لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل دفعت حركة "حياة السود مهمة" بالحقوق المدنية في الولايات المتحدة إلى الأمام؟

07:22 م الأربعاء 10 مارس 2021

جورج فلويد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

واشنطن - (ا ف ب)


بعد مرور عام على وفاة الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد، فتحت حركة "حياة السود مهمة" الباب على مصراعيه لتسليط الضوء على مسألة العنصرية في الولايات المتحدة. الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس تعهدا، من جهتهما، بمكافحة ما أطلقا عليه "الآفة" المتجذرة في البلاد.

مع نزول ما بين 15 إلى 26 مليون متظاهر، وانطلاق تجمعات في أكثر من 2500 مدينة أمريكية غداة وفاة المواطن الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد في 25 مايو عام 2020 في مدينة مينيابوليس، باتت الحركة المناهضة للعنصرية وعنف رجال الشرطة "حياة السود مهمة"، وفي ظرف عدة أسابيع فقط، من أهم الحركات النضالية في تاريخ البلاد. وإلى الآن مرت تسعة أشهر، ولا تزال القضية حية مع ما سيشهده هذا الأسبوع من أحداث، فقاتل جورج فلويد، ديريك شوفين، يمثل أمام القضاء في إشارة إلى أن المجتمع الأمريكي يتقدم ولكن بخطى بطيئة.

وفي مَعْرِض شرحه لما يحدث، يقول جان إريك برانا، المختص في الشؤون الأمريكية والأستاذ بجامعة باريس2، لفرانس 24: "لقد فرضت حركة "حياة السود مهمة" واقعًا جديدًا تشهد فيه بعض المسائل تقدما. وجاء اختيار كامالا هاريس نائبة للرئيس ليمثل أول تجسيد لثمار الحركة". "فجو بايدن صرح مرارًا وتكرارًا بأنه سيختار امرأة لشغل هذا المنصب، لكن المتظاهرين هم من دفعوه لاختيار امرأة أمريكية من أصول أفريقية. ثم أن كامالا هاريس ليست أية امرأة، فوالداها كانا من المشاركين في ظهور حركة الدفاع عن الحقوق المدنية في جامعة بركيلي".

قضية مقتل جورج فلويد

فبعيدًا عن ذلك الخِيار الرمزي الذي يقطع مع حِقْبَة الرئيس السابق، دونالد ترامب. ذلك الرئيس الذي لم يأل جهدا في شق صفوف الأمريكيين ولا سيما بشأن موضوع "القانون والنظام"، فإن المرشح الرئاسي جو بايدن أظهر بوضوح عزمه على معالجة المسألة وذلك بحديثه عن "العنصرية المتجذرة" في الولايات المتحدة. وهو تعبير لا يزال يوظفه في أحاديثه بعدما أصبح رئيسا للولايات المتحدة.

ولكن الخطوة الأهم نحو الأمام كانت تصديق مجلس النواب في 4 مارس الجاري على مشروع إصلاح جهاز الشرطة. وأُطلق عليه "عدالة جورج فلويد في سلوك الشرطة"، وهو إصلاح يتضمن حظر خنق المشتبه بهم، والحد من تسليح رجال الشرطة بمعدات عسكرية وإنشاء سجل وطني لرجال الشرطة المفصولين من عملهم بتهم سوء المعاملة.

الخَشْيَة من صدور حكم مماثل لحكم رودني كينج

ويعيد مشروع إصلاح الشرطة النظر أيضًا في مسألة الحصانة التي يحظى بها رجالها في حالة الملاحقات المدنية. كما ينص على إنهاء أوامر التفتيش المتعلقة بالجرائم المتصلة بالمخدرات التي تسمح لضباط الشرطة باقتحام أماكن إقامة المشتبه بهم دون إذن.

فيما صرحت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي بأن النص، الذي يجب التصويت عليه الآن في مجلس الشيوخ، قبل إقراره: "لن يمحو قرونا من العنصرية المتجذرة" في الولايات المتحدة. لكنها ستكون "خطوة كبيرة نحو بناء عالم أفضل ومناخ أكثر صحية في العلاقة بين الشرطة والمجتمع الذي تحترمه".

من ناحية أخرى، ليس من الوارد على الإطلاق إجراء أي خفض في ميزانيات الشرطة، وهو مطلب العديد من المتظاهرين الذين رفعوا شعار "أوقفوا تمويل الشرطة". والنص الذي صوت عليه الكونغرس الأسبوع الماضي لا يشير إطلاقا إلى هذا الموضوع.

وعلى المستوى المحلي، فقد تراجعت العديد من المدن التي غامرت ووضعت هذا الموضوع موضع نقاش. فمجلس مدينة مينيابوليس، حيث توفي جورج فلويد، كان قد أعلن في 7 يونيو الماضي أنه سيفكك جهاز الشرطة التابع له. لكنه في النهاية، لم يقلص ميزانية الشرطة إلا بمبلغ 8 ملايين دولار من ميزانية قدرها 179 مليون دولار. أما نيويورك، المدينة التي قررت في يونيو الماضي أيضًا استقطاع مليار دولار من ميزانية الشرطة، فقد عادت وخفضت المبلغ كثيرا وأخذت قرارا بالاستقطاع تدريجيا.

ويتوقع جان إريك برانا أن "نتيجة المحاكمة ستكون لها عواقب مهمة. ويخشى الجميع أن تنتهي هذه القضية بحكم مماثل لقضية رودني كينغ عام 1992 حيث تم تبرئة أربعة ضباط شرطة كانوا قد ضربوا هذا الأمريكي من أصل أفريقي في لوس أنجلس عام 1991 مما تسبب في اندلاع أعمال شغب غير مسبوقة. فقضية جورج فلويد أصبحت بصورة كبيرة رمزا للنضال غير المكتمل من أجل الحصول على الحقوق المدنية. ففي عيون مجتمع الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية فإن العدالة والكفاح من أجل المساواة يمران من بوابة إدانة ديريك شوفين".

هل ترفع إدارة جو بايدن شعار "العمل ضد العنصرية"؟

بالنسبة للوضع على الأرض، لم يطرأ كثير من التحسن: فقد سقط ألف شخص برصاص رجال الشرطة في عام 2020، من بينهم 28 بالمئة من الأمريكيين من أصل أفريقي، في حين أنهم لا يمثلون إلا 12 بالمئة فقط من السكان. هذا بالإضافة إلى أن العدالة قد تخلت عن ملاحقة رجال الشرطة المسؤولين عن وفاة أمريكيين من أصول أفريقية كانوا غير مسلحين مثل برونا تايلور التي أرديت قتيلة في شقتها في كنتاكي، ودانيال برود الذي مات مختنقا خلال أزمة ذهانية بالقرب من نيويورك. وهو أيضا حال الضابط الذي أطلق النار من مسافة قريبة على يعقوب بليك سبع مرات لأنه لم يستسلم له في ولاية ويسكونسن.

والآن باتت العيون مسلطة على رد فعل جو بايدن. وينظر جزء من مجتمع البيض في الولايات المتحدة إلى وفاة جورج فلويد بوصفها "نهاية الأوهام التي شاعت بعد انتخاب باراك أوباما عام 2008 بحديثه عن أمريكا ’ما بعد العنصرية‘ و’بلا ألوان مختلفة للبشرة‘" كما يقول المختص في تاريخ الولايات المتحدة أونيس رومان هوريت لفرانس24.

فقد كان باراك أوباما يقدم نفسه دائما كرئيس لجميع الأمريكيين، ورفض بالتالي حمل شعلة مكافحة العنصرية في الولايات المتحدة. أما اليوم، وكما يلاحظ جان إريك برانا "فقد تغير الوضع، ويتوقع الأمريكيون الذين صوتوا لصالح جو بايدن منه اتخاذ إجراءات قوية في هذا الصدد. ولا سيما أنه أبيض أيضا، ثم إنه أوضح أنه لن يترشح لولاية ثانية وهو ما يترك له المجال واسعا للمناورة دون أن يقلق بشأن شعبيته".

وكما صرح بايدن نفسه في 26 يناير الماضي قائلا: "لقد حان الوقت للعمل لأن الإيمان والأخلاق يفرضانه"، ولأن العنصرية "تنخر وتدمر وتكلف" الولايات المتحدة" وذلك أثناء توقيعه عددا من القرارات التي من شأنها مكافحة العنصرية.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: