لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عمليات الاستخبارات الروسية.. إلى أي حد تضر قضية نافالني ببوتين؟

12:03 م الأحد 03 يناير 2021

الرئيس بوتين خلال مشاركته في حفل بمناسبة مرور مائة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

برلين (دويتشه فيله)

تصدرت الاستخبارات الروسية مؤخرا عناوين الأخبار. إذ انكشف دور الاستخبارات الداخلية في تسميم المعارض نافالني، كما يشتبه أن تكون الخارجية وراء الهجوم الإلكتروني على مؤسسات أمريكية. فهل يُطاح ببعض الرؤوس أم تُوزع أوسمة؟

لا يوجد في عالم فلاديمير بوتين شيء اسمه عملية تسميم ألكسي نافالني على الإطلاق. فرئيس روسيا لا يسمي السياسي المعارض المعروف حتى بالاسم، فهو بالنسبة إلى بوتين فقط "المريض في مستشفى برلين". لكن الكثيرين من الروس يهمهم ما حصل فعلا في العشرين من أغسطس عندما أغمي على نافالني داخل الطائرة خلال رحلة من تومسك إلى موسكو وظل طوال 18 يوما في غيبوبة.

وأشرطة الفيديو حول تحرياته المشتركة مع المنصات الاستقصائية ووسائل إعلام أخرى حول تسميمه تلقى مشاهدة واسعة عبر موقع يوتيوب: والفيديو الأول حقق في أسبوع واحد أكثر من 20 مليون مشاهدة والثاني 17 مليون في أقل من يومين. وجهاز الاستخبارات الداخلي، أي جهاز الأمن الفيدرلي الروسي FSB القوي يبدو في وضع سيء: إجرامي وفي آن واحد غير محترف.

"لقد كان أمرا مخجلا، مخجل أكثر من عملية تسميم سكريبال"، يقول المؤرخ البريطاني وخبير الأجهزة الاستخباراتية مارك غاليوتي في حديث مع دويتشه فيله (DW). والفارق مع نافالني: ضباط جهاز الاستخبارات العسكرية الذين يُشتبه بهم في إطار الاعتداء على العميل المزدوج سيرغي سكريبال وابنته يوليا كانوا يتحملون المهمة الصعبة وهي تنفيذ اعتداء في الخارج.

وجهاز FSB كان يعمل داخل مجاله وبالرغم من ذلك "ولم يفشل عناصره في قتل نافالني، بل خلفوا وراءهم بصمات كبيرة". وبما أنه تم نقل نافالني إلى ألمانيا، فإن القضية اكتسبت طابعا دوليا، كما يقول غاليوتي. وفي الأثناء أكد بوتين والمتحدث باسمه بأن جهاز الاستخبارات الروسي كان يلاحق نافالني و"يعتني" به لأنه كان يتلقى مساندة من أجهزة استخبارات أجنبية على ما يبدو.

لن تحصل عملية "تطهير" داخل جهاز الاستخبارات

ورغم الفضيحة لن تحصل عميلة "تطهير" كبيرة داخل جهاز الاستخبارات، كما يفترض غاليوتي. "لأنه عندما يشتد الأمر يكون بوتين رهينا للجهاز ويعتمد عليه أكثر". وهنا يتعلق الأمر "ببنية أساسية" في النظام الحكومي التابع لبوتين. "وفي حال تنفيذه عمليات تنظيف، فإن الخطر يزداد في أن يبدأ هؤلاء الناس في التساؤل: "لماذا يجب علينا المخاطرة بشيء من أجل هذا الرجل؟"

بدوره لا يعتقد أندري سولداتوف، وهو كاتب وصحفي روسي يقوم منذ 20 عاما ببحوث حول أجهزة الاستخبارات الروسية، أن بوتين سيضحي ببعض الرؤس الكبيرة في الجهاز. وإذا تم الاستغناء عن بعض المسؤولين فسيكون في المجال العملي فقط إذ "لن يلاحظ أحد الفرق"، كما يعتقد سولداتوف. ويضيف بأن الأمر يختلف تماما بالنسبة لخبراء واطباء جهاز الاستخبارات الذين كشفهم نافالني.

في نظر الكرملين: أجهزة الأمن فعالة

من غير المحتمل أن يرى الكرملين أي حاجة لإجراء تغييرات في التغيير في صفوف أجهزة الاستخبارات، لأن هذه الأخيرة "فعالة بما يكفي" حسب المسؤولين الروس، كما يرى كل من قابلتهم DW.

وعلى هذا النحو برهن جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية SWR على قدراته من خلال الهجوم الإلكتروني الأخير على البنية التحتية في الولايات المتحدة الأمريكية، كما يقول غاليوتي. واستهدف الهجوم الإلكتروني الكبير طوال شهور عدة وكالات حكومية فيدرالية أمريكية بالإضافة إلى مؤسسات بحثية وشركات خاصة.

وهناك اشتباه في مجموعة القراصنة المعروفة بـ APT29 المرتبطة بجهاز الاستخبارات الخارجية والاستخبارات الداخلية. وجهاز الاستخبارات العسكري الروسي GRU يعمل بأساليب بدائية، لكن الكرملين لا يعول على صورة إيجابية لهذه المؤسسة أكثر ما هو يريد أن تنفذ مهامه القذرة.

ويصف غاليوتي جهاز الاستخبارات الداخلية FSB بـ "الشرطة السياسية" في روسيا. وأندري سولداتوف ينظر إليه من نفس الزاوية: يُمنحون الهدف الذي يُسمى في الكرملين الاستقرار السياسي للدفاع عنه. وهذا يعني حماية النظام. وهذا الهدف يتوصلون إليه أيضا، كما يعتبر سولداتوف. "مادام بوتين في السلطة، فهذا يعني أنهم يقومون بعمل جيد" يضيف غاليوتي.

وكلا الخبيرين يحذران من التقليل من شأن أجهزة الاستخبارات الروسية، لأنها تبدو حاليا في وضع سيء. "ليس لدي انطباع بأن جهاز الاستخبارات الداخلية منظمة ممزقة كما يحاول البعض عرضها أحيانا". "فعمليات القمع المنتقاة" في الداخل وتخويف الناشطين والمعارضين يقوم به جهاز الاستخبارات بطريقة فعالة. وحتى في مكافحة الإرهاب تبدو هذه المؤسسة الأمنية ناجحة. "لا يجوز أن ننسى أن جهاز FSB يُعتبر في واشنطن وباريس أو لندن شريكا موثوقا به".

وتصبح موسكو "غاضبة" و"مرتبكة" عندما تنكشف عملياتها السرية، لكن الخبراء يعتقدون أن بإمكانها "العيش مع هذا الخجل". وفي موسكو هناك في الأثناء خوف أقل من التعرف على هوية الموظفين، كما يلاحظ سولداتوف.

والمرة الأخيرة في 2016 حصلت انعكاسات بعد الهجوم الالكتروني على الديمقراطيين الأمريكيين عندما وضعت الشرطة الفيدرالية الأمريكية بعض موظفي جهاز الاستخبارات الداخلية على قائمة الأشخاص الخاضعين في الغالب للبحث. وحتى لو تم التعرف على هوية عدد كبير من موظفي الاستخبارات، فإن هذه الأخيرة لها ما يكفي من الموارد البشرية.

وكلا الخبيرين يتوصلان إلى الاستنتاج بأن موسكو قادرة على الاستفادة من هزائمها المفترضة لأجهزة استخباراتها. وأصبح في روسيا معمولا به تقريبا أن تتحمل قيادة الكرملين تبعات عمليات أجهزة الاستخبارات الفاشلة. وهذا ما حصل في قضية نافالني.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: