لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لم تعد حربًا في تيجراي.. لماذا يشكل الصراع أزمة إقليمية محتملة؟

11:24 م الأحد 07 نوفمبر 2021

أزمة تيجراي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد صفوت:

عام على الصراع في إثيوبيا شهدت تحولات عدة في المعارك على الأرض وانسحاب وتمدد لمساحات القتال والقوات المشاركة في الحرب. تصاعد الغضب في إثيوبيا ضد حكومة آبي أحمد الذي أطلق شرارة الحرب ولم يقدر على إنهاء القتال.

حملة القمع الواسعة التي شنها آبي ضد خصومه في إثيوبيا أدت لحرب أهلية واسعة إذ تحالفت ٩ جماعات مع جبهة تحرير شعب تيجراي التي تقدمت نحو العاصمة أديس أبابا، ما يهدد بسقوط حكومة آبي.

وهم الوحدة الإثيوبية

كشفت الحرب أن الوحدة الإثيوبية التي صعد آبي عليها ليصل إلى منصبه مجرد وهم، وأن البلاد التي تحتضن المقر الرئيسي لمنظمة الوحدة الأفريقية لم ترق إلى مستوى التوقعات الملهمة كمصدر للفخر الأفريقي.

يرى كاميرون هدسون، زميل أول في مركز إفريقيا التابع للمجلس الأطلسي، إن إثيوبيا منقسمة إلى حد كبير على أسس عرقية لديها مليشياتها الخاصة، بينهم ضغائن وأحقاد تاريخية بين بعضهم البعض ومع جيرانهم مثل إريتريا والصومال. وسقوط أديس أبابا في أيدي المتمردين ربما يؤدي إلى انهيار إثيوبيا وفوضى إقليمية؛ حيث تستمر موجات تدفق ملايين اللاجئين إلى الدول المجاورة.

يقول هدسون إن الانهيار الداخلي لإثيوبيا له تداعيات على شرق وشمال شرق إفريقيا بالكامل، موضحًا أن زعيم إريتريا يعتبر صعود تيجراي "تهديدًا وجوديًا"، كما تشعر كينيا بالقلق إزاء تدفق اللاجئين والأزمة الإنسانية على أعتابها، وهي مشكلة مألوفة لدى السودان بالفعل.

تأثير الأزمة في الحرب على الإرهاب

ذهب هدسون إلى أبعد من ذلك، قائلاً إن الانهيار المحتمل لإثيوبيا يصعب الحرب الأمريكية ضد الإرهاب في شرق إفريقيا، ويزيد القلق العالمي والإقليمي من أن تصبح الصومال منصة للإرهاب الدولي.

قدمت إثيوبيا دعمًا مستمرًا للحكومة الهشة في الصومال، وساهمت في كبح جماح حركة الشباب الإسلامية في الصومال التي تصنف كجماعة إرهابية.

أكدت الزميلة البارزة في السياسة الخارجية في معهد بروكينجز فاندا براون، أن القوات الإثيوبية "لاعب قوي في الصومال" وإن ثقلهم العسكري يفوق بشكل كبير ثقل الجيش الوطني الصومالي أو الشرطة الوطنية الصومالية.

وترى ميشيل جافين من مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، أن الفشل الإثيوبي يزيد الأمور سوءا في المنطقة كافة ويمهد الطريق أمام ظهور الجماعات الإرهابية في شرق القارة.

أبعاد الأزمة الإثيوبية

ترى صحيفة "صنداي ستاندرد"، أن الأزمة الإثيوبية الحالية لها 3 أبعاد بحاجة إلى معالجة دقيقة حتى لا يمتد الصراع خارج إثيوبيا يؤثر على المنطقة كافة.

وتوضح أن مأساة الوحدة الإثيوبية التي كشفتها الحرب وجعلت الأعراق المختلفة تفقد هويتها الإثيوبية. وثانيًا مأساة القرن الأفريقي، التي تؤثر سلبًا على كل دول تلك المنطقة، فضلاً عن المأساة القارية الكبرى حيث أنها تضر بقدرة الاتحاد الأفريقي على العمل وإبراز الوحدة الأفريقية أو استخدام أمجاد الماضي.

بدورها رأت صحيفة "فايننشال تايمز" أن الصراع في إثيوبيا لم يعد حربًا في تيجراي، في ظل هزيمة محتملة لحكومة آبي أحمد مع زحف قوات تيجراي نحو العاصمة.

وقالت إن زيارة المبعوث الأمريكي الخاص إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان، إلى أديس أبابا الخميس بدت كأنها محاولة أخيرة لوقف تصاعد الحرب خارج نطاق السيطرة.

نقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن آبي قلل دائمًا من القوة القتالية لقوات تيجراي، التي لا ترى النصر حاليًا في إسقاط حكومة آبي. وقال مسؤول في الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي: "إذا كنت تريد إنقاذ التيجرايين، فعليك إسقاط الحكومة، هذه ليست حربًا في تيجراي بعد الآن، إنها حرب كل إثيوبيا".

شكلت جبهة تيجراي تحالفًا مع 9 جماعات معارضة للحكومة، بما في ذلك جيش تحرير أورومو من الإقليم الأكثر اكتظاظًا بالسكان. ويقول محللون إن ذلك يطلق مرحلة جديدة من الحرب، حيث من غير المرجح أن يقبل 21 مليون شخص من أمهرة عودة حكم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي التي هيمنت على السلطة لمدة 27 عامًا حتى 2018.

مع احتمال سقوط العاصمة يرى يقول كومفورت إيرو، مدير مجموعة الأزمات الدولية في إفريقيا "إذا حدث ذلك فسيكون له عواقب وخيمة".

حرب لا رابح فيها

وسط الصراع الحالي والتحالفات على الأرض ودعوة الحكومة السكان لحمل السلاح وإعلان الطوارئ، تتقالت العرقيات المختلفة على الأرض مع اتساع رقعة القتال. تكثر الانتهاكات بحق السكان الذين يفرون من الصراع وسط تعتيم فرض على البلاد بقطع الاتصالات والإنترنت.

وقالت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت، بعد إصدار تقرير أممي يلقي باللوم على جميع الأطراف لارتكاب الفظائع: "كل يوم يعاني ويموت المزيد من الناس".

ويقول محللون إن قوات تيجراي لديها تاريخ طويل في القتال والتمرد ضد الحكومات الإثيوبية منذ أربعينيات القرن الماضي، وقاتلت بجانب قوات إريترية قبل استقلال إريتريا واعتبارها عدوًا لدعمها قوات آبي أحمد.

في الداخل رغم التحالف العسكري لتيجراي، لا تحظى قوات تيجراي بشعبية وسط الإثيوبيين إثر قمعها للسكان طوال فترة حكمها، ما يهدد بحرب أهلية واسعة في البلاد وتأثيرها على دول الجوار.​

فيديو قد يعجبك: