جهود دبلوماسية مكثفة لإنهاء النزاع في إثيوبيا
أديس أبابا - (ا ف ب)
يكثف المبعوثون الأجانب الثلاثاء الجهود الرامية لحلّ النزاع في أثيوبيا، على أمل التوصّل لحلّ سلمي عن طريق وساطة يقودها الاتّحاد الأفريقي، بعد تهديد المتمردين بالزحف نحو العاصمة أديس أبابا.
وعاد مبعوث الولايات المتحدة إلى منطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان إلى أديس أبابا الاثنين، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحفيين "نعتقد أنّه لا تزال هناك نافذة صغيرة" لإحراز تقدّم عبر جهود الوساطة التي يبذلها الممثل الأعلى للاتّحاد الأفريقي في منطقة القرن الأفريقي أولوسيجون أوباسانجو.
وأضاف أنّ الدبلوماسية الأمريكية تجري مباحثات مع الحكومة الأثيوبية ولكن كذلك "أيضاً مع جبهة تحرير شعب تيجراي" للتوصّل إلى اتّفاق على وقف لإطلاق النار بين الطرفين.
وكان فيلتمان التقى الأسبوع الماضي مسؤولين إثيوبيين كبار قبل توجهه إلى كينيا للقاء الرئيس أوهورو كينياتا، الذي يشارك في جهود الوساطة الإقليمية.
وسعت الأمم المتحدة لدعم مبادرة أوباسانجو لإنهاء النزاع الذي تسبب بمقتل الآلاف من الناس وتهجير مليوني شخص.
ودعا نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث الثلاثاء إلى تحقيق السلام بعد زيارة قام بها الأحد إلى إقليم تيجراي في شمال إثيوبيا.
والتقى جريفيث في زيارته لعاصمة الإقليم ميكيلي مع مسؤولين من جبهة تحرير شعب تيجراي.
وقال جريفيث "أناشد كافة الأطراف الاستجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لإنهاء الأعمال العدائية على الفور دون شروط مسبقة، وأكرر دعم (الأمم المتحدة) الكامل" لجهود أوباسانجو.
وكان أوباسانجو أكّد خلال جلسة للدول الأعضاء في الاتّحاد الأفريقي الاثنين وجود فرصة للتوصّل إلى اتفاق، لكن هناك عقبات كبرى.
والتقى أوباسانجو الأحد زعيم جبهة تحرير شعب تيجراي ديبريتسيون جبريمايكل.
وأكد أوباسانجو الاثنين بحسب نسخة عن تصريحاته اطلعت عليها فرانس برس أن "يتفق كل هؤلاء القادة في أديس أبابا وفي الشمال بشكل فردي أن الخلافات المعارضة لهم سياسية وتتطلب حلاً سياسيًا عبر الحوار".
وتابع "وهذا يشكل فرصة متاحة يمكننا الاستفادة منها بشكل جماعي".
تجنب الفظائع
وحثت منظمة هيومن رايتس ووتش الاثنين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة على "تجاوز المحادثات والعمل من أجل تجنب حدوث المزيد من الفظائع في إثيوبيا".
وقال كينيث روث المدير التنفيذي للمنظمة إنه "من الهام أن يعمل القادة الأفارقة ومجلس الأمن معنا لإتخاذ إجراءات فورية لتجنب المزيد من الفظائع- وإلا سيقومون بخذل الشعب الإثيوبي".
وأعلنت تسع جماعات إثيوبية متمردة الجمعة بينها جبهة تحرير شعب تيجراي وجيش تحرير اورومو، تشكيل تحالف ضد الحكومة الفدرالية برئاسة آبي أحمد.
ودعت دول عدة رعاياها إلى مغادرة إثيوبيا في وقت يشهد النزاع بين المتمردين والقوات الحكومية في شمال البلاد تصعيدًا. وأمرت الحكومة الأمريكية السبت دبلوماسييها غير الأساسيين بمغادرة إثيوبيا.
وهيمنت جبهة تحرير شعب تيجراي على الأجهزة السياسية والأمنية في إثيوبيا لحوالى ثلاثين عامًا، بعدما سيطرت على أديس أبابا وأطاحت النظام العسكري الماركسي المتمثل بـ"المجلس العسكري الإداري الموقت" في 1991.
وأزاح آبي أحمد الذي عُيّن رئيسًا للوزراء في 2018، الجبهة من الحكم فتراجعت هذه الأخيرة إلى معقلها تيغراي.
وبعد خلافات استمرّت أشهرًا، أرسل آبي أحمد الجيش إلى تيجراي في نوفمبر 2020 لطرد السلطات الإقليمية المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيجؤاي التي اتّهمها بمهاجمة قواعد للجيش الفيدرالي.
وأعلن انتصاره في 28 نوفمبر. لكن في يونيو، استعاد مقاتلو الجبهة معظم مناطق تيجراي وواصلوا هجومهم في منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: