المساعي الدبلوماسية تتكثف من أجل وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حماس"
غزة- (أ ف ب):
تتكثف المساعي الدبلوماسية، الخميس، علنا وبعيدا عن الأضواء في محاولة لوقف التصعيد العسكري بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بعد ليلة جديدة من القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي العنيف وانطلاق دفعات جديدة من الصواريخ من القطاع المحاصر في اتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وبعد دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء الى خفض فوري للتصعيد، وفشل فرنسا في إيصال مشروع قرار ينص على وقف لإطلاق النار الى التصويت في مجلس الأمن بسبب عرقلة أميركية، يبدأ الخميس وزير الخارجية الألماني هايكو ماس زيارة الى تل أبيب ورام الله لإجراء لقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين في محاولة للتوصل الى تهدئة. ولن يلتقي ممثلين عن حركة حماس المدرجة على لائحة المنظمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي.
وعبر ماس في مؤتمر صحفي عقده صباحا في تل أبيب مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، عن تضامنه مع إسرائيل، قائلا "نعتبر أن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة يندرج في إطار "حق الدفاع عن النفس". ودعا الى وقف لإطلاق النار.
وتعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعا طارئا الخميس على مستوى وزراء الخارجية يتناول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ويشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.
كما تقوم مصر باتصالات مكثفة مع أطراف مختلفة لإعادة العمل بالهدنة التي كانت قائمة بين إسرائيل وحركة حماس والتي لعبت القاهرة دورا أساسيا في إرسائها وتجديدها مرة بعد مرة.
وبدا التصعيد الأخير بعد إطلاق حماس صواريخ في اتجاه الدولة العبرية في 10 مايو، تضامنا مع الفلسطينيين الذين كانوا يخوضون منذ أيام مواجهات مع الإسرائيليين في القدس الشرقية وباحات المسجد الأقصى، ما تسبّب بإصابة أكثر من 900 منهم بجروح. وجاءت تلك المواجهات على خلفية تهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين يهود.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي الأربعاء إن بلاده "استفادت" من الظرف من أجل "إضعاف قدرات" حماس.
وتقصف إسرائيل منذ عشرة ايام قطاع غزة من دون هوادة، مستخدمة المدفعية والطائرات. وأوقعت الضربات 227 قتيلا بينهم أكثر من ستين طفلا، ودمارا هائلا، إذ أسقطت ابنية بكاملها وألحقت أضرار جسيمة بأخرى وبالبنى التحتية.
في المقابل، قتل 12 شخصا في الصواريخ التي أطلقتها حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى من قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إن عدد الصواريخ التي اعترضت معظمها منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية الدفاعية، بلغ أكثر من أربعة آلاف.
واستهدفت المقاتلات الإسرائيلية ليل الأربعاء الخميس منازل ستة قياديين في حماس، وفق الجيش الإسرائيلي.
في دير البلح، قتل أفراد عائلة فلسطينية بكاملها. في مدينة غزة، قتل رجل مقعد إياد صالحة (33 عاما) مع زوجته الحامل وطفلتهما البالغة ثلاث سنوات، وفق السلطات المحلية.
وقال عمر صالحة (31 عاما)، شقيق إياد، "كانوا يستعدون لتناول الغداء"، متسائلا "ماذا فعل أخي؟ إنه مقعد على كرسيه المتحرك، كان يعتقد أنه آمن في بيته".
في الصباح الباكر الخميس، دوت صفارات الإنذار مجددا في القرى الجنوبية الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة. وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي إطلاق دفعة جديدة من الصواريخ.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان "السكان في غزة وفي إسرائيل في حاجة ماسة الى تهدئة"، مضيفة الى أنها ابلغت إسرائيل وحركة حماس أن فرقها ستبدأ، اعتبارا من الخميس "بالتنقل للتعامل مع الحاجات الملحة. ويتحمّل الطرفان مسؤولية واضحة في تسهيل هذه المهمة".
وأفاد بيان للبيت الأبيض الأربعاء بأنّ الرئيس الأميركي أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنه ينتظر "تخفيضاً كبيراً" في أعمال العنف اعتباراً من الأربعاء، "تمهيداً لوقف إطلاق النار".
وأوضحت البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة أنها لن تدعم مشروع قرار في مجلس الأمن اقترحته باريس يدعو إلى وقف المواجهات، بقولها إنّ واشنطن "لن تدعم الخطوات التي تقوّض الجهود الرامية إلى وقف التصعيد"، وإنّها "تركّز على الجهود الدبلوماسية المكثفة الجارية".
وقال مصدر عسكري إسرائيلي لصحافيّين الأربعاء "نبحث عن الوقت المناسب لوقف إطلاق النار"، مضيفا "نحن نقيّم ما إذا كانت إنجازاتنا كافية (...) وما إذا كان هدفنا (المتمثّل) في إضعاف القدرة القتاليّة لحركة حماس في غزة قد تحقّق".
وقال نتانياهو "ما نحاول القيام به بالتحديد هو إضعاف قدراتهم، ووسائلهم الإرهابية وعزيمتهم"، مشيرا الى أنه "مصمّم على المضي بالعملية".
وأطلقت الأربعاء للمرة الثالثة خلال أيام اربعة صواريخ من جنوب لبنان في اتجاه إسرائيل، وردت إسرائيل بقصف على أراض لبنانية حدودية.
وتتواصل منذ عشرة أيام التحركات الاحتجاجية في الضفة الغربية المحتلة تضامنا مع غزة. وتحوّلت تظاهرات خلال الأيّام الماضية إلى مواجهات بين الفلسطينيين والقوى الأمنية الإسرائيلية قتل فيها 25 فلسطينيّاً، في أكبر حصيلة في الضفة الغربية منذ سنوات.
كذلك يُسجّل توتر حادّ في القرى والمدن الإسرائيليّة المختلطة اليهودية العربية.
وتشهد مدن وعواصم عدة في العالم تظاهرات تضامنا مع الفلسطينيين.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: