التصعيد متواصل بين إسرائيل وغزة لليوم الرابع وأعمال عنف في مدن مختلطة
غزة- (أ ف ب):
تواصل التصعيد الدامي الليلة الماضية مع إطلاق صواريخ من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل التي نفذت غارات جديدة مكثفة على القطاع المحاصر، بينما تواجه في الداخل جبهة أخرى تتمثل في أعمال الشغب والمواجهات في المدن المختلطة اليهودية العربية.
وفي اليوم الرابع من التصعيد الأعنف منذ حرب 2014، لا تهدئة في الأفق بعد رغم كل الدعوات الدولية الى خفض التوتر.
وارتفعت حصيلة الضحايا الى 83 قتيلا في غزة بينهم 17 طفلا، ونحو 487 جريحا. بينما قتل سبعة أشخاص في الجانب الإسرائيلي بينهم طفل وجندي، ومئات الجرحى.
في قطاع غزة، خرج بعض السكان صباح اليوم الأول من عيد الفطر الى الشوارع ليروا مشهدا مأسويا جديدا من الخراب بعد أن دمرت الغارات الإسرائيلية أبنية كاملة، وألحقت أضرارا جسيمة بالطرق وبأبنية أخرى.
ودوّت الخميس مجددا صفارات الإنذار في مدن إسرائيلية قريبة من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، مؤذنة بسقوط صواريخ جديدة، بعد أن طالت تلك التي أطلقتها حماس ومجموعات أخرى خلال الأيام الثلاثة الماضية مدينة تل أبيب وأقصى شمال الدولة العبرية. وقد بلغ عدد الصواريخ التي انطلقت من القطاع حتى الآن، بحسب الجيش الإسرائيلي، أكثر من 1600.
وفي أول أيام عيد الفطر، أدى نحو مئة ألف مسلم الصلاة في المسجد الأقصى، وقد علّق عدد من الذين أموا المسجد صورا لقادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأعلاما لها في محيط المسجد، بينها واحدة لرئيس المكتب السياسي في حماس اسماعيل هنية كتبت عليها عبارة "كفى لعبا بالنار. القدس خط أحمر".
وكانت حماس أطلقت أول دفعة من الصواريخ الإثنين بعد أيام من مواجهات بين قوى الأمن الإسرائيلية وفلسطينيين في القدس الشرقية، لا سيما في محيط المسجد الأقصى على خلفية تهديد عائلات فلسطينية بإخلاء منازلها في حي الشيخ جراح في القدس لصالح مستوطنين يهود. وأسفرت تلك المواجهات عن إصابة أكثر من 900 شخص بجروح.
في قطاع غزة، استهدفت الغارات الإسرائيلية الأخيرة مواقع عدة بينها مبان مرتبطة بعمليات "مكافحة التجسس" لحماس في القطاع ومنزل القيادي في الحركة إياد الطيب.
وأعلنت حماس الأربعاء مقتل أحد أبرز قياديي جناحها العسكري في غزة، كبرى مدن القطاع، وقياديين آخرين.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف الأربعاء برجا مكونا من أكثر من عشرة طوابق يضم مكاتب قناة الأقصى الفلسطينية التي أسستها حماس قبل بضع سنوات، فدمره بالكامل.
الأمم المتحدة
في تل أبيب، حوّلت سلطات مطار بن غوريون الخميس مسار جميع الرحلات حتى إشعار آخر، بسبب سقوط الصواريخ.
وفي مواجهة استمرار التصعيد، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا ثالثا حول المسألة الجمعة. وخلال أول اجتماعين عبر الفيديو عقدا في جلستين مغلقتين، عارضت الولايات المتحدة تبني إعلان مشترك يدعو إلى وقف التصعيد، معتبرة أنه "يأتي بنتائج عكسية" في هذه المرحلة، كما قال دبلوماسيون.
وأعربت الصين التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الخميس عن "قلقها العميق" إزاء التصعيد.
وقالت إن بيانا مشتركا يدعو إلى وقف الاشتباكات جاهز لكن بعض الدول "تعرقل" تبني النص.
وأعلنت واشنطن إرسال مبعوث إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية للحث على "وقف التصعيد"، في حين دعت موسكو إلى اجتماع طارئ للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط التي تضم الاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة.
نتنياهو يريد الاستمرار
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي تحدث إلى الرئيس الأميركي جو بايدن عبر الهاتف مساء الأربعاء، إنه يريد "المضي" في ضرب "القدرات العسكرية" لحركة حماس وإضعافها.
وأجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس من جهته محادثات هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ليطلب منه العمل على "وقف الهجمات الإسرائيلية".
وكتب بلينكن في تغريدة على تويتر إنه أبلغ عباس "بضرورة وضع حد للهجمات الصاروخية وتخفيف التوتر".
وأثارت التطورات الأخيرة غضبا بين عرب الداخل الإسرائيلي الذين خرجوا للاحتجاج، واصطدموا غالبا مع متطرفين يهود أو مع القوى الأمنية. وتخللت المواجهات أعمال شغب وتحطيم وإحراق سيارات. ولم تشهد هذه المناطق أعمال عنف كهذه منذ سنوات طويلة.
وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس الخميس بإرسال "تعزيزات مكثفة" من القوى الأمنية الى هذه المدن. وقال في بيان "نحن في وضع طوارئ بسبب العنف الوطني، ومن الضروري الآن تعزيز القوات بكثافة على الأرض، وسيتم إرسالها فورا لتطبيق القانون والنظام".
وكانت المواجهات تأججت ليل الثلاثاء الأربعاء في مدينة اللد المختلطة بعد مقتل عربي بالرصاص، واتهم العرب يهودي يميني متطرف بقتله.
وتظاهر ليل الأربعاء الخميس ناشطون من اليمين المتطرف في عدد من أنحاء إسرائيل وساروا في مدينة حيفا مرتدين ملابس سوداء، وحملوا عصيا وهتفوا "الموت للعرب" وقاموا بتكسير وتحطيم سيارات يملكها عرب.
وجرت مواجهات بين يهود يمينيين والعرب في مدينة عكا.
ويتهم العرب الشرطة بعدم تدخلها لحمايتهم، لكن المتحدث باسمها ميكي روزنفيلد أكد أن الشرطة "تمنع حدوث مذابح بكل ما تعنيه الكلمة من معنى".
وقال روزنفيلد إن المئات تظاهروا في مدينة كفر قاسم العربية وأحرقوا إطارات مركبات وأضرموا النار في سيارات الشرطة.
وبحسب المتحدث باسم الشرطة، تم استدعاء حوالي 1000 عنصر من شرطة الحدود للحد من العنف، وتم اعتقال أكثر من 400 شخص.
وبُثّت في إسرائيل مساء الأربعاء لقطات تلفزيونيّة مباشرة على قناة "كان"، تُظهر حشداً من الإسرائيليّين اليمينيّين المتطرّفين يُهاجمون بالقرب من تلّ أبيب في مدينة بات يام رجلاً قيل إنه عربي. وتظهر في الصور حشود تجبر رجلاً على الخروج من سيّارته ثم يتعرّض للضرب على أيدي عشرات الأشخاص، حتّى فقد وعيه.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: