"رمز التناسق والجمال".. اليونسكو تدرس إدراج الخط العربي على قائمة التراث العالمي
نيويورك - (ا ف ب)
تسعى 16 دولة مسلمة أو ذات غالبية سكان من المسلمين إلى إدراج الخط العربي ضمن قائمة التراث العالمي غير المادي لمنظمة اليونسكو، في حدث ينظم هذا الأسبوع، سيتم خلاله انتقاء نحو 40 تقليدا من القارات الخمس. ويشكل هذا الخط الذي قالت المنظمة الأممية إنه يعبر عن التناسق والجمال، رمزًا ثقافيًا أساسيًا في العالمين العربي والإسلامي.
يتوقع أن تدرج اليونسكو هذا الأسبوع نحو 40 تقليدًا من القارات الخمس في تراثها غير المادي، من أبرزها الخط العربي الذي يشكل رمزًا ثقافيًا أساسيًا في العالمين العربي والإسلامي على الرغم من تراجع عدد الخطاطين، في تصنيف يتيح الحفاظ على تراث يكون في كثير من الأحيان مهددا.
وقدمت دول أول مجموعات دول نحو 60 ترشيحًا يحدد مصيرها بين الثلاثاء والخميس. ويتوقع أن توافق المنظمة على ثلاثة أرباع الطلبات، حسبما أفادت مصادرها.
وتعرف اليونسكو التراث الثقافي غير المادي أو "التراث الحي" بأنه "الممارسات والتقاليد والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية، التي تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحيانا الأفراد، جزءا من تراثهم الثقافي". ومن أبرز أنواع "هذا التراث الثقافي غير المادي المتوارث جيلا عن جيل" التقاليد الشفوية وفنون الأداء والممارسات الاجتماعية والطقوس والمناسبات الاحتفالية.
تصنيف نحو 500 تقليد
وفي السياق، قال أمين سر اتفاق اليونسكو لصون التراث الثقافي غير المادي تيم كيرتس إن "تصنيف الممارسة الثقافية على أنها تراث ثقافي غير مادي يستلزم أن تكون ديناميكية.. وأن يكون لها معنى في حياة الناس".
ومنذ توقيع الاتفاق في 2003، أدرج نحو 500 تقليد في قائمة الأمم المتحدة. ومن أشهرها موسيقى المارياتشي المكسيكية والساونا الفنلندية وفن صنع البيتزا في نابولي أو حتى التدليك التايلاندي. ومن التقاليد الأخرى ضمن القائمة ما هو أقل شهرة، كصيد الروبيان على ظهور الخيل في بلجيكا الذي أدرج عام 2013، أو النسيج اليدوي في صعيد مصر.
ولاحظ كورتيس خلال مؤتمر صحافي أن ضم تقليد ما إلى قائمة التراث غير المادي "يمكن أن يولد شعورا بالفخر، ويثير اهتمام الشباب، علما أن الحفاظ على التراث غير المادي يحصل عندما يهتم به الشباب".
الخط العربي.. تعبير عن التناسق والجمال
ومن أبرز التقاليد المرشحة للقائمة الخط العربي الذي تسعى 16 دولة مسلمة أو غالبية سكانها من المسلمين إلى اختياره. ووصفت المنظمة التابعة للأمم المتحدة الخط العربي بأنه "فن الكتابة بالعربية بطريقة سلسة تعبيرًا عن التناسق والجمال".
وفي هذا الصدد، صرح عبد المجيد محبوب المدير التنفيذي للجمعية السعودية للمحافظة على التراث، وهي هيئة غير حكومية مشاركة في المشروع، بأن "الخط العربي شكل منذ القدم رمزًا للعالم العربي الإسلامي". إلا أنه لكنه لاحظ أن "الكثير من الناس ما عادوا يكتبون باليد بفعل التطور التكنولوجيا"، بينما سجل تراجع كبير في عدد الخطاطين المتخصصين. ورأى محبوب أن إدراج الخط العربي ضمن قائمة اليونسكو للتراث غير المادي سيساهم في "توعية" العرب بهذه المشكلة وسيكون له "أثر إيجابي حتمًا" في جهود الحفاظ على هذا الفن.
موسيقى "الرومبا" وطبق "تشيبو جين"
وتعتبر موسيقى الرومبا الكونغولية من أبرز التقاليد المرشحة هذه السنة، إذ وصفتها اليونسكو بأنها "جزء لا يتجزأ من الهوية الكونغولية"، ورأت فيها "وسيلة لتعزيز التماسك والتضامن بين الأجيال". وتقدمت كل من جمهورية الكونغو (الكونغو - برازافيل) وجمهورية الكونغو الديمقراطية (الكونغو - كينشاسا) بترشيح هذا النوع الموسيقي الذي ترتبط به رقصة شهيرة.
ويحتمل أن يعتمد كذلك ترشيح تقليد أفريقي آخر هو "تشيبو جين"، الطبق الوطني السنغالي المحضر من الأسماك والرخويات والأرز والخضر الموسمية. وقال رئيس جمعية المرشدين في منطقة سان لوي في شمال البلاد أمادو ديوب "ما من سنغالي يمكنه تمضية يومين من دون تناول" هذا الطبق.
المبارزة في نامور البلجيكية
وبين التقاليد المعروضة على اليونسكو أيضا المبارزة في نامور (بلجيكا) بين أشخاص متكئين على ركائز متينة، وهو تقليد يعود تاريخه إلى ستة قرون على الأقل، بدأ عندما اضطر السكان إلى استخدام عصي من الخشب لعبور هذه المدينة البلجيكية التي كانت المياه تغمرها بانتظام.
ومن هذه الطريقة التي تلبي حاجة عملية، "ولدت رياضة"، لم يعد يمارسها بعد 600 عام سوى نحو مئة شخص، على الرغم من شعبيتها الواسعة، على ما شرح مقدم الترشيح رئيس اتحاد "إشاسور ناموروا" باتريك ديسامبر. ورأى ضرورة "أن تبقى قائمة لعبة المبارزة على ركائز متينة، ولذلك من الضروري إشراك السكان قدر الإمكان"، وهو ما يتوقع أن يساهم تصنيف اليونسكو في تسهيل تحقيقه.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: