الصحف اللبنانية: تشكيل الحكومة الجديدة في حالة شلل تام رغم الانهيار الاقتصادي

بيروت - أ ش أ

أكدت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين، أن ملف تشكيل الحكومة الجديدة يمر بحالة شلل أقرب إلى "الموت الإكلينكي" في ظل العقبات المتعددة وغياب أي قوة دفع لتسريع التأليف الحكومي، وذلك على الرغم من المؤشرات الاجتماعية المقلقة والانهيار المالي والاقتصادي، على نحو يجعل لبنان محاصرا بين حدّي الفراغ والفوضى.

وأجمعت صحف (النهار والجمهورية ونداء الوطن والأخبار واللواء والشرق) على أن لبنان يمر بأخطر مرحلة في تاريخه، وأن بقاء البلاد في دوامة الفراغ الحكومي يفاقم من فداحة الوضع المالي، مشيرة إلى وجود مخاوف جدية من حدوث "انهيارات اجتماعية مخيفة" تحت وطأة الجائحة الوبائية لكورونا والإغلاق العام من جهة، والانهيار المالي والاقتصادي من جهة أخرى، بما يعني أن البلاد تتجه نحو مرحلة أشد إيلاما.

وذكرت الصحف أن وتيرة العمل السياسي في لبنان توحي أن الحكومة الجديدة العالقة جراء الشروط المتبادلة من قبل المعنيين بعملية التأليف، دخلت حالة من الجمود الطويل الذي من المرجح أن يمتد لأشهر، موضحة أنه لا توجد بوادر لقوة دفع في اتجاه إحياء المبادرات في الخارج، وأن القوى السياسية تُنفذ ما يمكن وصفه بـ "الإضراب السياسي" حيث لا أحد يتواصل مع أحد، ولا تفكير في إطار للخروج من الأزمة السياسية على الرغم من المخاطر المحدقة بالبلاد.

وأبدت عدد من الصحف خشية من حدوث "انفجار وشيك" في ضوء الواقع الاجتماعي بالغ الصعوبة وتداعياته على اللبنانيين، ما لم يحدث اختراق سياسي سريع ينهي أزمة التأليف ويأتي بالحكومة الجديدة، مشيرة إلى أن عرقلة إنجاز الحكومة ورغم الخلافات الداخلية اللبنانية، إلا أن جانبًا كبيرًا منها مرجعه "أمر العمليات الإقليمي الذي اختبأ وراءه المحور الممانع الموالي لإيران لكي يمرر المرحلة الانتقالية في الولايات المتحدة".

ولفتت إلى إمكانية أن تلقى الدعوة التي أطلقها أمس البطريرك الماروني بشاره بطرس الراعي لمصالحة بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، تجاوبا لإعادة احتواء الموقف والعودة إلى آلية تأليف الحكومة باعتبار أن ليس في السياسة ما يسمى مستحيلا، مشيرة إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري ونائبه إيلي الفرزلي وكذلك مدير جهاز الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، قد يعملون على فتح خطوط اتصالات خلال أيام للوساطة وتذليل العقبات.