لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد اعتراف بايدن بها.. معلومات عن مذبحة الأرمن التي راح ضحيتها 1.5 مليون شخص

08:56 م السبت 24 أبريل 2021

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد صفوت:

اعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن- اليوم السبت- بأن مذبحة الأرمن التي ارتكبت على يد الإمبراطورية العثمانية في عام 1915 بمثابة "إبادة جماعية"، وهو تصنيف تجنبه الرؤساء الأمريكيون لفترة طويلة خوفًا من الإضرار بالعلاقة الأمريكية التركية.

وجاء القرار بعد حملة ضغط مطولة قام بها أعضاء في الكونجرس وجماعات أمريكية أرمينية، تحرص على استخدام البيت الأبيض لهذا المصطلح.

ويُعد اعتراف بايدن اليوم، تنفيذًا لتعهده خلال حملته الانتخابية بأنه سيعترف بالفظائع التي جرت للأرمن باعتبارها إبادة جماعية.

وفي أول رد فعل تركي على اعتراف بايدن، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو إن اعتراف الرئيس الأمريكي جو بايدن "يستند فقط إلى الشعبوية".

وكتب تشاووش أوغلو على تويتر في أول رد فعل على بيان من البيت الأبيض: "الكلمات لا يمكن أن تغير التاريخ أو تعيد كتابته".

وأضاف: "ليس لدينا ما نتعلمه من أي شخص فيما يتعلق بماضينا. الانتهازية السياسية هي أكبر خيانة للسلام والعدالة".

وطوال عقود مارست الجالية الأرمنية ضغوطًا للحصول على اعتراف دولي بأن ما تعرض له 1,5 مليون أرمني "إبادة جماعية".

واعتبرت نحو ثلاثين دولة والاتحاد الأوروبي ما حدث "إبادة جماعية" في حين ترفض تركيا هذا الاتهام بشكل قاطع. ومن الدول التي اعترفت بالإبادة فرنسا، والأرجنتين، وروسيا، والبرازيل، وألمانيا، وعددًا من المنظمات الدولية والبرلمان الأوروبي.

وتعترف تركيا وريثة الإمبراطورية بعد تفككها عام 1920، بوقوع "مذابح" إلا أنها ترفض توصيفها بالإبادة الجماعية، زاعمة أن حربًا أهلية اندلعت تزامنًا مع مجاعة تسببت بمقتل ما بين 300 و500 ألف أرمني، فضلاً عن عدد مساو من الأتراك.

في 12 ديسمبر الماضي، تبنى الكونجرس الأمريكي قرارًا يعترف بإبادة الأرمن التي وقعت قبل نحو 106 أعوام على يد جنود الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى، وفي 30 أكتوبر 2020، انضمت الولايات المتحدة، إلى الدول المعترفة بإبادة الأرمن، بعد تصويت أغلبية مجلس النواب الأمريكي لصالح قرار الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن بواقع 405 أصوات مقابل رفض 11 صوتا فقط.

الأرمن يحيون ذكرى المذبحة

تدفّق آلاف الأرمن اليوم السبت إلى نصب تذكاري على تلة في العاصمة يريفان في الذكرى 106 للمجرزة التي ارتكبت بحق الشعب الأرمني في عهد السلطنة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.

وطالبت يريفان تركيا بتعويضات مالية وبإعادة حقوق الملكية لأحفاد الذين قتلوا في المجازر في 1915-1918.

وازدادت مشاعر الغضب من تركيا في صفوف الأرمن الذين حملوا الشموع والأزهار اليوم لإحياء ذكرى المذبحة وشاركوا في المسيرة السنوية لإحياء الذكرى، خاصة أن بلادهم لا تزال تحت وقع الصدمة جراء هزيمتها العام الماضي في حربها مع أذربيجان حول إقليم ناجورني قره باغ المتنازع عليه، والتي دعمت أنقرة فيها حليفتها باكو.

وأحيا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس ذكرى مذبحة الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى.

وقال ماكرون اليوم السبت، عبر حسابه على موقع تويتر: "الشعب الفرنسي والشعب الأرميني متصلان إلى الأبد".

وكانت فرنسا قد قررت في 2020 إحياء ذكرى "الإبادة الأرمنية"، وأعلن ماكرون وقتها، أن بلاده قررت اعتبار يوم 24 أبريل "يومًا وطنيًا لإحياء ذكرى الإبادة الأرمنية".

وفي لبنان، أحيا اللبنانيون الأرمن مساء أمس الجمعة في ساحة الشهداء ذكرى المجرزة.

ماذا حدث للأرمن؟

تناول المؤرخ الأمريكي ديفيد فرومكين في كتبه بعض الفظائع التي ارتكبها جنود الدولة العثمانية بحق الأرمن، ويقول المؤرخ الأمريكي الذي توفي في 2017، إن حوادث الاغتصاب والاعتداء كانت أمورًا طبيعية وشائعة في ذلك الوقت، حتى أولئك الذين لم يقتلوا كانوا يُجبرون على النزوح عبر الجبال والصحاري دون طعام أو شراب، وظلوا يبحثون عن مأوى لفترات طويلة. واضطر مئات الآلاف من الأرمن إلى الاستسلام، أو قتلوا في نهاية المطاف.

وبحسب المؤرخ التركي تانر أكام، الذي اختار منفاه في الولايات المتحدة الأمريكية خوفًا من بطش السلطات التركية، فإن إبادة الأرمن بدأت بعد 31 يوم فقط من دخول العثمانيين الحرب العالمية الأولى في 31 أكتوبر 1914.

وبحسب موسوعة براتينكا الإنجليزية، فإنه أثناء سنوات الحرب العالمية الأولى (1914-1918) واصلت السلطات العثمانية اضطهادها المنظّم للأرمن، وقامت بحملات كبيرة من التهجير القسري لمئات آلاف السكان من قراهم وأراضيهم وإعادة توطينهم في مناطق أخرى من الإمبراطورية، وبخاصة في بلاد الشام وسوريا، تحت مظلة قانون "التهجير"، حسبما نقلت إندبندنت عربية.

وحتى الآن لا يوجد إجماع حول عدد الأرمن الذين قتلوا خلال عملية الإبادة الجماعية، ولكن هناك شبه إجماع بين المؤرخين الغربيين على أن عدد القتلى من الأرمن حوالي 1.5 مليون أرمني.

وقدّر المؤرخون عدد الأرمن الذين عاشوا في الدولة العثمانية قبل عام 1915 حوالي مليون و256 ألف نسمة، غير أن موسوعة بريتانيكا قالت إن هذا الرقم لم يأخذ سكان الأرمن البروتستانت في الحسبان، مشيرة إلى رأي المؤرخ آرا سارافيان، الذي يقول إن عدد سكان الأرمن بلغ نحو مليون و700 ألف نسمة قبل بداية الحرب. ومع ذلك انخفض هذا العدد إلى 284 ألفاً بعد عامين في عام 1917، ما يؤكد حدوث "الإبادة الجماعية".

فيديو قد يعجبك: