لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ماذا يعني إعادة تفعيل العقوبات على إيران؟ وكيف ردّ العالم على أمريكا؟

12:31 م الأحد 20 سبتمبر 2020

ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

في تحدٍ عالمي غير مسبوق، فعّلت الولايات المتحدة الأمريكية ما يُطلق عليه آلية "كبح الزناد" أو "سناب باك"، التي أعادت بموجبها جميع العقوبات الأممية على إيران، مُحذرة بمعاقبة من يحاول مخالفة أو اختراق تلك العقوبات، في مواجهة مباشرة بين أول قوة في العالم وسائر الدول.

أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، السبت، دخول جميع العقوبات الأممية على إيران حيّز التنفيذ، مُشيرًا إلى إجراءات إضافية لتعزيز تنفيذ تلك العقوبات "سيُعلن عنها قريبًا".

وشدّد على مواصلة الضغوط القصوى على طهران "حتى تتوقف عن الفوضى وإراقة الدماء". جاء ذلك بعد أن قدّم بومبيو في 21 أغسطس الماضي طلب واشنطن إلى مجلس الأمن الدولي لتفعيل "آلية الزناد" ضد إيران.

إدانة دولية

قوبِل الإعلان الأمريكي أحادي الأجانب بإدانة دولية واسعة. قالت وزارة الخارجية الروسية إنه "يفتقد لأساس قانوني". وأفادت الوزارة في بيان، الأحد: "بحكم طبيعتها، لا يمكن لمبادرات وتحرّكات الولايات المتحدة غير الشرعية أن تحمل عواقب قانونية دولية بالنسبة للبلدان الأخرى".

وكذلك أجمعت كلٍ من بريطانيا وألمانيا وفرنسا على أنه "لا يمكن أن يكون هناك أثر قانوني للإعلان الأمريكي بشأن عودة العقوبات الأممية على إيران"، مُبررين ذلك بأن الولايات المتحدة لم تعد شريكًا في الاتفاق النووي بعد انسحابها الأحادي منه في مايو 2018.

وقال وزراء خارجية الدول الثلاث في بيان نُشر على موقع وزارة الخارجية البريطانية، الأحد: "من هذا المنطلق، فإن أي قرارات وإجراءات يتم اتخاذها بناء على هذا الإجراء أو على نتائجه المحتملة لن يكون لها أي أثر قانوني"، مؤكدة التزامها بالقرار الأممي رقم 2231 لعام 2015 الذي تم بموجبه المصادقة على الاتفاق الإيراني.

فيما أبلغت الدول الثلاث مجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة، أن تخفيف عقوبات الأمم المتحدة عن إيران سيستمر إلى ما بعد 20 سبتمبر.

بدوره، أكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، مجلس الأمن الدولي، أنه لا يستطيع اتخاذ أي إجراء إزاء القرار الأمريكي نظرا لوجود "شك" في المسألة.

وقال جوتيريش في رسالة للمجلس إنه "يوجد شك بشأن ما إذا كانت العملية قد بدأت بالفعل وما إذا كان إنهاء العقوبات لا يزال ساري المفعول"، مُضيفًا أنه لا يمكن للأمين العام أن يمضي قدما بوجود تلك الشكوك.

وكذلك، طالب مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت رافانشي، مجلس الأمن برفض الإعلان الأمريكي. وقال في رسالة إلى المجلس إن الولايات المتحدة تحاول بصورة غير قانونية تفعيل قرار استعادة العقوبات الدولية على إيران.

كما أضاف أن الحق في الشروع في عملية لإعادة قرارات مجلس الأمن محفوظة فقط للدول المشاركة في الاتفاق النووي الذي انسحبت منه أمريكا، متهمًا إياها بتبني استراتيجية تتمثل في "خلق تعقيدات قانونية من خلال تقديم تفسيرات تعسفية وحجج قانونية زائفة"- على حد قوله.

وحثت الخارجية الإيرانية، الأحد، الولايات المتحدة على "التخلي عن الغطرسة"، متهمة إياها بأنها "تقف على الجانب الخطأ من التاريخ"، وفق ما نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا).

وقالت إن "التدخل الأمريكي المشؤوم خاصة في غرب آسيا لم يخلق سوى نتائج كارثية مشؤومة".

ما عقوبات "سناب باك"؟

عندما أُبرِم الاتفاق النووي، تفاخرت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بأنها حصلت على بند "فريد" يسمح لها، في حال أخلت إيران بالاتفاق، بإعادة فرض "سناب باك" كل العقوبات بدون أن تخشى استخدام أي دولة حق النقض (الفيتو).

وينص قرار مجلس الأمن رقم 2231 على أن "أي دولة مشاركة" في اتفاق فيينا يمكنها إبلاغ مجلس الأمن الدولي بشكوى حول "عدم احترام واضح لالتزامات من قبل مشارك آخر".

وفي الأيام الثلاثين التي تلي "التبليغ"، يفترض أن يتخذ مجلس الأمن موقفا عبر تصويت على مشروع قرار يهدف رسميا إلى تأكيد رفع العقوبات. لكن إذا كانت الدولة مقدمة الشكوى تريد إعادة فرضها، فستستخدم الفيتو، ما يجعل "العودة إلى الوضع السابق" أوتوماتيكيا.

وستفرض عودة العقوبات الأممية على إيران تعليق جميع الأنشطة المتعلقة بالتخصيب وإعادة المعالجة، بما في ذلك البحث والتطوير، وحظر استيراد أي شيء يمكن أن يساهم في تلك الأنشطة أو في تطوير أنظمة توصيل الأسلحة النووية، بحسب قناة "الحرة" الأمريكية.

كما ستعيد فرض حظر شراء الأسلحة، وتطوير صواريخ باليستية قادرة على إيصال أسلحة نووية، وتستهدف عشرات الأفراد والكيانات في إيران، كما تحث الدول على فحص الشحنات من وإلى إيران والسماح لها بمصادرة أي شحنة محظورة.

لماذا أعادت واشنطن فرض العقوبات؟

كانت الولايات المتحدة قدّمت شكوى بشأن انتهاك إيران للاتفاق النووي إلى مجلس الأمن الشهر الماضي، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي لعام 2015 .

وقالت إنها أطلقت عملية استمرت 30 يومًا أدت إلى إعادة جميع عقوبات الأمم المتحدة على إيران، وبموجب الاتفاق النووي، إذا لم يُتبنّى قرار من مجلس الأمن بتمديد تخفيف العقوبات على إيران في غضون شهر، يُفترض أن يُعاد فرض عقوبات الأمم المتحدة تلقائيًا.

وواجهت إدارة ترامب انتكاسة كبرى؛ إذ اعتبرت 13 دولة من أعضاء مجلس الأمن الـ15، بما في ذلك حلفاء واشنطن، أن تحركها لتمديد حظر الأسلحة على إيران "غير باطل"، بعد انسحابها من الاتفاق الذي وصفته بأنه "أسوأ صفقة على الإطلاق".

لكن واشنطن تُصر على أنها لازالت تتمتع بوضع "مشارك"، حتى وإن انسحبت من الاتفاق.

وأكدت الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي التزامها بالحفاظ على الاتفاق، وأعلنت طهران أنها متمسكة بالاتفاق رغم تحرك واشنطن في الأمم المتحدة.

واتّهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حينها، فرنسا وبريطانيا وألمانيا في هجوم اتّسم بمستوى نادر من العنف، بأنها "اختارت الانحياز إلى آيات الله" الإيرانيين، وفق فرانس برس.

فيديو قد يعجبك: