"يريد إبقاء النار مشتعلة".. كاتب أمريكي يُحلل بيان ترامب بعد تبرئته

كتب - محمد صفوت:

ما إن صوت مجلس الشيوخ الأمريكي، على تبرئة الرئيس السابق دونالد ترامب، من تهمة "التحريض على التمرد والعصيان" وفشل الديمقراطيين في حصد 17 صوتًا جمهوريًّا لدعم موقفهم، علق ترامب ببيان وصفه كريس سيليزا، كبير محرري شبكة "سي إن إن" الإخبارية، بأنه جاء "احتفاليًّا غامضًا".

يرى كريس سيليزا، كبير محرري شبكة "سي إن إن" الإخبارية، أن الهدف من بيان نقطتان واضحتان، هما رفضه لفكرة تأديبه حتى مع تبرئته من التهمة، وأنه لم ينتهِ سياسيًّا وسيعود خلال أقرب فرصة لينتقم ممن وافقوا على المحاكمة منذ البداية.

يوضح سيليزا، تلك النقاط في مقال تحليلي له بالشبكة الأمريكية، إذ يرى أن ترامب سعى لربط محاكمة عزله الأخيرة بالأولى التي تعلقت بمحاولة تدخل روسيا في انتخابات 2016، وضغطه على أوكرانيا للتخلص من خصومه السياسيين في بلاده.

تكرار مزاعم التزوير

أدان ترامب في تعقيبه، محاكمة عزله في مجلس الشيوخ ووصفها بأنها "مجرد مرحلة أخرى من أكبر مطاردة ساحرات في تاريخ البلاد" واعتبر أن خصومه يتجاهلون ما يقرب من 75 مليون أمريكي صوت له في الانتخابات.

يقول سيليزا، إن ترامب لا يزال يردد مزاعمه عن التزوير، ويتجاهل أنه بحصوله على 74.3 مليون صوتًا والتي يتفاخر بها، حقيقة أن بايدن حصد 81.3 مليون صوتًا، كمن يروج بأن فريقه أحرز أهدافًا في مباراة خسرها، دون أن يذكر النتيجة النهائية للمباراة.

ويتابع الكاتب، أن ترامب واصل اتهاماته لخصومه السياسيين بمزاعم أنهم يتجاهلون الحقيقة ويشوهون سمعة سيادة القانون ويشجعون الغوغاء، موضحًا أنه بمتابعة المحاكمة فكان من السهل سماع ومشاهدة الفيديوهات التي عرضت لأنصاره وهم يقتحمون الكابيتول، ويهاجمون الشرطة، ويبحثون عن أعضاء المجلس مرددين عبارات وألفاظ مشينة وتهديدات لا حصر لها.

لم ينتهِ سياسيًّا

وجاء في البيان: "حركتنا التاريخية والوطنية والجميلة لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى بدأت للتو، لدينا الكثير من العمل أمامنا، وقريبًا سوف ننهض مع رؤية من أجل مستقبل أمريكي مشرق وساطع ولا حدود له".

وفقًا للكاتب، يريد ترامب، التأكيد على استمراره سياسيًّا وتوجيه رسالة لأنصاره المخلصين وخصومه في الحزب الجمهوري، بأن الأمر لم ينتهِ بعد.

ويوضح أنه حال ترشح ترامب في انتخابات 2024 أم لا؟، فإنه يريد إبقاء النار مشتعلة والعمل على معاقبة أعداءه لأطول فترة ممكنة.

ويرى الكاتب أن ترامب وجه رسالة غامضة إلى خصومة في الحزب الجمهوري، أمثال ميتش ماكونيل الذي حمل ترامب مسؤولية الأحداث، لكنه صوت بعدم إدانته، والسيناتورة ليز تشيني، التي صوتت في مجلس النواب على إدانة ترامب، بأنه عليكم التعايش مع عواقب ما اقترفتموه.

وبرأ مجلس الشيوخ أمس السبت، ترامب من تهمة التحريض على الأحداث التي شهدها مبنى الكونجرس في السادس من يناير الماضي، وجاءت نتيجة التصويت بأغلبية 57 مقابل 43 لصالح البراءة، وهو ما يقل بعشرة أصوات عن العدد المطلوب للإدانة وهو 67 صوتًا، أي أغلبية الثلثين.​