اليونسكو تعقد مؤتمرها العام في الذكرى الـ75 لتأسيسها
باريس- (أ ف ب):
يبدأ الثلاثاء في باريس المؤتمر العام لليونسكو في الذكرى الـ75 لتأسيس المنظمة، وسط مؤشرات مطمئنة، ما بين ضمان إعادة انتخاب مديرتها العامة لولاية جديدة وزيادة ميزانيتها والأمل بعودة الولايات المتحدة إلى صفوفها.
ومن المؤكد أن يتم تجديد ولاية الفرنسية أودري أزولاي بعد أربع سنوات على تعيينها على رأس منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم في ختام انتخابات شهدت منافسة محتدمة ومفاجآت كثيرة، وهي الوحيدة المرشحة هذه المرة للمنصب.
حصلت أزولاي على دعم كثيف من المجلس التنفيذي لليونسكو الذي يجمع 58 من الدول الأعضاء الـ193، وهو ما اعتبرته تعبيرا عن "الثقة" ومؤشرا لعودة "الوحدة" إلى صفوف المنظمة.
ويعتبر ذلك حصيلة إيجابية لأزولاي التي وضعت في رأس أولوياتها عام 2017 تهدئة التوتر والانقسامات التي كانت تقوض اليونسكو، وإعادة تركيز الاهتمام على عملها.
خلال رئاستها، خضعت المسائل الحساسة المتعلقة بالشرق الأوسط مثل التراث في القدس، لمفاوضات سابقة لأي خطوة من أجل تفادي العقبات، ولو أدى ذلك إلى إرجاء القرارات.
وعلى ضوء هذه التطورات، باتت الولايات المتحدة وإسرائيل تدرسان العودة إلى عضوية اليونسكو بعد خروج البلدين منها لاتهامها بالانحياز ضد إسرائيل.
وقال مصدر مطلع على الملف أن "هناك مؤشرات إيجابية".
ويرى البعض أن عودة الولايات المتحدة ستسمح بالتصدي لتنامي وزن الصين التي باتت الممول الأول لميزانية اليونسكو العادية (خارج المشاريع المحددة الهدف).
وتؤمن الصين 15,5% من الميزانية البالغة 535 مليون دولار (461,6 مليون يورو) لفترة 2020-2021، بزيادة 3% خلال ولاية أزولاي، بعد 15 عاما بقيت خلالها مستقرة أو تراجعت، وفق ما أوردت الأمانة العامة لليونسكو.
وبمعزل عن الحصص الإلزامية، سجل ارتفاع أيضا على مستوى المساهمات الطوعية التي بلغت حوالى 890 مليون دولار (768 مليون يورو)، بزيادة 50% عن الولاية السابقة (2013-2017) لمشاريع محددة مثل أعمال إعادة إعمار الموصل في العراق التي خصصت لها نحو مئة مليون دولار.
معارك في الخفاء
ولفتت الباحثة الأميركية كريستن كورديل المستشارة لدى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "يو إس إيد"، إلى أن بكين "ردمت الهوة التي تركها غياب الولايات المتحدة".
وأشارت إلى الشراكات بين اليونسكو وشركة هواوي الصينية العملاقة للاتصالات، ذاكرة كذلك العرض الصيني باستقبال المكتب الدولي للتربية في شنجهاي.
ويساعد هذا المعهد المتخصص التابع لليونسكو والذي يتحمل البلد المضيف نفقاته، في وضع محتويات ومناهج تربوية، وهي مهام لا يرغب العديدون في أن تجري انطلاقا من بلد خاضع لرقابة الحزب الشيوعي.
وأوردت صحيفة لوموند الفرنسية مؤخرا أن "الأوروبيين خاضوا مبارزة ناعمة مع الصين" حول موضوع المعهد الذي يتخذ حاليا من جنيف مقرا.
لكن هذه الصراعات لا تحجب التقدم الذي أنجز على أكثر من صعيد. فسجل تقارب بين الكوريتين بدفع من اليونسكو، لتقديم طلب مشترك من أجل إدراج المصارعة الكورية "سيريوم" على قائمة التراث غير المادي للبشرية.
وتطمح أزولاي لإقامة محمية للغلاف الحيوي في المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين.
وتعمد اليونسكو بهذه الطريقة إلى التشجيع على المصالحة، عملا بأهداف المنظمة التي ولدت بعد الحرب العالمية الثانية لتشجيع السلام من خلال احترام التعدد الثقافي والتعاون الدولي في مجالات التربية والثقافة والعلوم.
وجاء في الميثاق التأسيسي لليونسكو عام 1945 قبل ولادة المنظمة رسميا في نوفمبر 1946 "لما كانت الحروب تولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تُبنى حصون السلام".
يتم الاحتفال بمرور 75 عاما على تأسيس اليونسكو في 12 نوفمبر خلال المؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من عشرين رئيس دولة وحكومة وحوالى خمسين وزيرا.
ويبقى التعليم ولا سيما تعليم البنات في قلب نشاطات اليونسكو. وعند إغلاق المدارس في العالم وسط أزمة تفشي كوفيد-19، نشطت المؤسسة في تطوير منصات للتعليم عن بعد ولإعداد الأساتذة لاستخدام الوسائل الرقمية.
لكن اليونسكو أبدت كذلك في السنوات الأخيرة اهتماما في مواضيع تمت إلى المستقبل، مثل التحول التكنولوجي. ومن المتوقع رفع توصيات إلى المؤتمر العام المنعقد بين 9 و24 نوفمبر حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وانفتاح الأبحاث العلمية.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: