إعلان

سقوط متكرر.. مدينة تراثية في قبضة قوات تيجراي

07:49 م الأحد 12 ديسمبر 2021

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد صفوت:

لم تتمكن القوات الإثيوبية بقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد الذي أعلنه قيادته القتال بنفسه، من إحكام سيطرتها على مدينة لاليبيلا، المصنفة تراثًا عالميًا بكنائسها الصخرية، لعدة أيام قبل استعادة قوات جبهة تحرير شعب تيجراي للمدينة الواقعة في إقليم أمهرة والمدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، التي سقطت في أيديهم لأول مرة في أغسطس الماضي.

وسط تعتيم فرضته الحكومة الإثيوبية في البلاد، من قطع الاتصالات والإنترنت، بات صعبًا التأكد من التقارير الواردة بشأن المعارك على الأرض، إلا أن شهود عيان أكدوا لوكالة "رويترز" للأنباء، الأحد، أن قوات تيجراي استعادة المدينة التراثية بعد 11 يومًا من سيطرة القوات الحكومية عليها.

وذكرت "رويترز" أن المتحدثة باسم الحكومة الإثيوبية ليجيسي تولو، لم تعلق على أنباء سقوط البلدة مجددًا في أيدي قوات تيجراي، وكذلك لم يرد المتحدث باسم قوات تيجراي جيتاشيو رضا، على طلب الحصول على تعليق.

وروى شاهد عيان، لـ"رويترز" تفاصيل الساعات الأخيرة للقوات الموالية للحكومة الإثيوبية في مدينة لاليبيلا، قائلاً إن القوات الخاصة من إقليم أمهرة وميليشيات متحالفة معها بدأت مغادرة المدينة مساء السبت، مضيفًا أن الدفعة الأخيرة لتلك القوات غادرت صباح الأحد.

وقال الشاهد الذي يعمل موظفًا في فندق، إن قوات تيجراي استعادة المدينة التراثية دون إطلاق نار، في إشارة واضحة إلى انسحاب قوات أمهرة والميليشيات الموالية لها وكلاهما حليفتان للقوات الفيدرالية الإثيوبية.

شاهد آخر، أعرب عن صدمته من تطورات الأحداث في المدينة، قائلاً: "لم نشهد هذا من قبل أصبنا بالذعر، وسكان المدينة يفرون منها، وتقوم قوات جبهة تحرير شعب تيجراي الآن بدوريات في المدينة مرتدية زيها الرسمي".

وكانت الحكومة الإثيوبية أعلنت مطلع ديسمبر الجاري، استعادت السيطرة على مدينة لاليبيلا، بدورها لم تنفي قوات تيجراي واعترفت بالانسحاب معتبرة الأمر يدخل ضمن خطتها العسكرية.

تعد مدينة لاليبيلا موطنًا للكنائس القديمة المحفورة في الصخور وموقعًا مقدسًا لملايين المسيحيين الأرثوذكس الإثيوبيين.

الصراع المستمر منذ أكثر من عام بين الحكومة الفيدرالية وقوات تيجراي التي نجحت في إقناع جماعات عرقية أخرى بالقتال ضد الجيش الإثيوبي، أسفر عن مقتل الآلاف من المدنيين والعسكريين وأجبر الملايين على الفرار من منازلهم، ووضع 9 ملايين شخص تحت رحمة المساعدات الإنسانية التي تنقطع لفترات بسبب القتال وصعوبة الوصول إلى المحتاجين.

وتحول الصراع في إقليم تيجراي شمالي إثيوبيا، التي بدأها آبي أحمد متذرعًا بأن قوات تيجراي "متمردة وإرهابية" إلى حرب أهلية بين قوات الأقاليم الموالية للحكومة الفيدرالية وجماعات مسلحة تحالفت مع قوات تيجراي، وهو ما يهدد بتقسيم إثيوبيا وإثارة الاضطرابات في منطقة القرن الأفريقي بأكملها. وحذرت الأمم المتحدة من تطور إلى أعمال العنف الطائفية ما يهدد بتفكك نسيج المجتمع الإثيوبي.​

فيديو قد يعجبك: