أردوغان يواصل مغازلاته لمصر: نأمل رفع التعاون إلى أقصى درجة
كتبت – إيمان محمود:
واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مغازلاته لمصر، ووصفها بأنها "ليست دولة عادية بالنسبة لتركيا"، مؤكدًا أن بلاده تأمل في "تعزيز تعاونها مع مصر إلى أقصى درجة".
وقال أردوغان في تصريحات أدلى بها في مقابلة تلفزيونية أمس الثلاثاء، إن لدى أنقرة فرصا للتعاون الجاد مع مصر في منطقة واسعة من شرق البحر الأبيض المتوسط إلى ليبيا.
وأكد أردوغان التأكيد على الأواصر التاريخية بين شعبي البلدين، قائلاً: "لا يمكن المقارنة بين العلاقات المصرية التركية والعلاقات المصرية اليونانية، فالعلاقة بين الشعبين التركي والمصري لا يمكن مقارنتها".
وتابع: "أعرف الشعب المصري جيداً وأُكِن له المحبة، فالجانب الثقافي لروابطنا قوي جداً، لذلك نحن مصممون على بدء هذا المسار من جديد"، مستطردًا: "هناك وحدة في القدر بين الشعبين المصري والتركي".
وهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها أردوغان مقارنته بين العلاقات المصرية مع بلاده ومع اليونان، ففي أغسطس من العام 2020، حاول أردوغان استمالة السلطات المصرية بشأن الصراع على الغاز في شرق المتوسط.
وأعرب أردوغان في تصريحاته عن "دهشته من موقف مصر ووقوفها إلى جانب اليونان"، على حد قوله.
وأكد وقتذاك أن "الشعبين المصري والتركي موقفهما من بعضهما البعض ليس كتضامن الشعب المصري مع نظيره اليوناني، فحضاراتنا ومبادئنا أقرب لبعضنا البعض من اليونان، وعلى الحكومة المصرية أن تفهم ذلك".
ويُعد غاز شرق المتوسط أحد أهم القضايا التي أثارت خلافا بين تركيا ومصر، خاصة بعد أن وقّعت الأخيرة اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع اليونان، في أغسطس الماضي، الأمر الذي أثار غضب أنقرة وبدد مطامعها في المياه الإقليمية لليونان، كما أغرق آمالها في الاستفادة من الاتفاقية (غير الشرعية) التي أبرمتها مع حكومة الوفاق الوطني في ليبيا آنذاك.
ومنذ ذلك الوقت، وبعد أن حدد الرئيس عبد الفتاح السيسي الخط الأحمر للأطراف المتحاربة في ليبيا عند سرت والجفرة، في يونيو 2020، زادت أنقرة من لهجة الود والرسائل التي تؤكد استعدادها للحوار مع مصر لتصفية الخلافات المتأججة في أعقاب ثورة 30 يونيو والإطاحة بالرئيس محمد مرسي.
وبعد سنوات من العداء التركي لمصر واحتضانها للهاربين من جماعة الإخوان الإرهابية، خرج مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية ياسين أقطاي، ليؤكد أن التواصل بين تركيا ومصر "ضروري"، واصفًا الجيش المصري بـ"جيش أشقائنا".
وقال أقطاي في تصريحاته، في سبتمبر الماضي، إن الجيش المصري لن يقاتل نظيره التركي في ليبيا، وتابع: "الجيش المصري جيش عظيم، نحن نحترمه كثيرًا؛ لأنه جيش أشقائنا".
أما مصر فجاء ردّها على تصريحات تركيا بالإشارة إلى ضرورة أن تتفق السياسات الفعلية مع التصريحات، إذ قال سامح شكري وزير الخارجية، "إذا لم تكن الأحاديث والتصريحات متفقة مع السياسات على الأرض تصبح بلا أهمية".
وفي مايو الماضي، خطا البلدان أولى خطواتهما نحو إنهاء التوتر، وعقدا مباحثات "استكشافية" دبلوماسية استمرت يومين، برئاسة نائب وزير الخارجية المصري حمدي لوزا، ونائب وزير خارجية تركيا سادات أونال.
وجاء البيان الختامي للمباحثات مؤكدًا أنها كانت "صريحة ومعمقة"؛ حيث تطرقت إلى القضايا الثنائية فضلا عن عدد من القضايا الإقليمية، لا سيما الوضع في ليبيا وسوريا والعراق وضرورة تحقيق السلام والأمن في منطقة شرق المتوسط".
وانتهت المباحثات وقتذاك على أن الجانبين "سيقيّمان نتيجة هذه الجولة وسيتفقان على الخطوات المقبلة".
فيديو قد يعجبك: