لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

العرب يحذرون الغرب: لا تدعوا إيران تخدعكم

01:22 م الخميس 06 مايو 2021

علم ايران

القاهرة- (د ب أ):

يتزايد قلق العرب إزاء النوايا الخبيثة لدى يران وخداعها ؛ حيث يواصل الإيرانيون وممثلو ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين مفاوضاتهم في فيينا حول إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، والذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في عام 2018.

وقال الكاتب خالد أبو طعمة الزميل بمعهد جيتستون الأمريكي، في تقرير نشره المعهد، إن خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة بالاتفاق النووي الإيراني ، تهدف ظاهريًا إلى منع إيران من تطوير أسلحة نووية. وبموجب الاتفاق، وافقت إيران على التخلص من مخزونها من اليورانيوم متوسط التخصيب، وخفض مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب بنسبة 98 %، وتقليل عدد أجهزة الطرد المركزي لغاز اليورانيوم بنحو الثلثين لمدة 13 عامًا. ولكن بعد انتهاء الاتفاق في غضون سنوات قليلة، قد تصنع إيران أكبر عدد تريده من الأسلحة النووية. وبهذا المعنى، كانت خطة العمل الشاملة المشتركة بمثابة تمهيد لبرنامج أسلحة نووية شامل.

في 8 أيار/مايو 2019 ، أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة، التي كانت إيران تنتهكها سراً، وكانت إيران تنتهك بشكل متكرر بنود الاتفاق منذ توقيعه.

والإيرانيون متفائلون على ما يبدو بأن المحادثات ستعيد الولايات المتحدة إلى الاتفاق، قائلين إن "تفاهما جديدا" يبدو أنه قد بدأ يتشكل بين الجانبين.

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للتلفزيون الإيراني الرسمي "نعتقد أن المحادثات وصلت إلى مرحلة تستطيع فيها الأطراف البدء في العمل لصياغة مسودة مشتركة. يبدو أن تفاهما جديدا قد بدأ يتشكل، والآن هناك اتفاق على الأهداف النهائية".

ورأي أبو طعمة أن كتاب الأعمدة والمحللين السياسيين العرب الذين كانوا يتابعون المفاوضات الحالية في فيينا مقتنعون بأن إيران مستعدة مجددا لخداع المجتمع الدولي. وحذروا الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى من تكرار خطأ الماضي والوقوع في فخ الحيلة الإيرانية.

وكتب الكاتب والباحث السعودي عبد الله بن بجاد العتيبي في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط السعودية "التاريخ يعيد نفسه.. من يرتكب نفس الأخطاء ويتوقع نتائج مختلفة إنما يخدع نفسه..".

ووصف العتيبي الاتفاق النووي السابق المبرم عام 2015 بأنه كان فاشلاً فشلاً ذريعاً .. "وأياً كانت نتائج محادثات فيينا فهي ستعيد تجريب المجرب وتكرير الخطأ مرتين".

وتابع "كانت واحدة من أهم أسباب فشل الاتفاق السابق أنه استبعد دول الخليج العربي تماما في المفاوضات والتوقيع والإعلان وهو ما يتكرر اليوم في فيينا والنتيجة لن تكون مختلفة بالتأكيد".

وأشار الكاتب السعودي إلى أن طلب دول الخليج بالمشاركة في محادثات فيينا قوبل بالتجاهل من قبل القوى العالمية. ورأى العتيبي أن استبعاد دول الخليج "يؤكد أن هذا الاتفاق الميت الذي يراد إعادة إحيائه سينتهي إلى الموت مجدداً.. الدلال الغربي لإيران وصل مستوياتٍ مكشوفةٍ والنظام الإيراني يستغل ذلك بشيء من التبجح".

ووفقا للعتيبي، فإن واحدة من "خطايا" الاتفاق النووي السابق أنه لم يتطرق بشكل واضحٍ لأمرين رئيسين لدى دول المنطقة: الأول، لم يتطرق لطموحات الهيمنة وبسط النفوذ لدى النظام الإيراني وتدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية بالاحتلال المباشر وشبه المباشر في العراق وسورية ولبنان واليمن . ولذلك زادت شرور إيران بعد ذلك الاتفاق الفاشل حتى وصلت إدارة أمريكية كانت أكثر حزماً مع إيران.

أما الأمر الثاني، فهو أن الاتفاق النووي السابق لم يتطرق لصواريخ إيران الباليستية التي كانت تهدد دول الخليج العربي، وكان ذلك سبباً لفشل ذلك الاتفاق، وإيران اليوم تستهدف نفط السعودية وإمدادات الطاقة العالمية وتستهدف المدنيين والأعيان المدينة جهاراً نهاراً، فلم يعد الأمر مجرد تخوفات من إطلاق عنان إيران لتعيث في المنطقة فساداً، بل أصبح واقعاً فعلياً يشاهده العالم بأسره، حسبما ذكر الكاتب السعودي.

وحذر العتيبي من أن العالم سيكتشف بسرعة أنه بمجرد رفع بعض العقوبات عن إيران سيستمر الإرهاب الذي ترعاه إيران و"سيدفع الكثيرون ثمن التخاذل والانسحاب غير محسوب العواقب من العالم".

من جانبه، حذر الكاتب السوري بهاء العوام من أن محادثات فيينا لم تأخذ في الاعتبار المصالح والمخاوف المشروعة للدول العربية.

وأشار العوام إلى أن إسرائيل كانت على علم بانتهاكات إيران المستمرة للاتفاق النووي، قائلا : "الإسرائيليون يدركون هذا جيداً، وقد أوضحوا خطورة ذلك قبل عقد الاجتماعات، وعندما وجدوا أن الأمريكيين والأوروبيين يتجاهلون مخاوفهم قرروا التدخل بطريقتهم، وكشفوا زيف ما يجري في فيينا، فبرنامج إيران النووي لم يكن يوما سلميا، والدول الست لا يهمها سوى مصلحتها في التفاوض مع طهران، مهما كانت التداعيات على دول المنطقة".

وأوضح العوام في مقال له بصحيفة العين الإماراتية أن إعلان إيران الأخير عن بدء تخصيب اليورانيوم إلى أعلى درجة نقاء له على الإطلاق (60 %)، يظهر أنها تقترب أكثر من تصنيع قنبلة نووية، مما يشكل تهديدًا لأمن المنطقة والعالم.

وتابع "يغمض الأوروبيون والأمريكيون أعينهم عن هذه الحقيقة، ويصرون على أن منع إيران من امتلاك السلاح النووي يكفي لتحويلها إلى سويسرا الشرق، أو يكفل دمقرطة نظام (الملا) في طهران.. بسبب التجاهل الغربي لكل هذه المعطيات لا تتوقع دول المنطقة كثيراً من مفاوضات فيينا، وإن كانت تفكر بخياراتها المستقلة للتعامل مع الخطر الإيراني عليها، فهذا أمر مشروع ولا يحق لأحد الاعتراض عليه. وكل التنازلات التي تقدمها أو تنوي تقديمها مجموعة الست لطهران لا تلزم أحداً في الشرق الأوسط، ولا تجبر إسرائيل أو الدول العربية على احترام مخرجات المحادثات إن لم تراعِ مصالحها، فكيف إن كانت المخرجات تضر بها، وتزيد من خطر نظام طهران على أمنها واستقرارها".

وردد هذه المخاوف، وزير الإعلام والثقافة الأردني الأسبق صالح القلاب الذي قال إنه لا يتوقع أن تتوقف إيران عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.

وأوضح القلاب في مقال نشره موقع قناة العربية أن الحقيقة أن هناك احتلالا إيرانيا سياسيا وعسكريا وأمنيا واقتصاديا لأربع دول عربية، هي العراق وسورية ولبنان واليمن .. ومن الواضح أنه إذا أعادت الولايات المتحدة علاقاتها مع طهران، فإن الملالي سيصبحون صانعي القرار الرئيسيين في الشرق الأوسط، ولن يستعيد العرب وحدتهم إلا إذا تم طرد الإيرانيين وأتباعهم من العراق وسورية ولبنان واليمن.

وتزامنت المحادثات في فيينا مع حملة قام بها عدد كبير من اللبنانيين للمطالبة بقطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران ولبنان.

ونظم عشرات النشطاء اللبنانيين، الأسبوع الماضي، احتجاجات أمام وزارة الخارجية اللبنانية في بيروت، طالبوا خلالها حكومتهم بطرد السفير الإيراني في لبنان وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران.

وردد المتظاهرون هتافات تطالب بإنهاء احتلال إيران للبنان ونزع سلاح جماعة حزب الله التي تعمل بالوكالة عن إيران.

وهذه الحملة، مثل الآراء التي عبر عنها العديد من المحللين وكتاب الأعمدة السياسيين العرب، تهدف إلى توجيه رسالة إلى أولئك الذين يتفاوضون حاليًا مع إيران مفادها أن العرب لا يثقون بنظام الملالي في طهران.

واختتم الكاتب خالد أبو طعمة تقريره بالقول إن هذه الرسالة الموجهة بشكل أساسي إلى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تتهم الغرب بتجاهل استمرار الاحتلال الإيراني والإرهاب في الدول العربية. من الواضح أن هناك خوفا عميقا بين العرب من أن إحياء الاتفاق النووي سيضيف الوقود إلى نيران الملالي ويدعم سياسات الحرق وزعزعة استقرار الدول العربية وتشجيع الإرهاب من خلال وكلائهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان