لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف تبدو الحياة في أفغانستان بعد ثلاثة أشهر من سيطرة طالبان؟

10:31 ص الجمعة 19 نوفمبر 2021

أفغانستان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كابول - (د ب أ):

رغم السهولة التي تمكنت بها حركة طالبان الأفغانية من السيطرة على أفغانستان، تظل هناك المهمة الأصعب وهي كيفية صمود الحركة أمام العديد من التحديات أثناء حكم البلاد.

وتقول الصحفية الاسترالية هولي مكاي، التي تتواجد حاليا في أفغانستان في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، إنه قبل ثلاثة أشهر، فر الرئيس الأفغاني أشرف غني من القصر الرئاسي في 15 أغسطس، مما مهد الطريق أمام حركة طالبان لاقتحام المكان مباشرة دون إطلاق الرصاص. وبعد أسبوعين، حلقت آخر طائرة إجلاء أمريكية في سماء كابول ليلا من مطار حامد كرزاي الدولي، ليُسدل الستار بذلك على حرب مريرة ودموية دامت عشرين عاما.

وتتساءل مكاي، كيف أصبحت الحياة في ظل حكم طالبان الحديدي لأفغانستان منذ ثلاثة أشهر ؟

وتقول إنه في الواقع أن الأمر يمثل مناورة غريبة ومتهورة للانتقال من التمرد إلى تشكيل حكومة مسؤولة عن 38 مليون شخص. ولا يتمتع قطاع كبير من القيادة بخبرة كبيرة في إدارة الإجراءات الرسمية، فالأمر أبعد ما يكون عن استخدام البنادق والتخفي في الجبال. ويفضل من يشغلون مناصب عليا عادة القيام بأعمال داخل مسجد أو بعيدا عن حدود المكتب. وإذا ظهروا، فعادة ما يكون ذلك لبضع ساعات فقط ، حيث تغلق الوزارات والمديريات المتاجر فعليا بعد الساعة الثانية ظهرا.

إن حركة طالبان في حالة ارتباك ، وكل ذلك يأتي في وقت تعتبر فيه البلاد على شفا انهيار اقتصادي مروع.

وفي الشوارع- من كابول إلى قندهار إلى خوست وغيرهما- ، استؤنفت الحياة ظاهريا؛ فالأفغان وحدهم هم الذين يصبحون أكثر جوعا وفقرا وأكثر يأسا وخوفا يوما بعد يوم. وفي أقل من اثني عشر أسبوعا، انخفضت قيمة العملة الأفغانية من حوالي 73 أفغاني مقابل دولار أمريكي واحد إلى 92 أفغاني (العملة المحلية).

ومن المتوقع أن تزداد الأمور سوءا، بحسب مكاي.

ويقول غوث الدين /35 عاما/ الذي يبيع الطعام الأفغاني المقلي في الشارع، بابتسامة شجاعة: "نحن نعتمد فقط على الله".

وتقول مكاي إن كل متاجر التجزئة التي تحدثت مع أصحابها في الشوارع المتربة أبلغتها بأن الأعمال التجارية قد انخفضت في كل مكان بين 50 إلى 90 % منذ استيلاء طالبان على الحكم. وعلاوة على ذلك، فإن أسعار السلع الأساسية من الخبز إلى البنزين إلى اللحوم إلى زيت الطهي في ارتفاع.

ويوضح أحد بائعي البرجر المتجولين واسمه أمير محمد أن سعر زيت الطهي تضاعف في الأشهر الأخيرة من ما يعادل 80ر9 دولار للعبوة إلى 22 دولارا.

وبعض الشوارع مليئة بالجوعى ومشاهد الخوف، وأشخاص يبيعون الأدوات المنزلية لملء بطونهم الخاوية. وفي الوقت نقسه، فإن المناطق الأخرى التي كانت تعج بالحيوية والنشاط أصبحت مهجورة- فقد فر منها أصحابها وتركوا كل شىء وراء ظهورهم.

ومن المحزن أن الانهيار المالي الذي نجم في جزء كبير منه عن تجميد واشنطن الفوري لـ 5ر9 مليار دولار من المساعدات المخصصة لأفغانستان، يليه تعليق البنك الدولي وصندوق النقد الدولي للأموال، يعني أن الكثير من جيل الشباب الناشئ اضطر إلى وقف دراسته.

وأدى السقوط الاقتصادي إلى كارثة إنسانية ذات أبعاد جماعية، ومستويات سوء تغذية مروعة، ومستشفيات حكومية غارقة في العمل وتتقاضى أجورا زهيدة، وعناك العيادات القليلة الممولة دوليا التي لا تزال تكافح لمواكبة التدفق.

ويقول مهيب الله أحمدزاي، المدير الطبي لمستشفى إيرين سليمي للأطفال في كابول الذي ترعاه ألمانيا: "لا تستطيع الأمهات إطعام أطفالهن. وهذا يسبب جميع أنواع الإعاقات الخلقية. والعنف الأسري آخذ في الارتفاع".

والحقيقة غير المعلنة على أرض الواقع هي أيضا الارتفاع الحاد في الأمراض العقلية. فبعد عقود من الصراع والقتال الذي لا نهاية له، بجانب شظف العيش، فإن الفتيات والنساء هن الأكثر تضررا من نوبات من الاكتئاب الشديد والقلق.

ولم تتمكن أنزورات والي، نجمة فنون الدفاع عن النفس الناشئة / 19 عاما/ التي كانت في سنتها الأخيرة من المدرسة الثانوية، من إكمال دراستها منذ وصول طالبان إلى السلطة.

وقالت: "لم يبق شيء هنا. وفي ظل حكومة طالبان، لا يمكننا أن نفعل أي شيء لأنفسنا أو لبلدنا .كل ما يمكننا فعله هو البقاء في المنزل".

ولا يزال التعليم الثانوي للفتيات في معظم المقاطعات معلقا، والرياضة والموسيقى محظورة، وكثيرات منهم فقدن وظائفهن ويخشين أن تطأ أقدامهن خارج المنزل.

ورغم ذلك تخلص مكاي إلى أن الشعب الأفغاني مرن، حيث تستمر الحياة حتى من دون صخب الموسيقى والتدفق النقدي الأجنبي. ولا تزال المقاهي والمطاعم مفتوحة، ويمكن مشاهدة العديد يدخنون السجائر أو الشيشة، واستأنفت الطائرات التجارية العبور في جميع أنحاء البلاد و إلى بعض الوجهات الدولية مثل إسلام أباد وأبو ظبي، وتجذب الفنادق السياح، والسيارات لا تزال تسد شوارع كابول الضيقة والقديمة.

فيديو قد يعجبك: