لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ممرضة تروي معاناة الجسم الطبي في جنوب إفريقيا: "كأننا ننتظرالموت"

02:39 م الإثنين 08 فبراير 2021

ممرض جنوب إفريقي يحمل قارورة أكسيجين في مستشفى كاي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

جوهانسبرج- (أ ف ب):

تقول ممرضة شابة منهكة في منطقة ريفية في جنوب إفريقيا "كل أسبوع نفقد زميلاً" مضيفةً "كما لو أننا نقف في طابور بانتظار الموت، ننتظر دورنا".

بالكاد خرجت الدولة الأكثر تضرراً من وباء كوفيد-19 في إفريقيا، من موجة ثانية فتاكة تسببت بها في يناير نسخة متحوّرة من الفيروس معدية أكثر من الفيروس الأصلي. إلا أن الأسرّة في أقسام الإنعاش لا تزال ممتلئة وظروف العمل شاقة، وفق شهادات عدد كبير من العاملين في المجال الصحي، في ظلّ صمت إعلامي تفرضه السلطات التي ترفض السماح بالدخول إلى أي مستشفى.

رغم التعليمات الصارمة بتجنّب الصحافيين، يحرص البعض على التحدث عن وضع يصفونه بالجحيم يعيشونه داخل المستشفيات، بين تدفق المصابين ونقص معدات الوقاية والموت المتربص في كل مكان.

يواجه الممرضون في جنوب إفريقيا فترات عمل تمتدّ على 12 ساعة يعالجون خلالها مصابين مذعورين ينبغي عليهم طمأنتهم على الدوام وكذلك إزالة الأحكام المسبقة لديهم ونفي الشائعات بشأن نظرية المؤامرة حول المرض...

الممرضة في عيادة ليمبوبو (شمال) إحدى المناطق الأشدّ فقراً في البلاد، تعيش توتراً. وتخشى ربة العائلة البالغة 28 عاماً التقاط الفيروس ونقله.

وتروي بصوت مرتجف "عندما أغادر قسم كوفيد، أخلع كل معدات الوقاية في ساحة خلف العيادة. ثمّ أغادر لأهتمّ بمرضى آخرين ينبغي عليّ أن ألمسهم، بينهم حوامل". لا ترغب الممرضة في الكشف عن اسمها خشية تداعيات قد تتعرض لها من جانب مدرائها.

أحصت جنوب إفريقيا قرابة 1,5 مليون إصابة بكوفيد-19 وأكثر من 45 ألف وفاة.

فقدنا القدرة على إحصاء الأعداد

يتعيّن على معظم المرضى التوجه أولاً إلى عيادات محلية للخضوع للفحص، قبل إدخالهم إلى المستشفى. وغالباً ما يُرغم النقص في عدد العاملين، الممرضين على الانتقال من "أقسام كوفيد" إلى أقسام أخرى.

ويلخص ممرض يبلغ 27 عاماً اشترط أيضاً عدم الكشف عن اسمه الوضع بالقول "نلتقط العدوى ثم ننقلها للمرضى بدورنا، المصابون يغادرون وينقلون المرض إلى آخرين، ونحن ننقل العدوى لعائلاتنا".

معدّل الإصابات في صفوف العاملين في القطاع الصحي، مقلق جداً. وتقول الممرضة إن "البعض يتعافون وآخرون يموتون. لكن نقص معدات الحماية يبقى مشكلة كبيرة".

وقد أرغمها عملها البالغ الخطورة ونقص الكمامات والبزات الواقية المستخدمة مرة واحدة، على مغادرة منزلها وباتت حالياً تنام في العيادة.

وتقول بغصّة "لا يمكنني أن أعود إلى منزلي. لدي طفلة وجدة متقاعدة في المنزل". وتعرب عن قلقها من أن يكون ابتعادها عن ابنتها "قد أفسدت العلاقة" معها.

وبحسب نقابة التعليم الوطني والصحة، فإن العدد المعلن للممرضين المتوفين جراء كوفيد (18 ممرضاً) ليس صحيحاً. ويقول متحدث محلي باسم النقابة جايكوب آدامز إن "الأعداد الحقيقية أكبر".

ويسود الاعتقاد نفسه في نقابة الممرضين. ويقول رئيسها ليراتو متونزي لوكالة فرانس برس إن الأعداد الرسمية "غير صحيحة إطلاقًا، أعتقد أن في لحظة معينة فقدنا القدرة على إحصاء الأعداد".

وأضاف "لم يتمّ استبدال (العاملين) الذين توفوا، والممرضون الذين كانوا بدون وظيفة لا يزالون عاطلين عن العمل" داعياً السلطات إلى ملء الوظائف الشاغرة.

وقال آدامز "يجب التوظيف بشكل عاجل، لم يعد بامكاننا مواجهة" الوضع. ولم ترد السلطات الصحية المحلية على طلب التوضيح الذي تقدمت به وكالة فرانس برس.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: