مستشار للرئيس الفلسطيني: دخول رئيس إسرائيل للحرم الإبراهيمي عدوان على الإسلام والمسلمين
رام الله - (أ ش أ):
وصف قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، قيام الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج بدخول المسجد الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل بأنه عدوان صريح على الإسلام والمسلمين وإهانة لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم.
وقال الهباش - في بيان صحفي مساء الأحد - إن هذا اليوم يعتبر يوما أسود جديدا من أيام الاحتلال الإسرائيلي السوداء وعنصريته الهمجية، مضيفا أن دخول "هرتسوج" للمسجد الإبراهيمي يثبت أن عقلية الاستعمار التي تحرك السياسات الإسرائيلية لا تختلف عند ما يسمى اليسار الإسرائيلي عما هي عليه عند اليمين، فجميعهم يؤمنون بأمر واحد هو الاحتلال والاستيطان والاستعمار والعدوان الهمجي.
وأكد قاضي القضاة أن هرتسوج يسير على خطى شارون ويشعل نارا لن تنطفئ، فالاثنان من نفس العقلية ونفس الهمجية الاحتلالية المعادية للإسلام والمسلمين ولفلسطين والفلسطينيين، بل وللحرية والإنسانية كلها.
وأوضح الهباش أن المسجد الإبراهيمي كما المسجد الأقصى، كما كل المقدسات في كل فلسطين التاريخية هي حق خالص للفلسطينيين الذين هم وحدهم أصحابها وأصحاب الولاية عليها والسدانة لها.
وكان رئيس إسرائيل إسحاق هرتسوج، قد قام مساء اليوم الأحد، بدخول الحرم الإبراهيمي الشريف، احتفالا بعيد الأنوار اليهودي، في ظل إجراءات عسكرية مُشددة، فرضتها قوات الاحتلال في البلدة القديمة بالخليل.
واعتبرت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية ذلك إعلانا صريحا وواضحا عن رعايته لمخططات المستوطنين ودعم جرائمهم بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وإمعانا في استفزاز مشاعر الفلسطينيين بل مشاعر الملايين من العرب والمسلمين الذين يقيمون وزنا لمسجد عظيم مقدس مثل المسجد الإبراهيمي.
وأغلقت قوات الاحتلال بوابات الحرم، ومنعت المواطنين الفلسطينيين الذين احتشدوا تنديدا بالاقتحام من الصلاة فيه أو التواجد في محيطه واعتدت عليهم، وأجبرت أصحاب المحال على إغلاق محالهم، كما أعاقت عمل الطواقم الصحفية، واعتدت على عدد منهم، في محاولة لمنعهم من تغطية الاقتحام.
واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في منطقة باب الزاوية وسط المدينة، بالتزامن مع دخول هرتسوج للحرم الإبراهيمي، أطلق خلالها الجنود قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت تجاه المواطنين، دون أن يبلغ عن إصابات.
ويقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل، الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، ويستعمر فيها نحو 400 مستوطن يحرسهم حوالي 1500 جندي من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وإثر المجزرة، التي ارتكبها باروخ جولدشتاين عام 1994 في الحرم الابراهيمي، وأسفرت عن استشهاد 29 فلسطينيا، أغلقت سلطات الاحتلال الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة لمدة ستة أشهر كاملة، بدعوى التحقيق في الجريمة، وشكلت ومن طرف واحد لجنة "شمغار"، وخرجت في حينه بعدة توصيات، منها: تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين، وفرضت واقعا احتلاليا صعبا على حياة المواطنين في البلدة القديمة، ووضعت الحراسات المشددة على الحرم، وأعطت للاحتلال الحق في السيادة على الجزء الأكبر منه، حوالي 60% بهدف تهويده والاستيلاء عليه، وتكرر منع الاحتلال رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي مرات عديدة.
وفي يوليو 2017، أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لـ"اليونسكو" الحرم الإبراهيمي موقعا تراثيا فلسطينياً.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: