دورة ثانية للانتخابات الرئاسية في النيجر يصوت فيها أقل من نصف السكان
نيامي- (أ ف ب):
على الرغم من الاضطرابات الأمنية في النيجر، دعي حوالى 7,4 ملايين ناخب الأحد إلى التصويت في دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها محمد بازوم الموالي للرئيس المنتهية ولايته محمدو إيسوفو، الأوفر حظا للفوز في الاقتراع، والرئيس الأسبق ماهاماني عثمان.
ولم تفتح كل مراكز الاقتراع في الموعد المحدد عند الساعة الثامنة (07,00 ت غ) تماما. لكن أحد مراقبي مفوضية الانتخابات قال إن "الأمر ليس خطيرا سنؤخر إغلاق المركز ".
وفي أحد المراكز التي فتحت في الوقت المحدد في نيامي، كان إدريسا قادو، الطالب البالغ من العمر 29 عاما ثاني ناخب يدلي بصوته. وقال "من حقي ومن واجبي كنيجيري أن آتي وأختار الرئيس المقبل". وأضاف "يجب على جميع النيجريين أن يأتوا ويختاروا وحدوث ذلك بهذا الشكل مصدر فخر".
وتابع "يجب على الرئيس المقبل أن يتحرك ضد المتمردين، هذا هو الهم الأكبر للنيجر الذي يجب متابعته. نحن نريد الهدوء والسلام".
ويشارك في الاقتراع الذي يفترض أن يستمر حتى الساعة 19,00 (18,00 ت غ)، أقل من نصف سكان البلاد البالغ عددهم حوالى 22 مليون نسمة معظمهم لم يبلغ سن التصويت.
وسيشكل التصويت في جميع أنحاء البلاد على الأرجح أكبر تحد في هذه الانتخابات في غياب الأمن في غرب البلاد حيث تتكرر هجمات جماعات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، وفي شرقها الذي يشهد اعتداءات لجهاديي بوكو حرام النيجيريين.
وأكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع لوكالة فرانس برس أن "آلاف" الجنود نشروا لضمان أمن الاقتراع "خصوصا في المناطق المعرضة لانعدام الامن".
بعد نحو شهرين من الدورة الأولى التي جرت في 27 ديسمبر، يفترض أن يختار النيجريون الأحد أحد مرشحين هما بازوم الذي استفاد خلال الحملة الانتخابية من آلة "الحزب النيجري للديموقراطية والاشتراكية" الحاكم، ومنافسه عثمان الذي تولى الرئاسة في 1993 و1996 ويطمح إلى العودة إليها.
وكان بازوم قد فاز بـ39,3 بالمئة من الأصوات في الدورة الأولى بينما حصل عثمان على حوالى 17 بالمئة من الأصوات.
و في بلد مرتبط بالتحالفات السياسية التي تتغير باستمرار ولكنها ضرورية للوصول إلى رئاسة الدولة، انضمت تشكيلات سياسية مهمة إلى المعسكر الرئاسي بين الدورتين مما يسمح حسابيا بفوز التحالف الذي التفّ حول بازوم. وقد انضم إليه خصوصا المرشحان اللذان احتلا المرتبتين الثالثة والرابعة في الدورة الأولى سييني أومارو وألبادي أبوبا.
لكن مراقبين يشككون في فاعلية نقل أصوات هذه الأحزاب. وقال ابراهيم يحيى ابراهيم الباحث في مجموعة الأزمات الدولية لوكالة فرانس برس إن "الفوز بعيد المنال".
سابقة ديموقراطية
تاريخيا، يأتي التصويت في العاصمة نيامي لمصلحة المعارضة، لكن نتائج الاقتراع في ثاني مدن البلاد زيندر (جنوب شرق) ليست محسومة. فهذه المنطقة التي تعد خزانا انتخابيا مهما هي معقل المرشحين اللذين أمضيا الأيام الأخيرة من حملتيهما فيها لمحاولة كسب تأييد الناخبين.
وصرح مراقب سياسي محلي لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته أن "النتيجة في زيندر ستكون حاسمة بالنسبة لنتيجة الاقتراع".
ونشرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا عشرات المراقبين لمتابعة سير عمليات التصويت.
وقاطعت المعارضة مشاركتها في المفوضية الوطنية المستقلة للانتخابات في الدورة الأولى لكنها انضمت إليها مؤخرا للدورة الثانية.
وقال مصدر قريب من الحزب الحاكم "كل شيء جاهز لضمان شفافية الاقتراع"، مشيرا إلى أن الحملة جرت بهدوء وسلاسة.
على الرغم من ذلك لا يبدو السكان متحمسين. وقد بلغت نسبة المشاركة في الدورة الأولى 69,7 بالمئة.
ولم يترشح الرئيس الحالي إيسوفو (68 عاما) لولاية ثالثة، خلافا للعديد من رؤساء الدول الأفريقية الذين يتمسكون بالسلطة.
وستكون هذه المرة الأولى التي يتعاقب فيها رئيسان منتخبان في هذا البلد الذي تطغى على تاريخه سلسة من الانقلابات منذ استقلاله في 1960.
لكن النجاح الحقيقي لهذه الانتخابات يكمن في قبول النتائج من جانب جميع الأطراف عند إعلانها.
فبين دورتي الاقتراع، قالت المعارضة إنها لن تعترف بالنتائج إذا شعرت بأن عمليات تزوير شابتها. وكانت قد تحدثت عن عمليات تزوير في الدورة الأولى لكن المحاكم رفضت طعونها.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: