مرضى كورونا، وانتهاء حالة الطوارئ الطبية المعلنة في جميع أنحاء العالم حتى الآن على أن كل هذا مرهون بالتزام الناس بالإجراءات الوقائية لأنها هي الأهم في سبيل مكافحة الجائحة.
وتحت عنوان "كورونا المتحور"، ذكرت صحيفة "الرؤية" أن إعلان اللجنة العُليا في السلطنة إعادة فرض قرار منع الحركة وإغلاق الأماكن العامة والخاصة من الساعة 8 مساءً وحتى الرابعة فجراً، يعني أننا أمام وضع كارثي بمعنى الكلمة، وربما لا يجد مصابًا موطأ قدم له في أيِّ مؤسسة صحية، سواء كانت حكومية أو خاصة، إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه .. ولذا المؤمل أن تسهم قرارات اللجنة العليا في تخفيض أعداد المصابين، ونأمل أيضًا أن تدق هذه الأعداد ناقوس الخطر لأيِّ شخص يتهاون في اتخاذ الإجراءات الاحترازية.
وأكدت الصحيفة، أن المطلوب الآن الاستفادة من قرارات الإغلاق ومنع الحركة، لخفض الإصابات والوفيات وتقليل الضغوط العنيفة على القطاع الصحي، وهذا يستدعي - أولًا - التزامًا قويًا للغاية من كل فردٍ يعيش في السلطنة وثانيًا التوسع بوتيرة أسرع في الحملة الوطنية للتحصين، وتعزيز جهود التوعية بأهمية اللقاح، لأننا وفي الوقت الذي نأمل فيه تطعيم أكبر عدد ممكن من الأشخاص باللقاح،
وخلصت "الرؤية"، إلى أن المتحورات الفيروسية باتت خطرًا محدقًا، وتسريع وتيرة إعطاء اللقاحات أصبح أولوية قصوى وعلى مدار الساعة من خلال استثناء العاملين في حملات التطعيم من قرارات منع الحركة والإغلاقات، وهذا يتأتى عبر إشراك كافة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية التي تملك الإمكانيات اللوجستية والكوادر المؤهلة، فضلاً عن إشراك جميع المؤسسات الصحية الخاصة في حملة التطعيم، وألا يقتصر الأمر على عدد محدود مستشفيات القطاع الخاص، علاوة على التوسع في حملات تطعيم تجوب المواقع ذات العمالة الكثيفة أو مناطق الامتياز، علينا أن نذهب إلى المُستهدَفين ولا ننتظر قدومهم، وأن نستعين بالمتطوعين، كي نخرج من مرحلة عنق الزجاجة التي نمر بها.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: