لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

محللة أمريكية: استراتيجية بايدن تجاه الصين تنطوي على خطر المبالغة

01:39 م الأحد 28 فبراير 2021

جو بايدن

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

واشنطن- (د ب ا):

توقع الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يتناول الكثير من الموضوعات مع الرئيس الصيني مدي الحياة شي جين بينج ، حسبما قال بايدن في مقابلة اجرتها معه شبكة "سي بي إس" قبل وقت قصير من أول اتصال هاتفي بينهما منذ تولي بايدن منصبه.

وقالت الكاتبة الأمريكية بوني كريستيان، الزميلة في مركز “ديفنس برايورتيز” في تقرير نشرته مجلة "ناشونال انتريست" الأمريكية إن بايدن عرض في سطور قليلة موجزة في تلك المقابلة، الخطوط العريضة لموقفه تجاه الصين، التي ذكرت إدارته أنها تشكل أكبر تهديد لأمن الولايات المتحدة في المستقبل.

وقال بايدن: "لقد قلت لـ(شي) منذ البداية أننا لسنا في حاجة لأن يكون هناك صراع بيننا "، ووصف الزعيم الصيني بأنه ذكي وصعب المراس ولكنه غير ديمقراطي.

وأضاف "ولكن سوف تكون هناك منافسة شديدة. و لن أخوضها بالطريقة التي يعرفها (شي)، والسبب وراء ذلك هو أنه يرسل إشارات أيضا، كما أنني لن اخوضها على غرار طريقة ترامب".

وأضافت كريستيان أنه من الممكن أن يروق لنا الكثير مما قاله بايدن، ولكن هناك أيضا منعطفا عنيفا يثير القلق، و نظرًا لافتقار بايدن لعادة ترامب في استخدام صيغ التفضيل ، كان وصفه لـ"شي" من باب المجاملة الدبلوماسية دون إبداء إشادة لا يستحقها .

وبطبيعة الحال ،فإن الشئ الأكثر أهمية من هذا الأسلوب الشخصي ، هو كراهية بايدن لوجود صراع بين الولايات المتحدة والصين.

ويرفض الرئيس هنا تنبؤات مروعة تتعلق بفخ ثوسيديديس ، والمتمثل في الرأي القائل بأن الحرب أمر حتمي لا مفر منه تقريبا عندما يُنظر لقوة صاعدة على أنها تتحدى هيمنة قوة عظمى موجودة.

ومن حق بايدن رفض هذه المغالطة في بداية ولايته. وسيكون من الصعب على واشنطن تتبع صعود بكين خلف الكواليس ، لأن "الصين أبدت رغبة في مزيد من الارتباط الاقتصادي في الخارج ، لحماية أمنها الداخلي ، وتحقيق مجال نفوذ صغير نسبيا" ، حسبما قال ريتشارد هانانيا من مركز ديفينس برايوريتز الأمريكي.

ولكن "هذا هو نمط السلوك الذي أظهرته جميع القوى الكبرى" ، حسبما أضاف هانانيا ، الذي قال أن الصين " ابدت رغبة ضئيلة بشأن انماط الاستثمارات العسكرية التي من شأنها أن تسمح لها باستعراض قوتها على المستوى العالمي ". وكما قال بايدن نفسه ، إن المنافسة لا يجب أن تعني صراعا.

ولكن كريستيان تساءلت هل السياسات التي ينتهجها بايدن سوف توجهنا عبر ذلك المضيق الضيق غالبا؟ هذا الأمر أقل وضوحا كثيرا، وتابعت أن العبارة التي استخدمها الرئيس - "المنافسة الشديدة" - عبارة ليست قوية (هل المنافسة المقصودة هنا بطولة للتزلج على الجليد؟)، وغامضة، و من الواضح أيضا أنها عدائية ، وربما حتى على نحو خطير.

وتعزز تعليقات بايدن في مناسبات أخرى ذلك الانطباع ،حيث أنه يريد العمل مع حلفاء الولايات المتحدة "للضغط على الصين وعزلها ومعاقبتها" ، كما صرح في العام الماضي ، وفي كانون أول /ديسمبر الماضي أشار إلى أنه سيواصل في الوقت الحالي الحرب التجارية التي شنتها إدارة ترامب على الصين ، على الرغم من الضرر الذي تسببه لدافعي الضرائب الأمريكيين بشكل عام وللمزارعين بشكل خاص.

واختار بايدن وزيرا للخارجية ، هو أنتوني بلينكن ، الذي يدعم فرض عقوبات على الصين في محاولة ( من المؤكد تقريبا أنها عقيمة ) لتغيير اسلوب حكمها لهونج كونج .

وفي الواقع ، خاض بايدن حملته الانتخابية باعتباره من الصقور تجاه الصين ، وكانت "المنافسة الشديدة " أكثر في هذا الإطار من ضبط النفس الذي المح إليه في التعليق حول الصراع غير الضروري.

جاء موقف أكثر كياسة - بشكل مفاجئ إلى حد ما ، لكنه موضع ترحيب ، من جانب بلينكن في مقابلته الخاصة في وقت سابق من هذا الشهر، حيث قال "مما لاشك فيه أن الصين تشكل أكبر تحد لنا من أي دولة أخرى ، لكنه تحد معقد."

وأضاف "هناك جوانب مثار خصومة في العلاقة ، وهناك بالتأكيد جوانب تنافسية ، ولا تزال هناك بعض جوانب للتعاون أيضا."

ويوجد هنا فارق ضئيل تفتقر إليه عبارة "المنافسة الشديدة " ، حيث أنها تقر بالأمر الواضح ، ألا وهو أن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين هى علاقة تنافسية وسوف تشمل صدامات (متصورة وفعلية) للمصالح الوطنية. ولكن لاينبغي إغفال ذكر بلينكن للتعاون .

وربط المنافسة بين الدولتين بنهج للمشاركة يتساوى فيه الطرفان لن يضر فقط بمصالح الصين ،ولكنه سيضر بمصالح الولايات المتحدة أيضا.

فهذه الحرب التجارية - ناهيك عن عداء أكثر اتساعا - تضر الاقتصاد الأمريكي وتتسبب في تعقيد العلاقات بين الولايات المتحدة والصين ، مما يفاقم بلا شك مسار جائحة فيروس كورونا

وذكرت كريستيان أن استمرار الخصومة مع الصين لا يعني إعادة بناء الصناعة الأمريكية، فهذا الأمر يجعل الأمريكيين يدفعون ضريبة إضافية تنازلية على السلع الاستهلاكية بينما يزيد من حدة التوترات مع الصين بدلاً من خفضها.

أوضحت أنه إذا كان بايدن يرغب حقا في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع بكين ، والتواصل بشكل مختلف عما فعله ترامب وعلى نحو مختلف عن ما يتوقعه "شي" ، فإن المهمة الحالية ليست "المنافسة الشديدة " ، والتي تبدو وكأن التصعيد في عهد ترامب قد عاد بالكاد مرة أخرى.

وبحسب كريستان ،يجب أن تركز سياسة الولايات المتحدة تجاه الصين بدلاً من ذلك على الدبلوماسية الصادقة والبراجماتية التي لا تقلل من وحشية نظام شي ولا تتقدم بمطالب فارغة لن تقبلها بكين بدون حرب لن تخوضها أمريكا في الواقع .

ويجب أن تستمر التجارة المفيدة على نحو متبادل - والتي تكون تعاونية وتنافسية بنفس القدر ، بينما لا يتعين أن يكون هناك تعزيز عسكري امريكي في أماكن قريبة من الجيش الصيني.

وقالت كريستيان في ختام تقريرها إنه ستكون هناك دائما بعض المنافسة بين الولايات المتحدة والصين. لكن الشدة المفرطة في علاقات القوى العظمى أسلوب طائش وغير جاد، ولا ينبغي أن يكون هدفنا.

فيديو قد يعجبك: