الرئيس الصيني يحث على تعاون عالمي خلال منتدى دافوس
فيينا - (د ب أ)
حدد الرئيس الصيني شي جين بينج، اليوم الاثنين، رؤيته للنظام الدولي في بداية اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد هذا العام عبر الإنترنت، والذي تأثر بالتحول الأخير للسلطة في واشنطن.
وقال شي إنه يتعين على الدول قبول الاختلافات الوطنية مع التعاون بشكل أوثق.
ويتبادل نحو 2000 من القادة السياسيين ورؤساء الشركات وجهات النظر عبر الإنترنت هذا الأسبوع. وهذه هي المرة الأولى التي يتخذ فيها المنتدى هذا الشكل بسبب وباء كورونا. وعادة ما يستمر المنتدى لمدة أسبوع في منتجع دافوس الجبلي السويسري.
وحث شي دول العالم على "التخلي عن التحيز الأيديولوجي" في خطاب رئيسي لم يذكر الولايات المتحدة أو رئيسها السابق الانعزالي دونالد ترامب أو خليفته ذا التوجه الدولي جو بايدن.
يذكر أن بايدن ليس من بين الحاضرين في قمة دافوس على الإنترنت هذا العام، على عكس قادة ألمانيا وفرنسا وإسرائيل والهند واليابان وكوريا الجنوبية وجنوب إفريقيا.
وقال شي زعيم الحزب الشيوعي "كل دولة فريدة من نوعها، ولا يوجد منها تفوق على الأخرى"، مشيرًا إلى أنه لا ينبغي للدول أن تتدخل في شؤون بعضها البعض.
وانتقدت العديد من الدول الغربية سجل الصين في مجال حقوق الإنسان وقمعها للمعارضة السياسية في هونج كونج.
وقال شي: "يجب أن نظل ملتزمين بالتشاور والتعاون بدلا من الصراع والمواجهة".
وأضاف أن التاريخ أظهر أن الحرب الباردة أو الحرب الساخنة أو الحرب التجارية أو حرب التكنولوجيا ستضر في النهاية بمصالح جميع الدول.
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن 2021 هو عام حاسم لتحديد الاستجابة العالمية لتغير المناخ.
وفي حديثه للمنتدى الاقتصادي العالمي، قال جوتيريش إن 2021 هو عام "في غاية الأهمية"، وحاسم لتحديد ما إذا كانت دول العالم ستحقق انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050.
وقال: "يجب أن نتأكد من أننا سنشكل خلال عام 2021 تحالفا عالميا من أجل تحقيق مستوى صفر من الانبعاثات يغطي 90% على الأقل من السكان".
وأكد جوتيريش رفض استخدام أموال دافعي الضرائب لدعم الوقود الأحفوري وبناء المزيد من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم.
وخلال أعمال المنتدى، قالت شخصيات اقتصادية إن أوروبا تحتاج إلى استثمارات استراتيجية في التكنولوجيا المتقدمة للخروج من الأزمة التي سببتها جائحة فيروس كورونا المستجد.
وقالت كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي في خلال مشاركتها في المنتدى عبر الإنترنت إن رقمنة الاقتصادات المتقدمة في أوروبا وأماكن أخرى قفزت نحو سبع سوات إلى الأمام خلال فترة الجائحة.
في المقابل تراجع الإنفاق على الأبحاث والتطوير في منطقة اليورو خلال العام الماضي بنسبة 14% سنويًا، بحسب لاجارد التي دعت إلى تفضيل ودعم الاستثمار في "هذا الاقتصاد الجديد".
من ناحيته، أكد وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير الحاجة إلى زيادة مستويات الاستثمار في التكنولوجيا الجديدة.
وقال إنه بدون زيادة الاستثمار "ستواجه الدول الأوروبية خطر التخلف في السباق التكنولوجي للقرن الحادي والعشرين".
وأضاف الوزير أن أوروبا تحتاج إلى تعلم الدروس من الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بتمويل الشركات الجديدة.
وتبنى لومير الدعوة إلى تسهيل حصول الشركات على التمويل ورؤوس الأموال لبناء شركات رائدة تعمل في التكنولوجيات الجديدة مثل خلايا الهيدروجين والذكاء الاصطناعي وتخزين البيانات.
وقال لومير إن التحرك السريع مطلوب الآن لإقامة سوق موحدة داخل الاتحاد الأوروبي واستكمال الاتحاد المصرفي لدول الاتحاد.
من ناحيته أشار وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير إلى أن الكثير من الشركات الصاعدة المبتكرة الأوروبية ينتهي بها المطاف بأن تصبح أمريكية.
وأضاف "علينا ضمان أن يكون النموذج الأوروبي أكثر جاذبية" لمثل هذه الشركات.
وقال الوزير الألماني إن التكنولوجيات الصديقة للبيئة يمكن أن تساعد في تحقيق كل من الأهداف البيئية والاقتصادية، ودعا إلى زيادة التعاون بين الدول المتقدمة والدول النامية في مبتكرات مثل استخدام الهيدروجين كمصدر للطاقة.
وقال هربرت ديس، الرئيس التنفيذي لشركة فولكس فاجن الألمانية لصناعة السيارات إن أوروبا يجب ألا تتجه نحو الداخل، بدعوى تقليل اعتمادها على الصين.
وأوضح ديس أن المصنعين الأوروبيين سيستفيدون من الحصول على قطع غيار من جميع أنحاء العالم، وليس فقط من أوروبا، مضيفًا أن المهندسين الصينيين يلعبون دورًا رئيسيًا في تقنيات فولكس فاجن.
وعلى الرغم من أن المحادثات التجارية مع الصين صعبة وأن الديمقراطية هناك لم تتطور بالسرعة الكافية، قال ديس إن "التجارة والتواصل والتواجد والمشاركة أفضل بكثير" من الخروج من الصين.
فيديو قد يعجبك: