إعلان

مناورة لكسب الوقت أم تنازلات.. هل قدمت واشنطن مقترحات لأزمة أوكرانيا وروسيا؟

11:14 م السبت 11 ديسمبر 2021

الحشد العسكري الروسي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد صفوت:

لا نهاية تلوح في الأفق للأزمة المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا التي تسعى للانضمام لحلف الناتو وتدعو لحشد مضاد من حلفائها لمواجهة الحشد الروسي على حدودها. فيما تسعى دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة، لخفض التصعيد بين موسكو وكييف، وإطلاق حوار سياسي لحل الخلافات بينهما.

مع استمرار التصعيد وحشد القوات الروسية على الحدود الأوكرانية التي قدرتها التقارير الاستخباراتية بنحو 175 ألف جندي روسي، يستعدون لغزو محتمل لأوكرانيا، يحاول حلفاء كييف تقديم الحلول لمنع التصعيد العسكري في أوروبا.

بايدن يبحث سبل حل الأزمة

الرئيس الأمريكي جو بايدن، أجرى اتصالاته برؤساء روسيا وأوكرانيا الأسبوع الماضي، لبحث الأزمة الحالية وسبل حلها قبل أن تتطور لتصعيد عسكري تواجه فيه روسيا، أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين ولا سيما دول الناتو.

طالب بوتين، من بايدن، ضمانات أمنية خلال الاتصال الهاتفي بينهما لمنع التصعيد العسكري مع أوكرانيا، ولم يتطرق الرئيس الروسي لأي احتمالات لشن حربًا على أوكرانيا لكنه شدد على أن بلاده تملك حق الدفاع عن أمنها، أمام حشد الناتو في دول شرق أوروبا.

بدوره شدد بايدن، على دعم بلاده لوحدة وسيادة أوكرانيا، على أراضيها، وحذر نظيره الروسي بعقوبات اقتصادية ورد قوي حال غزو أوكرانيا.

وأعلنت كييف، بعد محادثة هاتفية بين بايدن، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن الأخير قدم مقترحات واضحة لكسر جمود عملية السلام (اتفاق 2015) ومستعد لمناقشته بأشكال مختلفة.

مقترحات أمريكية لمنع التصعيد

كشفت "أشوسيتد برس" الأمريكية، عن مقترحات إدارة بايدن لحل الأزمة ومنع التصعيد العسكري في شرق أوروبا بين موسكو وكييف.

ونقلت "أشوسيتد برس" عن مسؤولين بالإدارة الأمريكية، قولهم إن الإدارة تدرس الضغط على كييف لمنح الانفصاليين في شرق أوكرانيا قدر أكبر من الحكم الذاتي لتلك المنطقة، ما يمنح رسميًا مزيدًا من السلطة للانفصاليين الموالين لروسيا، على بعض القضايا المحلية. ولم يشر مسؤولو الإدارة إلى التنازل عن أي منطقة.

وتخضع دونباس، تحت سيطرة الانفصاليين فعليًا، الذين أثاروا حربًا ضد أوكرانيا في 2014، وانتهت باتفاق وقع في 2015، بين زعماء روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا، وهو الاتفاق الذي تقول روسيا إن أوكرانيا لم تلتزم به.

وسمح اتفاق 2015، بحكم لامركزي للانفصاليين على مناطق في دونباس، على أن تفرض أوكرانيا سيطرتها كاملة على الحدود مع روسيا.
وبموجبه وافقت أوكرانيا على تغيير دستورها لاستيعاب "خصوصيات" جمهوريتي دونباس الانفصاليتين (الشرقية والغربية) وإضفاء الشرعية على "وضعهما الخاص".

وتقول "أشوسيتد برس" إنه يتعين على بايدن، تلطيف رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى الناتو، كأحد مطالب روسيا بضمان عدم توسع الحلف على حدودها، واعتبرت أن التحدي أمام بايدن يتمثل في تشجيع كييف على قبول بعض الحقائق على الأرض في شرق أوكرانيا دون أن يبدو استسلامًا لروسيا.

وترفض واشنطن والناتو مطالب بوتين بضمان عدم انضمام أوكرانيا إلى التحالف، بينما تحذر روسيا من خطر وقوع مواجهة كبيرة مع الغرب ما لم تفكر الولايات المتحدة وحلفاؤها بجدية في تقديم ضمانات أمنية لموسكو.

واشنطن تنفي التنازل

رغم التقارير التي تشير إلى أن إدارة بايدن تدرس تلك المقترحات لحل الأزمة، نفى مسؤول في الخارجية الأمريكية، تعهد بايدن لبوتين بتقديم "تنازلات"، وشدد على أن واشنطن تجدد تأكيدها على التزامها بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها في مواجهة موسكو.

بدوره، رفض الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج طلب روسيا من الغرب سحب الدعوة التي وجّهها إلى أوكرانيا للانضمام إلى الحلف، وإلغاء قراره الصادر في 2008، بفتح الباب أمام انضمام جورجيا وأوكرانيا.

محاولة لكسب الوقت

وسط التناقضات في المقترحات لحل الأزمة ونفيها، اعتبرت "بلومبرج" أن بايدن يسعى لكسب الوقت في الأزمة الأوكرانية، ونقلت عن مصدر وصفته بأنه مطلع على المحادثات قوله، إن روسيا تدرك أن مطالبها بضمانات مكتوبة من الناتو بعدم التوسع في شرق أوروبا وضم دولاً جديدة، لن تتحقق.

وذكرت أن واشنطن ودول الناتو أخذت مخاوف روسيا الأمنية على محمل الجد، على الرغم من أن بوتين سعى طوال فترة حكمه إلى إثارة دول الغرب من مخاوف بلاده من توسع الناتو على حدودها.

ونقلت "بلومبرج" عن الخبيرة السياسية في مؤسسة مجموعة الدراسات "ر. بوليتيك" تاتيانا ستانوفايا، إن المحادثات عن مخاوف روسيا من توسع الناتو على حدودها، جعلت بوتين مستعد للانتظار لبحث مخاوف بلاده، لكنها قالت، إنها لا تستبعد شن عملية عسكرية حقيقية.

مع الضغوط التي يتعرض لها بايدن، بسبب الأزمة الحالية، كسرت المحادثات التي أجراها الجمود وفتحت بابًا للدبلوماسية، لكنها لم توقف الحشود الروسية على الحدود. ويقول رئيس مجلس الشؤون الدولية الروسي أندري كورتونوف، إن المحادثات لم تقدم أي تقدم حقيقي بعد، ولا أحد يعرف نوايا بوتين الحقيقة من الحشد العسكري، إن كان الردع فقط أم أن له هدف آخر.

وقال دميتري ترينين، رئيس مركز كارنيجي في موسكو، لـ"بلومبرج" إن بعض خفض الوجود العسكري للناتو، يساهم في تهدئة مخاوف الكرملين، ما يقود روسيا إلى تقديم بعض التنازلات، مضيفًا أن روسيا ربما تكون راضية عن تعهدات واشنطن بالضغط على كييف لاتخاذ خطوات حقيقية لتنفيذ اتفاق 2015.

وذكرت "بلومبرج" أن منح روسيا ضمانات بعدم انضمام أوكرانيا للناتو، يعد تنازل كبير من واشنطن لموسكو، وتحذر في الوقت نفسه من انضمام كييف للناتو ما يمنح روسيا ذريعة لبدء الحرب.

وقال الرئيس السابق لقسم المعاهدات الدولية بوزارة الدفاع الروسية، يفغيني بوزينسكي، إن المحادثات التي بدأتها واشنطن توفر فترة راحة لعدة أشهر، لكنها إذا لم تغير شيء فمن المرجح أن تندلع حربًا.

فيديو قد يعجبك: