العالم يترقب.. أين ومتى سيسقط الصاروخ الصيني التائه؟ (آخر التطورات)
كتبت- رنا أسامة:
يحبس العالم أنفاسه مُترقبًا سقوط الصاروخ الصيني الشارد في الفضاء أو حُطامه، يُتوقع أن يدخل الغلاف الجوي للأرض مجددًا اليوم السبت أو غدًا الأحد على الأكثر.
وأطلقت الصين الأسبوع الماضي أول المكونات الثلاثة لمحطتها الفضائية المستقبلية، على صاروخ "لونج مارش 5 بي"، أقوى الصواريخ الصينية. ويُتوقع أن تعود الطبقة الأولى من هذا الصاروخ التي لا تزال في المدار الأرضي إلى نقطة يصعب التكهن بموقعها على الأرض خلال هذين اليومين.
ويُكمِل الصاروخ جولة كاملة حول الأرض كل 90 دقيقة، كما تظهر مواقع ترصد مسار وحركة الصاروخ حول الأرض.
شمال السودان "وجهة محتملة"
وفيما تتواتر التقارير بشأن المواقع المُحتمل أن يسقط بها الصاروخ "لونج مارش 5 بي" التائه، تحدّد شمال السودان كوجهة مؤكّدة لسقوط الصاروخ "لونج مارش 5 بي" اليوم السبت، بحسب الإحداثيات.
وأكّدت لجنة الطوارئ بوزارة الصحة الاتحادية بالولاية الشمالية في السودان، في بيان أورده موقع "سودان تريبيون"، أنه جرى وضع الترتيبات اللازمة بشأن الصاروخ الصيني الخارج عن المسار، تلافيًا لأي آثار قد تحدث من جراء سقوطه بإحدى مناطق الولاية.
التحرك السوداني بالولاية الشمالية جاء بعد معلومات واردة من لجنة الطوارئ بوزارة الصحة الاتحادية، وباتصال مباشر من وزير الصحة بالولاية الشمالية عمر النجيب، بشأن خروج الصاروخ الصيني عن مساره.
وقال المتحدث الرسمي باسم غرفة طوارئ إدارة أزمة الصاروخ الصيني بشمال السودان، أبوذر محمد علي، في بيان: "حسب قرار الاجتماع كونت لجنة لإدارة الأزمة من وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بالولاية الشمالية والقوات النظامية ووزارة المالية ولجان المقاومة والحرية والتغيير والأجهزة الإعلامية وممثل منظمات المجتمع المدني بالولاية".
وأكدأن الغرفة المعنية بإدارة الأزمة ستكون في حالة انعقاد دائم بأمانه حكومة الولاية الشمالية، مع تسخير كافة إمكانيات الولاية بمحلياتها المختلفة لإدارة الأزمة حال وقوعها، بحسب البيان.
وأشار إلى أنه "جرى الاستعداد لتلافي أي آثار قد تحدث من جراء سقوط الصاروخ الصيني بإحدى مناطق الولاية وتمليك المواطنين بالولاية الشمالية كافة المعلومات والحقائق وبشأن الموضوع".
كما أهابت حكومة الولاية الشمالية، المواطنين، بعدم الانسياق وراء المعلومات الخاطئة من مصادر أخرى، والحرص على أخذ المعلومات بشأن الموضوع من الأجهزة الإعلامية الرسمية بالولاية الشمالية فقط.
وكان الجزء الأكبر من صاروخ دفع صيني خرج عن السيطرة واتجه نحو الأرض، وذلك بعد إطلاقه في الفضاء في 29 أبريل، حاملًا على متنه مركبة "تيانهي" غير المأهولة، والتي كانت تحمل ما كان سيصبح أماكن للمعيشة في محطة فضائية صينية دائمة.
وأشارت بعض التقديرات إلى أنه "انخفض إلى ما دون 300 كيلومتر فوق مستوى سطح البحر". وذكرت تقارير إعلامية أنه مرّ فوق العراق يوم الثلاثاء.
وأعلنت قيادة الفضاء الأمريكية أنها ترصد بقلق حطام الصاروخ الصيني، فيما أكد البيت الأبيض جاهزية الولايات المتحدة لاعتراض الحطام قبل سقوطه.
على اليابسة أم في المحيط
أما أحدث تقديرات الجيس الأمريكي فتوقعت أن يسقط الصاورخ الخارج عن السيطرة في مكان ما في طاجيكستان أو تركمانستان، وسط آسيا، غدًا الأحد (في حدود الساعة 7 مساء السبت بالتوقيت الشرقي الأمريكي).
وأشارت إلى أنه سيسقط على اليابسة وليس في المحيط، فيما يبقى سقوطه في منطقة مأهولة بالسكان محتملًا، وفق شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
توقيت دخوله الغلاف الجوي
وكتبت "مؤسسة الفضاء الجوي" الأمريكية عبر تويترمساء أمس الجمعة، أحدث تنبؤات مركز دراسات العودة المدارية والحطام "كوردس" التابع لها تشير إلى أن جسم الصاروخ الصيني سيدخل الغلاف الجوي في حدود 8 ثماني ساعات قبل أو بعد الساعة 4:19 يوم الأحد (بتوقيت جرينتش).
فيما أشارت أحدث توقعات "كوردس" إلى أن مكان دخول جسم الصاروخ للغلاف الجوي سيكون قرب الجزيرة الشمالية في نيوزيلندا، لكنه نبه إلى احتمالية الدخول في أي مكان على طول مسارات تغطي مساحات شاسعة من العالم.
وبعد صمت طويل، قالت الخارجية الصينية أمس الجمعة إن معظم حطام الصاروخ سيحترق عند دخول الغلاف الجوي، مُستبعدة بشدة أن يسبب أي ضرر.
وهذه ليست المرة الأولى التي تفقد فيها الصين السيطرة على مركبة فضائية عند عودتها إلى الأرض. ففي أبريل 2018، تفكّك المختبر الفضائي "تيانجونج-1" عند عودته إلى الغلاف الجوي بعد عامين من توقفه عن العمل. ونفت السلطات الصينية- وقتذاك- أن تكون قد فقدت السيطرة على المختبر.
وتستثمر الصين مليارات الدولارات على برنامجها الفضائي سعيًا إلى اللحاق بروسيا والولايات المتحدة في هذا المجال.
وأرسل البلد الآسيوي العملاق أول مواطن صيني إلى الفضاء عام 2003. كما وضعت في مطلع 2019 مركبة، في سابقة علمية، عند الجانب المظلم من القمر.
فيديو قد يعجبك: