لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ماذا نعرف عن "كورونا ثلاثي التحور" بالهند؟ وهل يقاوم اللقاحات؟

05:10 م السبت 24 أبريل 2021

فيروس كورونا في الهند

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

تستمر أعداد الإصابات بفيروس كورونا بالهند في الارتفاع بمعدل غير مسبوق، بما يُثقِل على كاهل مستشفياتها التي تئن أمام الزيادة الحادة والمُطردة في حالات العدوى بكوفيد 19 ونُدرة إمدادات الأكسجين، فيما تم تضيق الخناق على السفر من البلاد لمواجهة تفشي الوباء.

وسجّلت الهند، التي تشهد أسوأ طوارئ صحية في تاريخها، أكثر من مليون إصابة في الأيام الأربعة الماضية فقط، ليتخطّى إجمالي عدد الإصابات 16 مليونًا في البلد البالغ عدد سكانه أكثر من مليار و300 مليون نسمة.

ووصفت منظمة الصحة العالمية الحد من انتشار المرض في الهند بأنه "مهمة صعبة للغاية"، فيما اتجهت الحكومة الهندية إلى تشغيل قطارات "أكسجين إكسبرس"، لنقل خزانات الأكسجين لمواجهة الارتفاع الحاد في عدد الإصابات بالمستشفيات.

ويعود ارتفاع الإصابات، جزئيًا، إلى متغير جديد تقول الصحة العالمية إنه اكتُشِف لأول مرة في الهند الخريف الماضي، بينما لا يزال الخبراء منقسمين حول ما إذا كان ذلك المُتغير هو المحرك الرئيسي لانفجار كورونا في البلاد.

والمُتغير الهندي "بي 1617" مُصنّف حاليًا على أنه "مثير للاهتمام" من قِبل الصحة العالمية. ووصفته تقارير إعلامية عِدة بأنه "طفرة مزودجة"، لكن لا يوجد دليل واضح حتى الآن على ما إذا كان أكثر قابلية للانتقال أو أنه أكثر فتكًا.

في التقرير التالي نرصد أبرز المعلومات عن متغير كورونا الهندي، بحسب شبكة "سي بي سي" الكندية:

لماذا يُثير الاهتمام؟

يقول علماء الفيروسات إن الفيروسات تتحور طوال الوقت، وإن العديد من الطفرات غير مهمة.

وأغلب هذه التحورات كبيرة وجوهرية، وبعضها قد يجعل الفيروس أقل خطورة. لكن تحورات أخرى قد تجعله أكثر تسببًا للعدوى وأكثر مقاومة للقاحات.

ومع ذلك، تُثير بعض الطفرات- مثل الطفرة الهندية- اهتمامًا لأنها رُبما تمنح الفيروس القدرة على أن يكون أكثر قابلية للانتقال، ويُسبب مرضًا أكثر خطورة مقارنة بالسلالة الأصلية، ويهرب من المناعة المُكتسبة إما بالتلقيحح أو بعدوى سابقة بكوفيد-19.

وإذا ظهرت مزيد من الأدلة على أن الطفرة الهندية تتسبب في إحدى هذه الأشياء أو أكثر، فقد يسترعي الأمر نوعًا آخر من الاهتمام والقلق.

وتُعد المتحورات التي تم اكتشافها لأول مرة في بريطانيا والبرازيل وجنوب أفريقيا "مثيرة للاهتمام" أيضًا ولا يزال يجري تتبعها.

ما مدى انتشاره؟

ثمة بيانات محدودة حول مدى انتشار المُتغير المتحور بسبب عدم إجراء اختبارات للعينات على نطاق واسع في جميع أنحاء الهند.

والشهر الماضي، أفادت وزارة الصحة الهندية بالعثور على المتغير في 15 إلى 20 في المائة من العينات المتسلسلة من ولاية ماهاراشترا المتضررة بشدة، والتي تمثل أكثر من 60 بالمائة من جميع الحالات النشطة في الهند.

وظهر في 220 من بين 361 عينة جُمعت بين يناير ومارس في ولاية مهاراشترا في غرب الهند.

وحتى الآن، ظهر في أكثر من 20 دولة حول العالم، وفقًا لقاعدة بيانات المبادرة العالمية لتبادل جميع بيانات الإنفلونزا (GISAID). وتشمل بريطانيا والولايات المتحدة وسنغافورة وأستراليا.

لماذا يُعرف بأنه "مزدوج التحور"؟

يحتوي المتحير الجديد على طفرتين في البروتين الشائك الذي يستخدمه الفيروس لربط نفسه بمستقبلات الخلية البشرية والدخول إلى الخلية، لذا يُطلق عليه "متحور مزدوج".

يقول بعض الخبراء إن المصطلح خاطئ إلى حد ما ولا يعني في حد ذاته أن المُتغير أكثر عدوى أو أكثر فتكًا.

وعُثِر على الطفرتين اللتين يحملهما المتغير الجديد ""E484Q" و"L452R"، بشكل منفصل في متغيرات كورونا الأخرى، ولكن المختلف في المتغير الهندي أنه يجمع بين الاثنين معًا للمرة الأولى.

وما أثار انتباه العلماء أن طفرة "E484Q" ترتبط ارتباطًا وثيقًا بطفرة أخرى شوهدت في المتغيرات المثيرة للقلق التي تم اكتشافها لأول مرة في جنوب أفريقيا والبرازيل، فيما لوحظت طفرة "L452R" في متغيرين تم اكتشافهما لأول مرة في كاليفورنيا ويُعتقد أيضًا كونها أكثر قابلية للانتقال.

هل هو أكثر عدوى؟

نظرًا لمحدودية اختبار العينات، لم يثبت العلماء بشكل قاطع كيف يؤثر الجمع بين الطفرتين على مدى انتشار العدوى بمتغير كورونا الهندي.

قالت الدكتورة كورا كونستانتينيسكو، من مستشفى ألبرتا الكندية للأطفال، إن المتغير الجديد يبدو أنه أكثر قابلية للانتقال بنسبة 20 في المائة على الأقل.

يعرف العلماء حتى الآن ما إذا كانت هذه السلالة معدية أكثر أو مقاومة للقاحات.

وقال الدكتور جيريمي كاميل، أستاذ الفيروسات بجامعة ولاية لويزيانا بالولايات المتحدة، إن أحد نماذج هذا المتغير يشبه السلالتين الجنوب أفريقية والبرازيلية.

وأضاف كاميل: "أشك في أن تكون السلالة الهندية أكثر عدوى من السلالة المنتشرة في بريطانيا. ولا يجب أن نشعر بالهلع".

هل يقاوم اللقاحات؟

قد يساعد هذا التحور الفيروس على التغلب على الأجسام المناعية في الجهاز المناعي، والتي يمكنها مقاومة الفيروس بفضل إصابة سابقة أو اللقاح.

قال الدكتور آلان لاماري، عالم المناعة والفيروسات في المعهد الكندي للبحوث العلمية (INRS)، إن الطفرتين الموجودتين في المتغير الجديد ارتبطتا باستجابة ضعيفة للأجسام المضادة.

الأمر الذي يعني أن الأجسام المضادة التي يتم تطويرها من خلال لقاح أو عدوى سابقة بكوفيد 19 تكون أقل فعالية في تحييد متحوّر كورونا الجديد.

ومع ذلك، لا يزال من غير المعروف ما إذا كانت اللقاحات قادرة على الحماية من ذلك المُتغير أم لا.

ومن المهم أيضًا الأخذ في الاعتبار بأن الأجسام المضادة ليست السلاح الوحيد الذي يمتلكه جهاز المناعة لمحاربة متغيّرات كورونا، فعلى سبيل المثال، تعد الخلايا التائية أداة أخرى تستخدمها أجسامنا للمساعدة في مكافحة العدوى.

لكن يرجح خبراء أن تنجح اللقاحات في السيطرة على هذا المتغير من حيث منع المرض الشديد.

قال الدكتور كاميل: "بالنسبة لأغلب الناس، إن الفارق الذي تحدثه هذه اللقاحات بين عدم الإصابة أو الأعراض الخفيفة، وبين الحاجة لدخول مستشفى أومواجهة خطر الموت"، مناشدًا الناس أن يأخذوا أول لقاح يُعرض عليهم. "ولا يرتكبوا خطأ التردد وانتظار اللقاح المثالي".

فيديو قد يعجبك: