لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا تحتاج الولايات المتحدة للقيام بحملة ضد إثارة الفوضى؟

12:55 م الجمعة 15 يناير 2021

اقتحام الكونجرس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن/واشنطن - (د ب ا):

أدان التياران اليمين واليسار على السواء في الولايات المتحدة اقتحام مبنى الكونجرس الأمريكي في السادس من الشهر الجاري، لكن إدانة العنف على مدار عام والذي سبق الاقتحام جاءت فقط من اليمين، وليس من اليسار، الذي قضى شهوراً يحاول تبرير تصرفات حركة حياة السود مهمة والحركة اليسارية المناهضة للعنصرية والفاشية (أنتيفا). وهذا ليس مجرد نفاق، بل تأسيس لمنظومة هرمية جديدة.

ويبدو أن سلطة الدولة في الولايات المتحدة قد تقوضت، كما أنه يبدو أن مؤسساتها عاجزة في مواجهة فوضى استمرت على مدار عام.

وقال سومانترا ميترا، الباحث بجامعة نوتنجهام البريطانية في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية أنه لم يظهر العنف في مبنى الكابيتول من العدم ولم يكن وليد اللحظة، بل على العكس تماما. وأضاف أنه على على مدار أربع سنوات أصبح العنف والعنف المضاد شيئا طبيعيا. وتم كتابة مقالات افتتاحية حول كيفية إصلاح المجتمع من خلال الاحتجاجات. وتم تأليف كتب لتبرير النهب والحرق العمد. والآن الجمهورية نفسها عرضة لخطر التمرد.

 في الشهر الماضي فقط ، أرادت إليزابيث وارن (عضو مجلس الشيوخ، ديمقراطية عن ولاية ماساتشوستس) وأيانا بريسلي (عضو مجلس النواب، ديمقراطية عن ولاية ماساتشوستس) إجراء تحقيق اتحادي حول ما تسميانه "عدم المساواة العرقية" لجائحة فيروس كوورنا.

والمفهوم وراء الفكرة هو أن الجائحة عنصرية. وبسبب "العنصرية الممنهجة"، أهملت الحكومة الاتحادية السود واللاتينيين و"الملونين"، وهى عبارة مطاطة بدون أي معنى واضح، يمكن أن تعني أي شخص من تركيا إلى اليابان ومنغوليا إلى فانواتو وبيرو.

ورغم ذلك، تشير الإحصاءات التي من الواضح أنه تشوبها عيوب، إلى أن الولايات المتحدة وحليفتها المملكة المتحدة هما اللتان قامتا بانتاج اللقاحات. ولو كان هذا الامر قد حدث في القرن التاسع عشر ، عندئذ لكانت هناك عناوين في الصحف حول كيف أنقذ الأنجلو أمريكان (بمساعدة من الهند) العالم، ولكانت العناوين الرئيسية صحيحة. لكن ذلك كان في تلك الحقبة والآن ليس هناك شك في أن مستوى معيشة الأقليات في الغرب أفضل من أي مكان آخر.

وتابع ميترا أنه إذا لم يكن ذلك صحيحا ، لكانت هناك هجرة جماعية ضخمة من الغرب إلى بقية العالم ، وهو ما لم يحدث على الاطلاق . وربما يكون السبب الوحيد لوجود حالات وفاة أكثر في المجتمعات الملونين بيولوجيا ، بصفة خاصة ، البدانة في بعض المجتمعات.

وقال ميترا "ولكن حتى في هذه الحالة ، فإن عبارة /الأشخاص الملونون/ لا معنى لها بالنسبة لي . فمعدلات الوفيات والنسبة المئوية لليابانيين أو الهنود جراء الاصابة بفيروس كورونا ، حتى في فترة بعد الإصابة ، ضئيلة مقارنة بالغرب".

وإذا كان هناك أي تمييز "ممنهج " يؤثر على الغرب ، عندئذ فإن آلاف الشركات الصغيرة هي التي تخسر كل شيء بسبب مزيج فظيع من سلطة الحكومة غير المسيطر عليها وضغط الشركات.

بينما تحقق أمازون أرباحا ضخمة ، فإنها تدعم أيضا وتمول حركة حياة السود مهمة التي ساهمت بشكل مباشر في إغلاق وتدمير عدة آلاف من الشركات ومصادر الرزق من خلال احتجاجات وأعمال شغب مدمرة.

واستطرد ميترا "بخلاف ذلك ، يبدو لي أن العنصرية تتراجع بينما تصاعدت السياسات العرقية في الغرب ، وهو الأمر الذي يرجع جزئيا إلى الدعاية المحضة والمجالات التخريبية النشطة ، والتحيز الإعلامي ، وإضفاء الطابع النسوي على المجالات الأكاديمية".

وكانت الأسباب الجوهرية للاحتجاجات المتواصلة والعنف على مدار السنوات الأربع الماضية هي المحاولة الكبيرة لتغيير المجتمع ، والتي لم تكن فقط بسبب قلة من المنظرين للايديولوجيات المسعورين.

وبحسب ميترا هناك فكرة أكبر مطروحة هنا ، ويمكن للمرء أن يلاحظ الأنماط ببطء. فالأمر الملاحظ هو عودة إلى نوع من (الإقطاع)، نظرا لعدم وجود كلمة أفضل لوصف هذا الوضع".

وكل شيء ، ابتداء من التحريض بشأن "سحب تمويل الشرطة" ، إلى تكنولوجيا غير محدودة ومزيج سلطة الحكومة الليبرالية ، إلى منظمات الإخبار الرئيسية التي تنقسم إلى اثنتين من آلات الدعاية الفعالة ،يعتبر جزءا من نفس الفكرة.

ولا يوجد ،بالطبع ، تجمع سياسي سري أو مؤامرة ضخمة. في الواقع ، مثل معظم تاريخ البشرية ، تكون هذه حركات عضوية عادة . ولكن ، لأنه لا توجد مؤامرة ، فلا يعني ذلك أنه ليست هناك قوى قوية تحاول الاستفادة من الفوضى.

والأمر الذي تفشل في فهمه غالبية الأشخاص الذين يقومون بأعمال شغب لدعم "سحب تمويل الشرطة" ، هو أن الأثرياء للغاية غالبا هم الذين يقودون ويمولون الحركات الجماهيرية ذات الجذور السياسية.

وربما يبدو الأمر غير منطقي ، لكنه ليس كذلك. وتم وضع نظام الشرطة الحديث الذي نشأ في بريطانيا في القرن الثامن عشر لضمان تمدد الدولة التي توفر الحماية ووقف التعفن الشديد لنظام الإقطاع ، حيث لا يستطيع سوى الأثرياء ضمان الأمن وكانت الجماهير تحت رحمة الأقوياء.

ولن يوقف العاملون في مجال الصحة العقلية وأمناء المكتبات المناهضون للعنصرية البلطجة والعنف المنزلي والعنف في الشوارع ، وعادة يقوم رجال اقوياء مسلحون بايقاف هؤلاء الأشخاص.

ويتم بطريقة ما تقرير مصير سياتل ومينيابوليس وبورتلاند من جانب سكان هذه المدن ، وسوف تبدأ خياراتهم قريبا في التسبب في عواقب.

وأوضح ميترا أن شن حملة من الحزبين على جميع أشكال القوى المتمردة في الداخل له أهمية قصوى لأنه من الناحية التاريخية يمكن أن تؤدي الدعاية المحلية وقوى التمرد، على نحو أكثر مما يستطيع عدو أجنبي ،إلى انهيار الدولة، ولا يوجد خصم أجنبي يشكل تهديدا أكبر من ذلك.

فيديو قد يعجبك: