وزير خارجية مالطا: ندعم وحدة ليبيا ونحترم كثيرًا موقف مصر
(وكالات):
أكد وزير خارجية مالطا إيفاريست بارتولو، أن بلاده "تدعم ليبيا موحدة"، وأنها "ليست عضوا في نادي أي دولة من دول الصراع الليبي"، مشيدا بالدور المصري في محاولة حل الأزمة.
وشدد بارتولو في حوار لقناة "سكاي نيوز عربية": "نحترم كثيرا موقف مصر فهي دولة معتدلة ومستقرة وتعمل لاستقرار المنطقة، وقد لاحظنا الخطاب الحذر الذي تستعمله. نحن نفهم أهمية ليبيا بالنسبة لمصر، بسبب الحدود الطويلة بين البلدين".
كما نوه إلى أن جيران ليبيا "ليسوا منخرطين في الصراع هناك"، قائلا: "أنظر إلى مصر ومالطا وتونس والجزائر.. نحن لسنا منخرطين في الصراع، لم نتسبب في هذا. من مصلحتنا ومصلحة ليبيا أن نساعدهم للاجتماع معا".
وقال بارتولو: "مالطا تتحدث مع الليبيين من الغرب ومن الشرق.. نحن دولة صغيرة من حيث عدد السكان، فعددنا 450 ألف نسمة، بينما عدد سكان القاهرة وحدها (على سبيل المثال) هو 22 مليونا.. إذن، نحن دولة صغيرة، ولا نريد إيذاء الآخرين ولا نريد أن يؤذينا الآخرون".
وتابع: "نحن دولة محايدة، وهذا مهم جدا من أجل استقلالنا الذي استغرق قرونا من الزمن، ولنكون جزيرة بلا قوات برية أو بحرية أو جوية، ولن نرجع للوراء. لن نسمح بأن تُستعمل مالطا ضد دول أخرى".
واستطرد موضحا: "نحن لسنا عضوا في نادي أي دولة فنحن دولة ذات سيادة، والحل الذي نراه لليبيا هو أن تكون ليبيا لليبيين، ومن الليبيين، وبأيدي الليبيين.
وفيما يتعلق بالأزمة المشتعلة في شرق المتوسط، بين تركيا واليونان وقبرص، فقد علق وزير خارجية مالطا عليها بالقول إنه على الناتو "أن يفعل أكثر، لأنهم حلفاء في نهاية المطاف".
واعتبر في حواره لسكاي نيوز أن "أحد التعقيدات هو أن كل دولة تستجيب للشعور الداخلي للشعب، وبالتالي فإن المرء يتخذ موقفا وهو يفكر كيف سيحاكمه الناخبون عليه، لذا، كل تلك الدول تعتقد أنها على صواب وأن الآخرين مخطئون".
وأضاف: "أعلم أن الأمر صعب، ولكن علينا أن نبقى مصرّين ونتواصل ونقول: حسنا، هل يمكنكم أن تتخيلوا ما سيحدث لو اندلعت الحرب؟ إذا اندلعت الحرب في شرقي المتوسط فستضر الجميع. لن تضر تركيا وحدها، أو اليونان وحدها أو مصر وحدها".
ونوه وزير خارجية مالطا إلى استطلاعين للرأي أجريا في كل من تركيا واليونان، حيث أكد أغلبية المشاركين في البلدين أنهم "لا يريدون الحرب"، داعيا سياسييهم أن يجلسوا معا ويتفاوضوا.
وتابع: "ما نحتاجه أولا هو تخفيف التصعيد، وأن نكون حذرين في ما نقوله عن بعضنا البعض ولنر ما يمكن أن نفعله. إذا كانت هناك حرب، فماذا ستفعل بعد ذلك؟ لا يمكن أن تواصل الحرب إلى الأبد. لذا علينا أن نجد طرقا وسبلا لإيجاد حل".
وعن الموقف الذي تتخذه مالطا إزاء إمكانية فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على تركيا، قال بارتولو إن بلاده ما زالت تناقش الأمر، مضيفا: "سنرى ما سيحدث فالنقاش لا يزال جاريا. وكما قلت: ما هو مهم جدا هو أن المسار والأدوات التي سنستعملها ستكون أيضا جزءا من النهاية، لأن علينا أن نقرر أيضا أين تكمن مصلحة المنطقة؟ هل بقطع العلاقات تماما مع تركيا؟ هل نجعل الموقف أصعب مع تركيا؟ وربما جمع روسيا وتركيا معا؟ أو جعل هذه العلاقة أصعب مما هي عليه اليوم؟ إنه نقاش صعب جدا، الأمر ليس واضحا تماما، ولكن سنرى كيف ستتطور الأمور".
وتابع: "ما علينا أن نفعله حسب اعتقادي، أن نأخذ في عين الاعتبار ما سيحدث، لا يمكن أن نفكر في خطوة واحدة فقط بل علينا أن نفكر في خطوتين، وثلاث خطوات، لأنه في حالة عدم حصول ذلك، وعدم التفكير باستراتيجية يمكن أن يتكرر سيناريو ليبيا".
وتابع: "أنظر إلى ما حدث في ليبيا.. ما حدث هو أنه كان هناك قرار بمهاجمة ليبيا وإسقاط القذافي، ماذا حدث بعد ذلك؟ نحن لا نزال نحاول حل المشكلة التي اختلقت.. لذلك نقول: نرجوكم، قبل التسرع بأعين مغمضة بشأن ما سنفعله دعونا نفكر في العواقب لأننا حين نتحدث أحيانا عن الحوار وخفض التصعيد، البعض يظن أننا سذج!.. دعونا نفكر بروية وتمعن في ما يمكن أن نفعله".
فيديو قد يعجبك: