لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تقرير: لماذا يثير نقل عدوى كورونا من خلال الشباب القلق في اليابان؟

01:25 م السبت 30 يناير 2021

فيروس كورونا في اليابان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

طوكيو/واشنطن- (د ب ا):

يسعى المجتمع الياباني، الذي يشهد أعلى وتيرة شيخوخة بين سكانه مقارنة ببقية سكان العالم جاهدا منذ فترة طويلة للتواصل مع شبابه، وعدم التواصل هذا يتحول إلى أمر مميت خلال تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد- 19.

وقال المحللان شيهو تاكيزاما وماريكا كاتانوما في تقرير نشرته وكالة "بلومبرج" الأمريكية، إن الصعوبة في إقناع البالغين الشباب بتغيير أنماط حياتهم لمنع انتشار كوفيد- 19 تشكل تحديا للدول في جميع أنحاء العالم. وأضافا أنه مع ذلك ، لا توجد مخاطر في أي مكان في العالم أعلى مما في اليابان ، حيث يتجاوز عمر ثلث السكان الـ 65 عاما، ويعتمد التعامل مع الفيروس على التعاون الطوعي.

وتعتمد اليابان حتى الآن على الأشخاص الذين يغيرون سلوكهم في مكافحتها الناجحة إلى حد كبير للفيروس، حيث تفتقر السلطات إلى القدرة القانونية التي تمكنها من فرض إغلاقات.

ولكن بينما نجحت الدعوة إلى التعاون في الأيام الأولى من مكافحة مسبب غير معروف للمرض، يصاب اليابانيون الأصغر سنًا، مثل أقرانهم في العالم، بشكل متزايد بالإرهاق والكلل بسبب الفيروس، و جعل هذا الوضع المسؤولين يسعون جاهدين لاقناع فئة ديموجرافية أقل احتمالًا للإصابة جراء موجة شديدة من كوفيد -19 ، ولكن من الأرجح أن تنقل الفيروس، بالتعاون مجددا.

كان المسؤولون الحكوميون وخبراء الصحة يشعرون بالضيق جراء عدم قدرتهم على التواصل مع الأشخاص الأصغر سنا ، وأعربوا أحيانا عن عدم ارتيابهم في حقيقة أنهم لا يقرأون الصحف أو يشاهدون التلفزيون ، وهي الوسائل التي تستخدمها عادة الحكومة اليابانية للوصول إلى قطاع عريض من الجماهير.

وقالت هيتوشي أوشيتاني، أستاذ علم الفيروسات بجامعة توهوكو وعضو لجنة الخبراء التي تقدم المشورة الطبية للحكومة، إن الأشخاص الأصغر سنا هم "أحد العوامل الرئيسية في السيطرة على انتشار الفيروس و لكنهم الاشخاص الأكثر صعوبة في إرسال رسالة تتعلق

بالصحة العامة إليهم".

وجربت السلطات أساليب مختلفة لكسب دعم الشباب، حيث يختبر الشتاء إستراتيجية اليابان الأقل تقييدا ويشهد ارتفاعا في حالات الإصابة بالفيروس.

وعزف رئيس الوزراء يوشيهيدي سوجا على اوتار مشاعرهم، وناشدهم التفكير في حياة أجدادهم. كما ضرب المسؤول الياباني المنوط بملف الفيروس ياسوتوشي نيشيمورا على الوتر الحساس الخاص بالمصلحة الذاتية، حيث اثار شبح بيئة يكون فيها البحث عن عمل أكثر صعوبة حال استمرار التاثير السلبي للوباء على الاقتصاد.

وكان الفشل مصير محاولات أخرى ، ففي أغسطس الماضي ، أصدرت حاكمة طوكيو ، يوريكو كويكي ، مقطع فيديو مع فوا تشان المستخدمة صاحبة الشعبية العريضة ليوتيوب ناقشا فيه تغيير نمط الحياة للمساعدة في مكافحة الفيروس.

وحصد الفيديو حوالي 370 ألف مشاهدة ، بينما حلقة منفصلة من وراء الكواليس ، أطلقت خلالها فوا تشان مزحات وهي تضع مساحيق الوجه وكانت قلقة بشأن كيفية التصرف مع حاكمة طوكيو، لكنها تفوهت بكلمات قليلة عن الفيروس ، تجاوزت مليون مشاهدة.

وطلب سوجا نفسه ، الذي يتعرض لتراجع شديد في معدلات الشعببية خلال موجة تفشي الفيروس الأخيرة، المشورة هذا الأسبوع بشأن كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتوصيل سياساته بشكل أفضل، وفقًا لتقرير.

وقال العديد من الطلاب والمهنيين الشباب في مقابلات اجرتها معهم وكالة بلومبرج للأنباء إن اتصال الحكومة لم يكن متفهما لموقفهم ومتعاطفا معه ووصفوه بغير المقنع.

قال كوكي اوزورا ، وهو طالب جامعي /22عاما/ ويشغل خطا ساخنا للصحة العقلية للاشخاص صغار السن " خلال المؤتمرات الصحفية لرئيس الوزراء ، لا توجد كلمات مواساة أو إعراب عن الامتنان للشباب - و بدلاً من ذلك يقول فقط إن الشباب ينقلون العدوى إلى كبار السن ويتعين عليهم أن يتوقفوا؛ فهذا التصرف غير صحيح"

وانتقد اوزورا عادة السياسيين بإقامة مآدب عشاء حتى في الوقت الذي تنتشر فيه حالات الإصابة بالفيروس ، ودعا السلطات لإبداء مزيد من التعاطف مع الشباب.

وقال ماكوتو شيموارايسو ، وهو عضو في مكتب اعداد الاستراتيجية الخاصة بمكافحة فيروس كورونا في أمانة مجلس الوزراء الياباني : "يميل الأشخاص في الحكومة إلى أن يكونوا أكثر تقليدية ويحبون الاعتماد على الأساليب التي تم استخدامها من قبل"، مضيفا " أعتقد أن هذا شيئ تكافحه كثير من البلدان".

ونحو خُمس الإصابات المؤكدة التي يزيد عددها عن 300 ألف في اليابان بين الأشخاص في العشرينات من العمر - وهي أكبر نسبة من أي فئة عمرية ، ونظرا لأنهم أصغر سنا وأكثر قدرة على الحركة ، فإن من الأرجح أن تنقل هذه الفئة العمرية الفيروس وتكون جزءا من فعاليات تنشر بسرعة فائقة العدوى.

وبينما يبدى الشباب اليابانيون اهتماما بالقضايا الاجتماعية مثل تغير المناخ والمساواة بين الجنسين ، فإن معظم الشباب لايرون السياسة وسيلة لإحداث التغيير ، كما قال كازوما إيتو (22عاما)، مؤسس موقع بولي بولي الذي يساعد في نقل مخاوف الأجيال الأصغر سنا للسياسيين.

وأضاف "من الصعب للغاية أن يكون للشباب صوت في السياسة".

وقالت دومينيك بروسارد ، وهي أستاذة متخصصة في الاتصال العلمي بجامعة ويسكونسن في ماديسون إن إحدى طرق استمالة الشباب للاهتمام بمرض كوفيد – 19 هى إلقاء المسؤولية عن رفاهية مجموعتهم الاجتماعية على عاتقهم.

واستطرد المحللان تاكيزاما وتاكانوما أن الوباء حرم الشباب من الفرص الاقتصادية مع اختفاء الوظائف . تبدأ العديد من الوظائف المرغوبة في اليابان في الشركات الكبرى بالتوظيف فور التخرج في الكلية ، لكن نسبة الوظائف لكل متقدم لتلك الوظائف كانت في أدنى مستوى لها منذ ست سنوات في عام 2020 - حيث كان عدد الوظائف اقل من المتوقع بمقدار 122الف مقارنة بالعام السابق.

فيديو قد يعجبك: