لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا يتوقف مستقبل الأمريكيين والعالم على انتخابات الرئاسة المُقبلة؟

10:33 ص الأحد 27 سبتمبر 2020

تمثال الحرية- فورين بوليسي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

يوجد أكثر من سابقة تاريخية كان مستقبل الولايات المتحدة فيها واستقرارها على المحك، بما في ذلك انتخابات 1800 بين آرون ميلر، وهو شخص لديه دوافع ديكتاتورية وكان نوعًا ما "دونالد ترامب عصره"، وتوماس جيفرسون، أو مواجهة 1860 بين ابراهام لينكولن وستيفن دوجلاس بالتزامن مع اندلاع الحرب الأهلية. أو انتخابات 1932 خلال فترة الكساد العظيم والتي كانت مخاطرة بالغة الأهمية حتى أن المُقربين من فرانكلين روزفلت أخبروه بأنه سيعرف بكونه أسوأ رئيس في تاريخ البلاد إذا فشل برنامجه للتعافي من آثار الأزمة الاقتصادية.

مع ذلك، قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن هناك اجماع استثنائي بين مؤرخين وعلماء سياسية ودبلوماسيين ومسؤولي الأمن القومي وغيرهم من الخبراء بأن الانتخابات الأمريكية المُرتقبة بين الرئيس الحالي دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن هي الأكثر خطورة وأهمية بالنسبة للولايات المتحدة والعالم، وربما تتجاوز خطورتها أي انتخابات أخرى نظرًا إلى المكانة التي تحتلها واشنطن الآن في النظام العالمي، فهي لم تعد الدولة الصغيرة التي كانت عليها في عام 1800، 1860، أو حتى 1932.

"تهديدًا وجوديًا للديمقراطية الأمريكية"

يقول بعض المراقبين، حسبما نقلت فورين بوليسي، إن ترامب وحاشيته ألحقوا أضرار جسيمة بالمؤسسات الديمقراطية الأمريكية، وزاد فشلهم في احتواء جائحة كوفيد-19 الطين بلّة، علاوة على تشجيعه للعنف العنصري إدلائه بتصريحات التي زادت من الانقسام الوطني، وبالتالي يرجحون أن تتسبب إعادة انتخابه في تدمير التجربة الأمريكية البالغة من العمر 244 عامًا.

1

بعد مضي الفترة الرئاسية الأولى التي تحدى فيها ترامب علانية الكونجرس والمحاكم، وتوظيف السياسة الخارجية لخدمة مصالحه السياسية، وتجاهل المعايير الانتخابية، وحوّل الحزب الجمهوري إلى لعبة، ستكون عودته إلى السلطة، وفقًا للمجلة الأمريكية، بمثابة ضربة قوية للشرعية الأمريكية، وستزيد من الفتن داخل المجتمع، علاوة على ذلك فإنها ستؤكد وجهة نظره بأنه "رئيس يمكنه فعل ما يحلو له".

نجح ترامب في استغلال الفجوة بين النظام العالمي والناخبين الذين يكافحون من أجل مواكبة التغيرات الحديثة التي يشهدها العالم، لقد أثار الرئيس الأمريكي- حسب فورين بوليسي- موجة من الكراهية للأجانب والانعزالية، ومن غير المُرجح اختفاء هذه الاتجاهات قريبًا. وفي الانتخابات الحالية يعمل ترامب على إثارة غضب قاعدته الأصلية ذات الأغلبية البيضاء من خلال خلق حالة من الانقسام في المجتمع الأمريكي، واتضح ذلك من تصريحاته حول الاحتجاجات التي قام بها الأمريكيون من أصول أفريقية ضد العنف المُفرط المُستخدم ضدهم من قبل الشرطة.

يخشى العديد من أعضاء الحزب الجمهوري، الذي ينتمي إليه ترامب، بمن فيهم مسؤولين سابقين كبار في الإدارات السابقة من ضمنها إدارة رونالد ريجان، وآخرين سبق أن عملوا مع الرئيس الحالي من أن بقائه في البيت الأبيض أربعة أعوام إضافية سيمثل تهديدًا وجوديًا للديمقراطية الأمريكية.

لحظة تاريخية عالمية

قال إدوارد جيه واتس، المؤرخ والمؤلف في جامعة كاليفورنيا، إنه إذا اُعيد انتخاب ترامب فإن المعايير والأعراف والديمقراطية الأمريكية ستختفي تمامًا، مُشيرًا إلى أنه حتى إذا فاز بايدن فإن تعافي الولايات المتحدة من آثار ما فعله الرئيس الحالي سيحتاج إلى وقت طويل للغاية.

فيما يرى تشارلز كوبتشان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون والدبلوماسي السابق، إن الانتخابات الأمريكية الحالية هي الأهم في تاريخ البلاد، موضحًا أن المخاطر هائلة.

2

وأضاف: "فترة رئاسية واحدة كانت سيئة بما يكفي، إذا اُعيد انتخاب ترامب، فإن الأمريكيين والمواطنين حول العالم لن يقولوا إن الناخبين ارتكبوا خطأ، ولكنه سيكون تأكيدًا على الاتجاه الذي يريد بعض الأمريكيين السير فيه".

حسب كوبتشان، فإنه لا يمكن مقارنة الانتخابات الأمريكية المُقبلة بأي انتخابات أخرى، نظرًا إلى حجم الولايات المتحدة وثقلها السياسي في العالم وتأثيرها على استقرار النظام العالمي، فهي عملية ستغير مصير العالم، لاسيما وأنها تجري في الوقت الذي فقد فيه الغرب هيمنته لصالح الصين وآسيا.

ويرى جون إكينبيري الكاتب والأستاذ في جامعة برينستون، أنه على الصعيد الدولي يمكن التعامل مع الانتخابات الأمريكية باعتبارها لحظة تاريخية عالمية.

"تغيير نظرة العالم لأمريكا"

ويرجح إيفو دالدر، سفير الولايات المتحدة السابق لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أنه في حالة إعادة انتخاب ترامب أو تمكّنه من الاستيلاء على السلطة مُجددًا، ستتغير الطريقة التي ينظر بها الأمريكيون لأنفسهم كثيرًا، كذلك ستتغير وجهة نظر أوروبا إزاء الولايات المتحدة.

على مدار الأربعة سنوات التي قضاها في البيت الأبيض، سخر ترامب من حلفاء واشنطن الأوروبيين، وهدد بسحب آلاف القوات الأمريكية من ألمانيا، ومن موقف القارة العجوز إزاء تغير المناخ، وغيرها من القضايا.

غير أن استجابة الإدارة الأمريكية الفقيرة لجائحة كورونا غيّر من نظرة العالم عامة والدول الأوروبية خاصة للولايات المتحدة.

3

جاءت الولايات المتحدة، في المركز الـ31 في قائمة تصنيف استجابة 36 دولة لوباء كورونا بتحليل أجرته فورين بوليسي في أغسطس الماضي، ضم البرازيل، إثيوبيا، الهند، روسيا.

وارجع التحليل سوء استجابة واشنطن للوباء إلى عجز الحكومة الفيدرالية على تقديم استجابة علمية مناسبة، والإنفاق غير الكافي على الرعاية الصحية، بالإضافة إلى زيادة الديون، وعدم وجود عدد كافي من الأسرة في المستشفيات والعجز عن إجراء عدد كافي من الاختبارات.

"سيناريو الإنقاذ الوحيد"

السيناريو الجيد الوحيد، حسب نراقبين ومسؤولين حاليين وسابقين، يتمثل في هزيمة ترامب في الانتخابات وقبوله للهزيمة، رغم قوله بأنه لم يفعل ذلك، ومن ثم تنضم الولايات المتحدة مرة أخرى إلى النظام العالمي.

4

ووفقًا لهذا السيناريو، فإنه مع تنصيب جو بايدن، هو سياسي لديه خبرة عميقة وملتزم بالتحالفات الأمريكية، وسيكون إلى جانبه نائبته كامالا هاريس، وسيعملان معًا لاستعادة هيبة الولايات المتحدة، من خلال عكس اخفاقات ترامب بشأن القضايا الحيوية على رأسها الاستجابة لكوفيد-19، الاستقطاب السياسي، الاقتصاد، الاستقرار العالمي، وتغير المناخ.

تتوقع فورين بوليسي أن يعمل بايدن على الانضمام إلى الاتفاقيات التي خرج منها ترامب من ضمنها الاتفاق النووي مع إيران، واتفاقية باريس بشأن تغير المناخ.

فيديو قد يعجبك: