غزو محتمل أم تهديد للحصول على ضمانات.. هل تشن روسيا حربًا ضد أوكرانيا؟
كتب- محمد صفوت:
بقوات يصل قوامها إلى 175 ألف جندي روسي على الحدود الأوكرانية، تزداد المخاوف في الولايات المتحدة وأوروبا، من غزو روسي "سريع وفوري" لأوكرانيا، التي استنجدت بحلف الناتو مع سعيها لأن تصبح عضوًا فيه.
مع تصاعد التوتر مؤخرًا بين موسكو وكييف، دعت أوكرانيا الناتو وحلفائها إلى مساعدتها عسكريًا لمواجهة الغزو الروسي المحتمل، وعقد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن، قمة افتراضية دامت لأكثر من ساعتين.
تحذير أمريكي في قمة افتراضية
خلال القمة، حذر بايدن، بوتين، من عواقب وخيمة في حالة تصعيد النزاع مع أوكرانيا، وأبلغه مخاوف وقلق الغرب من الحشود العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية، مؤكدًا دعمه لسيادة ووحدة أراضي أوكرانيا.
رغم النفي الروسي المستمر لأي غزو محتمل لأوكرانيا، وأصرت على أنها لا تشكل تهديدًا لأي شخص وأن نقل القوات الروسية عبر أراضيها لا ينبغي أن يكون مصدر للقلق.
ترى موسكو أن الدعم المتزايد لحلف الناتو لأوكرانيا - من حيث الأسلحة والتدريب والأفراد - يمثل تهديدًا لأمنها. كما اتهمت أوكرانيا بزيادة عدد قواتها استعدادًا لمحاولة استعادة منطقة دونباس ، وهو ادعاء نفته أوكرانيا.
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى اتفاقيات قانونية محددة من شأنها استبعاد أي توسع إضافي لحلف شمال الأطلسي باتجاه الشرق باتجاه حدود روسيا ، قائلاً إن الغرب لم يلتزم بضماناته الشفوية السابقة.
خطوط حمراء روسية
حدد بوتين سابقًا ما وصفه بـ"خطوط حمراء" من توسع الناتو على حدود روسيا الغربية، واعتبر أن نشر الأسلحة المتطورة وأنظمة الصواريخ في أوكرانيا، بمثابة تجاوزه،
كما قال بوتين إن نشر الناتو لأسلحة متطورة في أوكرانيا ، مثل أنظمة الصواريخ ، سيكون بمثابة تجاوز لـ "الخط الأحمر" بالنسبة لروسيا ، وسط مخاوف في موسكو من أن أوكرانيا يتم تسليحها بشكل متزايد من قبل قوى الناتو.
ودعا بوتين إلى اتفاقيات قانونية محددة من شأنها استبعاد أي توسع إضافي لحلف شمال الأطلسي باتجاه الشرق.
روسيا تطالب بضمانات أمنية
في قمة الثلاثاء، جدد بوتين، دعوته لدول الناتو على رأسها الولايات المتحدة بضمانات أمنية، ورفض تحميل بلاده مسؤولية التصعيد حول أوكرانيا واعتبر أن "الناتو" هو الذي يزيد من قدراته قرب الحدود الروسية.
وفقًا لبيان الكرملين عقب الاجتماع، قدم بوتين لبايدن، أدلة دامغة على النهج الهدام الذي تتبعه كييف ويهدف للنسف الكامل لاتفاقات مينسك الموقعة في 2015، والتوافقات التي تم التوصل إليها في إطار رباعية نورماندي.
هل تغزو روسيا جارتها أوكرانيا؟
يبقى السؤال المستمر حتى اللحظة في ظل الحشود العسكرية المتواجدة قرب حدود أوكرانيا والتقارير الاستخباراتية بشأن شن غزو سريع لأوكرانيا، هل تهدد روسيا للحصول على ضمانات أم تبدأ عملية عسكرية بالفعل؟
رغم النفي الروسي المستمر، يشعر الغرب بقلق كافٍ بشأن نوايا بوتين، مع استمرار الحشود العسكرية على الحدود. ورفض روسيا عقد اجتماع رباعي مع أوكرانيا وفرنسا وألمانيا، في ضوء رفض أوكرانيا الالتزام باتفاقية 2015. ورؤيتها أن تزويد كييف بالأسلحة يشجعها على استعادة مناطق سيطر عليها الانفصاليون.
في وقت سابق اعتبر بوتين أن تزويد أوكرانيا بالأسلحة لاستعادة المناطق التي سيطر عليها الانفصاليين سيكون له عواقب وخيمة عليها، وكثيرًا ما يصف الشعبين الروسي والأوكراني بأنهم شعب واحد، ويعتبر أن أوكرانيا استلمت بطريقة غير عادلة أراضي روسية تاريخية خلال الحقبة السوفيتية.
يرى المراقبون، وفقًا لـ"أسوشتيد برس" الأمريكية، أن الحشد العسكري الروسي، تعتبر ضغط من بوتين على الناتو لاحترام خطوطه الحمراء التي حددها سابقًا وإقناع الحلف بالتوقف عن إرسال الأسلحة المتطورة إلى أوكرانيا. ويؤكد مسؤولون أمريكيون أن نوايا بوتين غير واضحة، لكن سلوكه يدعو للقلق.
وترى "أسوشيتد برس" أن بوتين، شعر بارتياح من أن تحذيرات روسيا كسبت زخمًا وتسببت في ضغوط على الغرب.
وفي تحليل نشر بشبكة "سي إن إن" الأمريكية، يرى أن الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا، يخضع للعبة موسكو، عبر خلق مبرر للهجوم، كما حدث في شبه جزيرة القرم، وتوضح أن روسيا بدأت في نشر دعايتها لأي هجوم مستقبلي.
وقالت الشبكة الأمريكية، إن هناك عملية إعلامية روسية متقنة تصور القادة الأوكرانيين على أنهم دمى في يد الغرب، وتصوير الحشود العسكرية الروسية بأنها دفاعية ضد توسع الناتو شرق أوروبا.
وتقول، إن الحشود العسكرية تهدف إلى إثارة الرعب في دول الاتحاد السوفيتي السابقة وإبعادهم عن التحالفات مع الولايات المتحدة والغرب، لكنها تضيف أن الغزو المحتمل يؤدي لتقريب أوكرانيا والغرب أكثر.
وترى روسيا أنها مهددة بتقدم حلف الناتو شرق أوروبا وترغب في منع دولتي أوكرانيا وجورجيا المجاورتين والعضوين السابقين في الاتحاد السوفيتي من الانضمام إلى حلف الناتو
وأضافت الشبكة الأمريكية، أن الغزو المحتمل ربما يدفع دولاً أخرى إلى توثيق علاقتهم بالغرب والولايات المتحدة، كما حدث أثناء الحملات العسكرية السوفيتية لدول أوروبا الشرقية التي دفعتها إلى الانضمام إلى الناتو بعد الاستقلال عن الاتحاد.
فيديو قد يعجبك: