لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من هو أرمين لاشيت الخليفة المحتمل لأنجيلا ميركل؟

10:07 م السبت 16 يناير 2021

أنجيلا ميركل

برلين - (بي بي سي)

هيمنت أنجيلا ميركل لفترة طويلة على السياسة الأوروبية والدولية، لكن في هذا الخريف وبعد 16 عاما في المنصب ستتنحى المستشارة الألمانية تاركة حزبها أمام المهمة الصعبة المتمثلة في إيجاد بديل.

وقد بدأت العملية بشكل جدي بانتخاب زعيم جديد لحزبها الاتحاد المسيحي الديمقراطي سي دي يو.

فقد تم انتخاب الليبرالي المعتدل أرمين لاشيت زعيما لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، يمين الوسط، بعد أن هزم منافسيه في المؤتمر الافتراضي للحزب.

ويعد لاشيت الآن في وضع جيد في السباق لخلافة ميركل عندما تتنحي عن منصب المستشارة الألمانية في سبتمبر/أيلول المقبل بعد 16 عاما في المنصب.

وقد تم انتخابه رئيسا للحزب في جولة الإعادة ضد المرشح المحافظ فريدريش ميرز بأغلبية 521 صوتا مقابل 466.

وفي خطاب الفوز، تعهد لاشيت بعمل كل شيء حتى يؤدي الحزب بشكل جيد في الانتخابات الإقليمية القادمة، وللاحتفاظ بمنصب المستشار.

وقال لاشيت: "علاوة على ذلك، ما زالت تنتظرنا انتخابات أكثر أهمية". كما شكر وأثنى على المرشحين الآخرين في المنافسة "العادلة".

فمن هو أرمين لاشيت؟

ولد أرمين لاشيت في آخن بولاية شمال الراين وستفاليا، وهي الولاية الأكثر اكتظاظا بالسكان في ألمانيا، في 18 فبراير/ شباط من عام 1961.

وبعد حصوله على شهادة في القانون عمل بالمحاماة كما عمل بالصحافة أيضا قبل أن يتحول إلى السياسة.

ومن عام 1994 إلى عام 1998 ، كان عضوا في البرلمان الفيدرالي الألماني، ومن عام 1999 إلى عام 2005 كان نائبا في البرلمان الأوروبي.

ومنذ عام 2010، عمل لاشيت في برلمان ولاية شمال الراين وستفاليا.

وفي عام 2017 فاز حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في الانتخابات الإقليمية في الولاية وشكل حكومة ائتلافية مع الديمقراطيين الأحرار الإف دي بي.

وتولى لاشيت، المرشح الرئيس للحزب المسيحي الديمقراطي، منصب رئيس وزراء ولاية شمال الراين وستفاليا منذ 27 يونيو/حزيران من عام 2017.

حليف ميركل

ويحظى لاشيت، القصير المرح، بشعبية كبيرة وكثيرا ما شوهد وهو يلقي بنفسه بحماسة في احتفالات الكرنفال التقليدية.

وصف نفسه بأنه مرشح الاستمرارية، ولفترة من الوقت على الأقل، كان يُعتقد أنه مرشح أنجيلا ميركل المفضل.

فقد كان لاشيت، وهو كاثوليكي، أحد النواب الخمسة لرئيس الحزب منذ عام 2012، وكانت ميركل تعتمد عليه كنائب لها عندما كانت رئيسة الحزب حتى عام 2018، وكذلك خليفتها أنيغريت كرامب كارينباور.

وعندما واجهت ميركل معارضة شديدة من أطياف من حزبها في مواجهة وصول مئات الآلاف من اللاجئين وطالبي اللجوء إلى ألمانيا منذ عام 2015 ظل لاشيت حليفا مخلصا لها.

فقد دافع لاشيت عن موقف ميركل خلال أزمة اللاجئين عام 2015 وهو معروف بسياسته الليبرالية وشغفه بالاتحاد الأوروبي والقدرة على التواصل مع مجتمعات المهاجرين.

نهج متوازن

ويقول لاشيت: "إنني مع النهج المتوازن وتجنب التطرف، وهذا موقف سياسي يتجه نحو الناس ولا يدير ظهره لهم ويحافظ على التماسك المجتمعي".

وفي أواخر فبراير/شباط من عام 2019 وقبل أيام قليلة فقط من التصويت لتحديد زعيم حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي شكل لاشيت تحالفا مع ينس سبان، وزير الصحة الألماني البالغ من العمر 40 عاما، ونشر كلاهما برنامجا من 10 نقاط عن رؤيتهما للحزب باعتباره حزبا شعبيا رئيسيا يضم جناحا عماليا يميل إلى حد ما إلى اليسار، وجناحا اقتصاديا يميل إلى أن يكون أكثر محافظة.

وقال لاشيت وسبان حينئذ إنهما يتطلعان إلى "جعل عشرينيات القرن الحادي والعشرين عقدا من التحديث لألمانيا.. ديناميكية اقتصادية جديدة، وأمن شامل، وفرص تعليمية من الدرجة الأولى وعادلة، وإنشاء وزارة رقمية على المستوى الفيدرالي، وإظهار عدم التسامح مطلقا مع الإجرام والتطرف".

السياسة الخارجية

وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، يؤكد لاشيت على تركيز واضح على الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى التوجه عبر المحيط الأطلسي للحزب، فهو ينوي الضغط من أجل مزيد من التعاون مع الولايات المتحدة بشأن المناخ والسياسة التجارية، ويدعو الاتحاد الأوروبي إلى أن يكون أكثر قدرة على العمل وتعزيز الشراكة الفرنسية الألمانية.

ويؤيد لاشيت التغيير في القيادة في الولايات المتحدة، وهو التغيير الذي وصفه بأنه "انتصار للديمقراطية".

كما حافظ منذ فترة طويلة على اتصال وثيق مع القيادة السياسية في باريس وغالبا ما يزور العاصمة الفرنسية، وكان ممثل ألمانيا للعلاقات الثقافية الفرنسية الألمانية خلال العامين الماضيين.

الخليفة الثاني

ويعد لاشيت الآن هو الخليفة الثاني لميركل في منصب رئيس الحزب بعد أنيغريت كرامب كارينباور .

وأيا كان من يشغل هذا المنصب، يصبح تقليديا مرشح الحزب لمنصب المستشار، وإذا كان بإمكان المسيحيين الديمقراطيين تشكيل أغلبية حاكمة فإن له الفرصة الأولى في تولي منصب المستشارية.

وقال لاشيت قبل أيام قليلة:"إن رئيس وزراء الولاية الذي يحكم بنجاح 18 مليون نسمة يمكن أن يكون أيضا مستشار ألمانيا".

لكن من المقرر أن يتم تحديد المرشح فقط بعد الانتخابات الإقليمية في ولايتين ألمانيتين أي بعد شهرين من الآن.

وسيتم اتخاذ هذا القرار بالتنسيق مع ماركوس سودر، رئيس حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي سي إس يو.

وقد نفى سودر رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي، شقيق الحزب المسيحي الديمقراطي، في ولاية بافاريا الشائعات المستمرة بأنه قد يكون مرشح تحالف المحافظين لمنصب المستشار.

ولم تكن مسيرة لاشيت السياسية خالية من الهزائم، ففي عام 1998 فقد مقعده في البوندستاغ (البرلمان الفيدرالي)، في عام 2010 خسر المنافسة على رئاسة حكومة ولاية شمال الراين وستفاليا لصالح نوربرت روتغن.

ولكن بعد عامين، وبعد تعرض الحزب المسيحي الديمقراطي لأضرار جسيمة داخليا تولى لاشيت زمام الأمور.

ويخرج لاشيت الآن، وبعد 11 عام، بالفوز أيضا على المستوى الفيدرالي.

ويظهر الموقفان أن لاشيت يمكنه الانتظار، ولديه الصبر الكافي.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان