إعلان

تقارير أمريكية: هل ينجح أوستين بمعركة "الاستثناء الصعب" صوب البنتاجون؟

11:33 ص الخميس 21 يناير 2021

البنتاجون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

واشنطن- أ ش أ:

يعد منصب وزير الدفاع في الولايات المتحدة الأمريكية منصبا مدنيا ذا طابع سياسي، ورغم أن التاريخ الأمريكي أثبت أنهم الأقدر من غيرهم لشغل هذا المنصب، لا يشترط وفق الدستور الأمريكي أن يكون وزير الدفاع من العسكريين، وفى حالة ترشح عسكريين متقاعدين لهذا المنصب، فإنه يتعين وفقا لقانون الخدمة المسلحة الأمريكي انقضاء سبعة أعوام على تقاعدهم قبل تعيينهم في هذا المنصب وإلا بات الأمر يحتاج على موافقة خاصة من الكونجرس الأمريكي على الاستثناء من هذا الشرط.

وفي حالة لويد أوستين –وهو جنرال متقاعد في عام 2016- رشحه بايدن لمنصب وزير الدفاع، سيحتاج الأمر إلى موافقة خاصة من الكونجرس الأمريكي على إسناد هذا المنصب إليه، إذ لم يمضِ أوستين فترة الفاصل الزمني المطلوبة المشار إليها على تقاعده من العمل العسكري.

فعلى امتداد تاريخ الولايات المتحدة، لم يتم استثناء أي من وزراء الدفاع الأمريكيين السابقين من هذا الشرط سوى في العام 1950 ، عندما تولى الجنرال جورج مارشال منصب وزير الدفاع الأمريكي وهو عسكري سابق، بينما التزمت الإدارات الأمريكية المتعاقبة بهذا الشرط في ترشيحاتها لوزراء الدفاع من العسكريين السابقين، ووافق الكونجرس الأمريكي في العام 1950 على ذلك "استثناء" يقول عنه الخبراء اليوم "إنه استثناء يؤكد القاعدة ولا ينفيها".

وكانت الولايات المتحدة خارجة لتوها من الحرب العالمية الثانية، وقد وجدت أمامها مجالا جديدا للتمدد خارج أراضيها عسكريا وسياسيا بعد أن أنهكت الحرب القوى الأوروبية التقليدية، وفى مقدمتها المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، وهو ما تطلب في حينه أن يكون سيد البنتاجون من الجنرالات حديثي التقاعد.

ويتساءل المراقبون هل سيكون مرشح بايدن لمنصب وزير الدفاع لويد أوستن هو الرجل الثاني، الذي سينكسر أمامه هذا الشرط في تاريخ الولايات المتحدة إذا وافق الكونجرس على ذلك، وهو الرجل الذي لم تمضِ على تقاعده سبع سنين، وهل ستقنع القيادة الديمقراطية الجديدة للولايات المتحدة أعضاء الكونجرس، على تجاوز هذا الشرط الذي يراه خبراء السياسة والاستراتيجية الأمريكيين ضمانة مهمة للإبقاء على علاقات صحية بين المؤسستين المدنية والعسكرية في الولايات المتحدة.

وكان مقررا أن تنعقد اليوم جلسة في الكونجرس لمناقشة هذا الأمر، وهى الجلسة التي تم إلغاؤها –دونما توضيح لأسباب الإلغاء– مما أثار تساؤلات حول مصير المرشح القادم لمنصب وزير الدفاع في الولايات المتحدة.

وقالت تقارير إخباريه أمريكية إن لويد أوستين أراد طمأنة أعضاء الكونجرس، على مدنية القيادة العسكرية للبنتاجون ونفى الشكوك التي تتردد حول هذا الأمر، ففي إفادته أمام مجلس الشيوخ الأمريكي أمس الأول، قال الجنرال المتقاعد لويد أوستن المرشح لتولى حقيبة الدفاع في إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، إنه سيعمل على حماية القيادة المدنية للبنتاجون، وقال إنه سيكون ملتزمًا بذلك النهج إذا وافق الكونجرس على ترشيح بايدن بإسناد منصب وزير الدفاع له، مؤكدًا حرص الرئيس الأمريكي الجديد على سلامة العلاقات المدنية العسكرية في البلاد.

وذكرت تقارير الصحافة الأمريكية الصادرة اليوم، فقد حاولت تأكيدات أوستين خلال لقائه مع أعضاء لجنة الخدمات المسلحة والدفاع في مجلس الشيوخ الأمريكي، إرسال رسالة طمأنة سعى من خلالها إلى تبديد قلق النواب وإراحة أولئك الرافضين لترشحه وغالبيتهم من الجمهوريين، بينما قال نواب ديمقراطيون إن الجنرال المتقاعد أوستين قد انتصر في هذا اللقاء لمبدأ "مدنية القيادة"، في البنتاجون وسيجتاز تلك العقبة؛ ليكون وزير الدفاع القادم للولايات المتحدة وأول وزير دفاع ذي بشرة سمراء في التاريخ الأمريكي.

وبحسب خبراء أمريكيين، فقد كان هذا "الشرط الزمني" أحد منغصات ترشح لويد أوستين لتولى قيادة البنتاجون، عندما رشحه بايدن أواخر العام الماضي لهذا المنصب، فقد انبرت تشاك كورى مسئولة مجلس الأمن القومي السابق، في إدارة جورج بوش والخبيرة الاستراتيجية حاليًا في مؤسسة "أمريكان إنتربرايس" الأمريكية للأبحاث إن تولى أوستين منصب وزير الدفاع متجاوزا لشرط الفاصل الزمني، سيهدد الطابع المدني لمنصب وزير الدفاع الأمريكي.

وبينما يتحضر أعضاء الكونجرس للبت في ترشيحات الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن لطاقم إدارته ومن بينهم وزير دفاعه القادم، ظهرت للسيدة كورى كتابات عديدة ومقالات حفلت بها صحف أمريكية ومواقع وتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي الأمريكية، تحذر من الإقدام على تعيين أوستين وزيرا للدفاع، كما يؤيد وزير الدفاع الأمريكي السابق جيمس ماتيس وجهة النظر تلك، وهو الرجل الذي سبق له أن شارك الخبيرة شاك كورى في العام 2016 تأليف كتاب حول العلاقات المدنية العسكرية في الولايات المتحدة، وهو الكتاب الذي تنبأ جيمس ماتيس فيه مبكرًا بخطورة الأفكار الجانحة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على استقرار الداخل الأمريكي.

أما وزير الدفاع الأمريكي السابق ليون بانيتا فقد أكد على أهمية ترسيخ مدنية القيادة في البنتاجون واصفا أكثر العسكريين الأمريكيين حكمة هم "الأحرص على الحفاظ على مدنية البنتاجون" مؤكدا ثقته في التزام لويد أوستين بهذا النهج.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان