لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الجوع ينتشر في إفريقيا الوسطى في ظلّ انعدام الأمن

05:44 م السبت 18 ديسمبر 2021

أم تنتظر في مركز صحي أن يكشف ممرض عن ابنها في باوا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

باوا - (أ ف ب)

يتسبب غياب الأمن في باوا التي تبعد 500 كيلومتر عن عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى، بأزمة غذائية كبرى في هذا البلد الذي يعد من أفقر دول العالم ويشهد حربا أهلية وإن كان المتمردون قد طردوا من معاقلهم بعد عام على شنّهم هجوما كبيرا.

سيفري الصغير قطر ذراعه سنتيمتر ونصف، وهو مستوى منخفض جدا بالنسبة لطفل يبلغ من العمر 12 شهرا. الرضيع الجائع لا يتوقف عن البكاء. حليب أمه التي تعاني أيضا من سوء التغذية، لم يعد كافيا لإشباعه.

مباني المركز الصحي في المدينة التي يقطنها حوالي 47 ألف نسمة مكتظة. طفل يبلغ من العمر عامين يصرخ عندما تضعه والدته بلطف في حوض معلق من ميزان.

تبكي الشابة البالغة 22 عاما قائلة "لا يوجد طعام في بيتنا"، وتضيف "أرى أنه ليس على ما يرام لأنه يبكي طوال الوقت ولم يعد يلعب".

جاءت الأم الشابة للحصول على أكياس معكرونة مغذية يقدمها برنامج الأغذية العالمي، وهي تعاني من الجوع مثل العديد من سكان المدينة.

يقول رئيس المركز الصحي موديست لويو موتايو لوكالة فرانس برس "هذا هو المرض الأكثر شيوعا هنا... إنه مرتبط بالفقر وانعدام الأمن، والنزاع يمنع الناس من الزراعة ومن الصعب أن تحصل على نشاط مدر للدخل".

لكن حجم أزمة الغذاء التي تضرب هذه المنطقة الواقعة شمال غرب البلاد غير مسبوق. يقدر برنامج الأغذية العالمي أن 42 بالمئة من سكان إفريقيا الوسطى يعانون من الجوع، لكن في محافظة أوهام بندي وعاصمتها باوا "الوضع أكثر خطورة حيث يعيش 61 بالمئة من السكان أزمة من المستوى الثالث والرابع من حالة الطوارئ الغذائية"، وفق المدير المحلي للوكالة التابعة للأمم المتحدة ماهوا كوليبالي.

في السوق الواقع وسط باوا، صارت الأكشاك قليلة، الفواكه والخضروات غير متوفرة. يؤدي انعدام الأمن إلى صعوبات في الإمداد وبالتالي "ترتفع تكلفة كل شي"، وفق ما يشرح عضو نقابة باوا للنقل عباس محمد الذي يتساءل "كيف سيتصرف السكان؟".

ولا تزال المنطقة مسرحا لاشتباكات مستمرة بين القوات الحكومية والمتمردين الذين أعادوا تجميع صفوفهم على الحدود التشادية القريبة. في نهاية نوفمبر، قُتل نحو 30 مدنيا وعسكريان في هجوم نسبته السلطات إلى حركة "العودة والتعويض ورد الاعتبار"، وهي من أقوى الجماعات المسلحة التي كانت حتى عام مضى تحتل ثلثي جمهورية إفريقيا الوسطى.

"عذبونا"

تشهد إفريقيا الوسطى، ثاني أقل البلدان نموا في العالم وفق الأمم المتحدة، حربا أهلية منذ عام 2013 وإن تراجعت حدتها بشكل كبير منذ أربع سنوات.

وشنت جماعات متمردة نهاية ديسمبر 2020 هجوما مسلحا جديدا على نظام الرئيس فوستين أرشانج تواديرا عشية الانتخابات الرئاسية.

لكن الهجوم لم يحل دون إعادة انتخاب تواديرا الذي استعاد جيشه قسما واسعا من البلاد، ويعود ذلك إلى دعم مئات من القوات شبه العسكرية الروسية والمرتزقة من شركة "فاغنر" الأمنية الروسية الخاصة، الذي تقول الأمم المتحدة وفرنسا إنهم يمارسون نفوذا قويا في البلاد.

دفعت مضايقات المتمردين المنتشرين حاليا في الأدغال، العديد من سكان الريف إلى اللجوء إلى باوا، كما هي الحال في مدن أخرى في البلاد. في منطقة بيمبي على بعد دقائق قليلة من وسط المدينة، يتشارك حوالي عشرين نازحا وجبة متواضعة من جذور الكسافا.

يرينا سلمبليس ماسيمبا الغرفة الضيقة التي ينام فيها مع سبعة أشخاص آخرين. في يونيو، هاجمت حركة "العودة والتعويض ورد الاعتبار" قريته، ويقول "قتلوا السكان واستولوا على منازلنا هربنا دون أخذ أي شيء معنا".

مثل أكثر من مئة نازح آخرين من المنطقة، وجدوا الملاذ لدى عائلة مضيفة، لكن المكان لا يسعهم، ويوضح ماسيمبا "ينام الكثيرون على حصائر بالخارج".

إلى جانبه، يواجه ميشيل غوتو البالغ 77 عاما صعوبة في الوقوف. يقول عمدة قرية دولا الواقعة على بعد 50 كيلومترا من باوا "كنت في الشارع مع أطفالي عندما وصل متمردو حركة العودة والتعويض ورد الاعتبار وعذبونا". لا يزال المتمردون يحتلون منطقته، ويضيف "أريد فقط العودة إلى المنزل".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: