الوسطاء الدوليون يدعون طالبان إلى التخلي عن "هجوم الربيع" لمواكبة مساعي التهدئة في أفغانستان
كابول- (أ ف ب):
دعا الوسطاء الدوليون في النزاع الأفغاني الخميس حركة طالبان إلى التخلي عن "هجوم الربيع"، وذلك خلال مؤتمر في موسكو للبحث في تشكيل "إدارة" انتقالية قبل انسحاب محتمل للقوات الأمريكية من أفغانستان.
ويأتي الاجتماع في وقت تتكثّف فيه الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق سلام قبل الأول من مايو، الموعد الذي يتعيّن فيه مبدئيا على الولايات المتحدة سحب كل قواتها من أفغانستان.
والخميس دعا الوسطاء الروس والأميركيون والصينيون والباكستانيون "كافة الأطراف في النزاع الأفغاني إلى تخفيض مستوى العنف وحركة طالبان إلى عدم إعلان هجوم الربيع".
وقال الوسطاء الدوليون إن على الطرفين التوصل "في أقرب وقت ممكن" إلى اتفاق "يضع حدا لحرب مستمرة منذ اكثر من أربعة عقود في أفغانستان".
وكان رئيس المكتب السياسي لطالبان الملا عبد الغني برادر قد دعا قبيل المؤتمر إلى "ترك الأفغان يقررون مصيرهم".
وشدد متحدث باسم الحركة في تغريدة على ضرورة أن "يأخذ العالم في الاعتبار القيم الإسلامية والاستقلال والمصالح الوطنية للشعب الأفغاني".
من جهته أعلن رئيس الوفد الأفغاني عبد الله عبد الله، رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان، أن كابول تأمل تسريع المفاوضات وأن "ينخرط الطرفان في محادثات ونقاشات في أجواء تختلف" عن تلك التي تخيم على محادثات الدوحة.
من جهته قال موفد الكرملين إلى أفغانستان زامير كوبولوف "حصل حوار جدي مع كل الفرقاء الأفغان" تم خلاله التأكيد على "الاستعداد للتفاوض حول السلام".
- تكثيف المفاوضات -
وأتى اجتماع موسكو في إطار تكثيف المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان والولايات المتحدة للبحث في انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بعد عشرين سنة تقريبا على غزوها ردا على هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدّث الأربعاء عن صعوبات قد تحول دون الانسحاب الكامل في الموعد المقرر.
ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عقب استقبال الوفود المشاركة في المؤتمر، واشنطن وطالبان إلى "الالتزام ببنود الاتفاق" الذي أبرمته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في فبراير 2020 مع حركة طالبان في قطر.
وبموجب هذا الاتفاق، تعهدت الولايات المتحدة سحب كل قواتها من أفغانستان بحلول مايو 2021 في مقابل ضمانات في مجال الأمن والتزام طالبان بالتفاوض مع كابول.
والأربعاء قال بايدن في مقابلة بثتها محطة "إيه بي سي" الأمريكية "يمكن أن يحدث ذلك، لكنه صعب" منتقدا الاتفاق الذي توصل إليه سلفه دونالد ترامب مع المتمردين. وأضاف "أنا بصدد اتخاذ قرار لموعد مغادرتهم" موضحا ان الإعلان عنه سيكون قريبا بعد التشاور مع حلفاء واشنطن والحكومة الأفغانية.
وفور هذا التصريح، هددت حركة طالبان بـ"عواقب" إذا لم تسحب الولايات المتحدة قواتها من أفغانستان بحسب بنود الاتفاق.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لوكالة فرانس برس "على الأمريكيين انهاء احتلالهم طبقا لاتفاق الدوحة وسحب جميع قواتهم من أفغانستان بحلول الأول من مايو".
وأضاف "إذا لم يفعلوا لأي سبب أو ذريعة، سيتحملون مسؤولية العواقب".
والتزم ترامب جدول الانسحاب حتى مغادرته البيت الأبيض وبقي الآن 2500 جندي أمريكي فقط في أفغانستان حيث بدأت واشنطن تدخلها عقب هجمات 11 سبتمبر 2001.
مبعوث جديد
وتجري المحادثات في موسكو بحضور مبعوثين باكستانيين وصينيين وأمريكيين بالتوازي مع المحادثات التي بدأت في سبتمبر في الدوحة التي تراوح مكانها، ومع تلك التي ستستضيفها تركيا في أبريل في اسطنبول.
وأعرب لافروف عن أسفه لأن الجهود المبذولة لإطلاق العملية السياسية في الدوحة لم تسفر عن نتائج بعد، آملا في أن تساعد المحادثات في موسكو "في تهيئة الظروف" للتقدم.
وشدد على أنه "في ظل تدهور الوضع العسكري والسياسي، من غير المقبول حدوث تأخير جديد" في مفاوضات الدوحة.
والأربعاء أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تعيين الدبلوماسي الفرنسي المخضرم جان أرنو مبعوثا شخصيا له الى أفغانستان والمناطق المجاورة.
وسيعمل أرنو بالتنسيق مع الكندية ديبورا ليونز، مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة الى كابول ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما).
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إنه قد طُلب من الدبلوماسي الفرنسي الذي عمل سابقا مبعوثا أمميا الى عملية السلام في كولومبيا ولديه خبرة في الشؤون الافغانية "المساعدة في التوصل الى حل سياسي للنزاع" الأفغاني.
وكانت الولايات المتحدة قد قدمت خصوصا مقترح سلام جديدا على سلطات كابول وحركة طالبان ينص على تشكيل "حكومة جامعة جديدة". وقابلت سلطات كابول بفتور الطرح الذي تؤيده موسكو.
واقترحت واشنطن استئناف محادثات السلام بين كابول والمتمردين "في الأسابيع المقبلة" في تركيا على أن يتم الالتزام خلال هذه الفترة "خفض العنف" لمدة 90 يوما لتجنب هجوم الربيع التقليدي الذي تشنه طالبان.
ردا على هذا الاقتراح، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو عقد محادثات سلام في اسطنبول في أبريل، لكنّه شدد على أنها "لن تكون بديلا، إنما ستأتي دعما" للعملية الجارية في قطر.
كذلك طلبت الولايات المتحدة من الأمم المتحدة عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول المجاورة لأفغانستان يشمل إيران للبحث في ضمان الاستقرار في أفغانستان في المستقبل.
ويثير الانسحاب المحتمل للولايات المتحدة قلق الحكومة في كابول فيما كثفت حركة طالبان هجماتها ضد القوات الأفغانية في الأشهر الماضية على الرغم من محادثات السلام.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: