لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"أهل البدو" يطيح بوزير خارجية لبنان.. تفاصيل أزمة شربل وغضبة خليجية

04:52 م الأربعاء 19 مايو 2021

وزير الخارجية اللبناني شربل وهبه

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - إيمان محمود:

تسببت تصريحات وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال، شربل وهبه، في عاصفة من الغضب الخليجي، بعد أن ألمح بضلوع دول خليجية –دون تسميتها- بإرسال الدواعش إلى البلدان العربية، كما وصف الخليج بـ"أهل البدو".

بداية الأزمة

جاء اتهام شربل لدول الخليج في مقابلة مع برنامج "المشهد اللبناني" على قناة "الحرة" الأمريكية، بُثّت الاثنين الماضي، حيث قال "دول المحبة والصداقة والأخوة، جلبوا لنا تنظيم داعش وزرعوه في سهول نينوى والأنبار وتدمر"، في إشارة إلى مناطق بسوريا والعراق استولى عليها تنظيم الدولة في عام 2014.

ولدى سؤاله عما إذا كان يقصد "بتلك الدول" دول الخليج، قال وهبي إنه لا يريد ذكر أسماء، ولكن ردا على سؤال حول ما إذا كانت دول الخليج قد مولت الحركة الإسلامية قال: "من الذي مولهم إذا، أنا!".

ومع نهاية المقابلة اعترض الوزير اللبناني على مهاجمة الضيف السعودي لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، وقرر ترك الاستديو، قائلا: "أنا بلبنان ويهينني واحد من أهل البدو".

الخليج غاضب ومصر تطلب التفسير

وتصاعد الغضب الخليجي والعربي، واستدعت وزارة الخارجية السعودية - السفير اللبناني في الرياض، للإعراب عن رفض المملكة تصريحات شربل "المسيئة".

وجددت التأكيد أن "تلك التصريحات تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين"، بحسب البيان.

وأضافت: "نظرًا لما قد يترتب على تلك التصريحات المشينة من تبعات على العلاقات بين البلدين الشقيقين"، تم استدعاء السفير اللبناني لدى الرياض "للإعراب عن رفض المملكة واستنكارها للإساءات الصادرة من وزير الخارجية اللبناني"، وتم تسليمه مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص.

كما استدعت وزارة الخارجية الكويتية القائم بالأعمال اللبناني، وسلمته أيضًا مذكرة احتجاج رسمية، مؤكدة أنها تستنكر وتستهجن "الإساءات البالغة" الواردة في مقابلة شربل.

وأعلنت الإمارات استدعاء السفير اللبناني لديها وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية تستنكر فيها التصريحات وأكدت أن التصرف يتنافى مع "الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية التي تجمع لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي"، حسب قولها.

أيضًا استدعت وزارة الخارجية البحرينية السفير اللبناني وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على تصريح شربل وهبة، قائلة إنها "تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات الأخوية التي تربط شعوب دول مجلس التعاون مع الشعب اللبناني الشقيق".

من جهتها طلبت وزارة الخارجية المصرية، الثلاثاء، من السفير اللبناني في القاهرة علي الحلبي، تقديم تفسيرًا لتصريحات وزير خارجية حكومة تصريف الأعمال اللبناني.

رفض عربي

أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عن أسفه البالغ إزاء ما صدر عن وزير خارجية لبنان واصفًا تلك التصريحات بـ"البعيدة عن اللياقة الدبلوماسية".

ونقل مصدر مسئول بالأمانة العامة للجامعة العربية، اليوم الأربعاء، عن أبو الغيط اعتباره أن لغة الحوار المستخدم من جانب كبار مسئولي الدول العربية يتعين أن تعكس دائما مشاعر الأخوة والاحترام المتبادل بين الشعوب العربية، وأن تتجنب ما يهيج الخواطر أو يُثير البغضاء ويُذكي الفتن.

وأعرب المصدر عن الأسف الشديد لأن تأتي هذه التصريحات في توقيت دقيق للغاية يمر به لبنان وفي وقت يحتاج فيه إلى كل الدعم من اصدقائه واشقائه، وأسهمت في توتير العلاقة اللبنانية الخليجية بدلا من تصحيح مسارها بالشكل المطلوب.

من جهتها، طالبت دول مجلس التعاون الخليجي، شربل وهبه باعتذار رسمي بعد "إساءته" بحق السعودية والخليج.

وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، نايف فلاح مبارك الحجرف، في بيان له مساء الثلاثاء عن "رفضه واستنكاره" لما تضمنته تصريحات وهبه وما ورد فيها من "إساءات مشينة" بحق دول مجلس التعاون الخليجي وشعوبها وكذلك الإساءة بحق المملكة العربية السعودية.

وشدد الحجرف على "المواقف الثابتة والراسخة التي قامت بها دول مجلس التعاون الخليجي لدعم الشعب اللبناني الشقيق، تلك المواقف والتي يشهد التاريخ لها والتي تهدف إلى سلامة لبنان ودعم استقراره وأمنه"، مؤكدًا أن تلك التصريحات تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين دول المجلس ولبنان".

لبنان يتبرأ

جاءت التصريحات الرسمية اللبنانية متنصلة من تصريحات شربل، فالرئاسة اللبنانية أصدرت بيانًا شددت من خلاله على عمق العلاقات الأخوية بين لبنان ودول الخليج وخاصة السعودية، ومؤكدة حرصها على استمرار هذه العلاقات وتعزيزها في المجالات كافة.

واعتبرت الرئاسة اللبنانية ما صدر عن شربل وهبة من مواقف يعبر عن رأيه الشخصي، ولا يعكس موقف الدولة والرئيس عون.

وأكدت الرئاسة اللبنانية "عُمق العلاقات الأخوية بين لبنان ودول الخليج الشقيقة وعلى حرصها على استمرار هذه العلاقات وتعزيزها في المجالات كافة، وحرص الرئيس عون على رفض ما يسيء الى الدول الشقيقة والصديقة عموما، والمملكة العربية السعودية ودول الخليج خصوصا"

من جانبه، عبّر رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، مساء الثلاثاء، عن رفضه لهذه التصريحات.

وقال في بيان صدر عن مكتبه: "أضاف وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبي مأثرة جديدة الى مآثر العهد في تخريب العلاقات اللبنانية العربية، كما لو ان الازمات التي تغرق فيها البلاد والمقاطعة التي تعانيها، لا تكفي للدلالة على السياسات العشوائية المعتمدة تجاه الاشقاء العرب".

وأضاف البيان: "ان الكلام الذي أطلقه وزير الخارجية على قناة الحرة، كلام لا يمت للعمل الدبلوماسي بأي صلة، وهو يشكل جولة من جولات العبث والتهور بالسياسات الخارجية التي اعتمدها وزراء العهد، وتسببت بأوخام العواقب على لبنان ومصالح ابنائه في البلدان العربية".

واستطرد: "وإذا كان هذا الكلام يمثل محوراً معيناً في السلطة اعتاد على تقديم شهادات حسن سلوك لجهات داخلية وخارجية، فانه بالتأكيد لا يعني معظم اللبنانيين الذين يتطلعون لتصحيح العلاقات مع الاشقاء في الخليج العربي ويرفضون الافراط المشين في الاساءة لقواعد الاخوة والمصالح المشتركة".

اعتذار واستقالة

وفي بيان أصدره عقب الهجوم على تصريحاته، حاول شربل التنصل من كلامه بقوله إنه فوجئ بتفسيرات وتأويلات غير صحيحة لكلامه.

وقال في بيان له: "ما قلته لم يتناول الأشقاء في دول الخليج العربي، ولم أتطرق إلى تسمية أي دولة. لكني فوجئت أكثر ببعض البيانات التي صدرت في لبنان والتي تحوّر كلامي وتدفع لتوتير العلاقات مع الأشقاء في المملكة ودول الخليج، تحقيقاً لمصالح شخصية على حساب مصلحة لبنان".

وبعد ساعات، أصدر شربل بيانا ثانيا، اعتذر فيه لدول الخليج العربي عامة والسعودية خاصة على ما صدر منه من تصريحات.

وقال شربل في بيان صدر عنه نشرته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية: "يهمني التأكيد، مرة جديدة أن بعض العبارات غير المناسبة، التي صدرت عني في معرض الانفعال رفضا للإساءات غير المقبولة الموجهة إلى فخامة رئيس الجمهورية، هي من النوع الذي لا أتردد في الاعتذار عنه".

وحول تصريحاته المسيئة قال وهبة "إن القصد لم يكن لا أمس ولا قبله ولا بعده، الإساءة إلى أي من الدول أو الشعوب العربية الشقيقة التي لم تتوقف جهودي لتحسين وتطوير العلاقات معها، لما فيه الخير والمصلحة المشتركين، ودوما على قاعدة الاحترام المتبادل".

وفي ختام اعتذاره خلص رأس الدبلوماسية اللبنانية إلى أنه "جل من لا يخطئ في هذه الغابة من الأغصان المتشابكة".

وفي اليوم التالي، الأربعاء، قدّم وزير الخارجية اللبناني شربل وهبه، طلبا إلى الرئيس ميشال عون، بطلب إعفائه من مسئولياته الوزارية.

صحف الخليج تهاجم شربل

انتقدت صحف خليجية، صادرة اليوم الأربعاء، تصريحات وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، والتي وجه فيها إساءات إلى المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي تتنافى مع الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية التي تجمع لبنان ودول المجلس.

1

ففي السعودية، قالت صحف "الرياض" و"عكاظ" و"الاقتصادية": "معان كثيرة خلفها الظهور التلفزيوني الأخير لوزير خارجية لبنان، إلا أن أبرزها وأكثرها وضوحا أنها كشفت مدى افتقاد الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان، لأدنى معايير وسمات الدبلوماسية الواجب توفرها في أي سياسي أو رجل دولة، ناهيك عن أن يكون المعني الأول بملف العلاقات الدولية والأعراف الدبلوماسية ممثلا في منصب وزير الخارجية.

وتابعت الصحف السعودية، أن لبنان كان مؤهلا ليكون دولة نموذجية تصنع لشعبها كفاءاته وبمقدراتها الطبيعية، صالحا للعيش إلا أن هيمنة فصيل واحد على قراره، واختطاف بلد بأكمله لحساب أجندة خارجية، مع تواطؤ من أطراف طامعة، ومن العجيب أن السعودية ودول التعاون التي هاجمها شربل وهبة هي وحدها التي تحمل طوق النجاة للبنان، وبيدها أن تنتشله من الهاوية التي ألقته فيها إيران واتباعها.

وفي الإمارات، استنكرت صحيفة "الاتحاد" ما وصفته بـ"تطاول" وزير الخارجية اللبناني على السعودية، ودول المجلس، بادعاءات كاذبة، تتنافى مع أبسط القواعد والأعراف الدبلوماسية، وتهدد أسس العلاقات التاريخية.

وأضافت أن التصريحات المسيئة، والتي تطرح العديد من علامات الاستفهام، أقل ما يقال في وصفها أنها مشينة وعنصرية.

2

وفي البحرين أبرزت صحيفتا "البلاد والأيام" استنكار وإدانة وزارة الخارجية البحرينية لما تضمنته تصريحات وهبة، مؤكدة أن تلك التصريحات المستهجنة تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات الأخوية التي تربط شعوب دول مجلس التعاون مع الشعب اللبناني الشقيق.

3

وفي الكويت أبرزت صحيفتا "الراى والأنباء" إدانة وزارة الخارجية الكويتية واستهجانها الشديدين لما ورد من وهبة مما وصفته "إساءات بالغة" تجاه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وشعوبها.

فيديو قد يعجبك: