لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

وفاة القاضية جينسبورج تشعل معركة سياسية جديدة في الولايات المتحدة

10:33 ص السبت 19 سبتمبر 2020

واشنطن- (بي بي سي):

قالت المحكمة العليا الأمريكية إن القاضية في المحكمة روث بادر جينسبورج، المدافعة البارزة عن حقوق المرأة، توفيت بالسرطان عن 87 عاما.

وكانت جينسبورج ناشطة نسوية بارزة وأصبحت رمزاً لليبراليين في الولايات المتحدة.

كانت جينسبورج أكبر القضاة سناً وثاني امرأة على الإطلاق تشغل منصب قاض في المحكمة العليا، حيث خدمت لمدة 27 عاما.

وقال كبير القضاة جون روبرتس في بيان يوم الجمعة "لقد فقدت أمتنا قامة ذي مكانة تاريخية. فقدنا في المحكمة العليا زميلةً عزيزةً علينا. اليوم نحزن، ولكن بثقة أن الأجيال المقبلة ستتذكر روث بايدر جينسبورج كما عرفناها - بطلة لا تكلّ وعازمة على العدالة".

"معركة سياسية"

ولكون جينسبورج واحدة من أربعة قضاة ليبراليين في المحكمة من أصل تسعة، فقد كانت حالتها الصحية مثار اهتمام كبير.

حيث تثير وفاة القاضية احتمالية محاولة الرئيس الجمهوري الأمريكي دونالد ترامب زيادة الأغلبية المحافظة الهزيلة في المحكمة، حتى قبل انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني.

ففي الأيام التي سبقت وفاتها ، أعربت جينسبورج عن رفضها الشديد لمثل هذه الخطوة. وكتبت في بيان لحفيدتها ، بحسب إذاعة "ناشونال بابليك": "أمنيتي الأكثر حرارةً هي ألا يتم استبدالي حتى يتم تنصيب رئيس جديد".

ومن المتوقع أن يرشح الرئيس ترامب بديلاً محافظاً عن جينسبورج في أقرب وقت ممكن، حسبما أفادت مصادر البيت الأبيض.

وجاء أول رد فعل من ترامب على وفاة جينسبورج بتصريح قاله بعد تجمع انتخابي في مينيسوتا : "لم أكن أعرف ذلك. لقد عاشت حياة رائعة ، ماذا يمكنك أن يقول المرء أيضاً؟".

وعانت جينسبورج من خمس نوبات من السرطان، كان آخرها تكرار للمرض في أوائل عام 2020. وقد تلقت العلاج في المستشفى مرات عدة في السنوات الأخيرة، لكنها عادت بسرعة إلى العمل في كل مناسبة.

وفي بيان صدر في يوليو، قالت القاضية إن علاجها من السرطان أسفر عن "نتائج إيجابية" ، مصرةً على أنها لن تتقاعد من منصبها.

وقالت: "لقد قلت مراراً إنني سأظل عضواً في المحكمة طالما يمكنني القيام بالمهمة بكامل قوتها". "ما زلت قادرةً تماماً على القيام بذلك".

لماذا كانت جينسبورج مهمًة؟

يخدم قضاة المحكمة العليا الأمريكية مدى الحياة أو حتى يختاروا التقاعد، وقد أعرب البعض عن قلقهم من أن قاض ذا توجهات محافظة يمكن أن يخلف جينسبورج.

وغالباً ما تكون المحكمة العليا في الولايات المتحدة هي الجهة التي تفصل في القوانين المثيرة للجدل، والنزاعات بين الولايات والحكومة الفيدرالية، والاستئناف النهائي لوقف تنفيذ أحكام الإعدام.

وفي السنوات الأخيرة، وسعت المحكمة نطاق زواج المثليين ليشمل جميع الولايات الخمسين، وأيدت قرار فرض حظر سفر الذي اتخذه الرئيس ترامب، وأخرت خطة أمريكية لخفض انبعاثات الكربون.

وستشعل وفاة جينسبورج معركة سياسية حول من سيخلفها، ما يثير الجدل حول مستقبل المحكمة العليا قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.

وعيّن دونالد ترامب قاضيين منذ توليه منصبه، ويُنظر إلى المحكمة الحالية بكونها لديها أغلبية محافظة بـ5-4 في معظم القضايا.

ويتعين على مجلس الشيوخ الأمريكي الموافقة على قاض جديد يرشحه الرئيس، وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل مساء الجمعة إنه إذا تم تقديم مرشح قبل الانتخابات، فسيكون هناك تصويت على اختيار ترامب.

ولكن المنافس الديمقراطي جو بايدن قال: "ليس هناك شك - دعني أوضح - أن على الناخبين اختيار الرئيس وعلى الرئيس أن يختار القاضي وعلى مجلس الشيوخ النظر في ذلك".

ما هو إرث جينسبورج؟

على مدى سيرة قانونية لامعة امتدت لستة عقود، حصل جينسبورج على مكانة لا مثيل لها كحقوقية في الولايات المتحدة، تحظى باحترام الليبراليين والمحافظين على حد سواء.

ومجّدها الأمريكيون الليبراليون على وجه الخصوص بسبب توجهاتها التقدمية في التصويت في أكثر القضايا الاجتماعية إثارة للانقسام والتي أحيلت إلى المحكمة العليا، من حقوق الإجهاض إلى الزواج من الجنس نفسه.

ولدت جينسبورج لأبوين يهوديين مهاجرين في بروكلين، بمدينة نيويورك عام 1933، ودرست في كلية الحقوق في جامعة هارفارد، حيث كانت واحدة من تسع نساء فقط في فصل من حوالي 500 رجل.

ولم تتلق جينسبورج أي عرض عمل بعد التخرج، على الرغم من أنها احتلت المرتبة الأولى في فصلها. لكن جينسبورج استمرت في العمل في وظائف مختلفة في مهنة المحاماة طوال الستينيات وما بعدها.

وفي عام 1972، شاركت جينسبورج في تأسيس مشروع حقوق المرأة في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية. في العام نفسه، أصبحت جينسبورج أول أستاذة ثابتة في كلية الحقوق في جامعة كولومبيا.

وفي عام 1980، تم ترشيح جينسبورج إلى محكمة استئناف الولايات المتحدة لمقاطعة كولومبيا كجزء من جهود الرئيس السابق جيمي كارتر لتنويع المحاكم الفيدرالية.

وعلى الرغم من أن جينسبورج كانت تُصوَّر في كثير من الأحيان على أنها ليبرالية متشددة، إلا أن أيامها في محكمة الاستئناف اتسمت بالاعتدال.

وعُيّنت جينسبورج في المحكمة العليا من قبل الرئيس السابق بيل كلينتون في عام 1993، لتصبح الثانية فقط من بين أربع قاضيات يتم قبولهن في المحكمة.

وقرب نهاية حياتها، أصبحت جينسبورج أيقونة وطنية. بسبب ذبول معارضيها جزئيا، أطلق جيشها من المعجبين على جينسبورج لقب "آر بي جي" - في إشارة إلى مغني الراب الراحل "ذي نوتوريس بيغ".

وقدمت تلك المقارنة جينسبورج إلى جيل جديد من النسويات الشابات، ما جعلها معبودة جماهيريا.

ماذا كان رد الفعل؟

وكان رؤساء سابقون وسياسيون مخضرمون وكبار فقهاء من بين الذين حزنوا على خسارة جينسبورج يوم الجمعة. وأشادوا بجوائزها وأشادوا بالتزامها بحقوق المرأة.

ووصفها الرئيس السابق جيمي كارتر بأنها "امرأة عظيمة حقًا"، وكتب في بيان: "عقل قانوني قوي ومدافع قوي عن المساواة بين الجنسين، لقد كانت منارة للعدالة خلال حياتها المهنية الطويلة والرائعة. كنت فخوراً بتعيينها في محكمة الاستئناف الأمريكية عام 1980.

وأشاد الرئيس السابق جورج دبليو بوش بـ"سعيها لتحقيق العدالة والمساواة" ، وقال إن جينسبورج "ألهمت أكثر من جيل واحد من النساء والفتيات".

وقالت هيلاري كلينتون إن جينسبورج كانت مصدر إلهام لها.

كما قدم السياسيون المحافظون احترامهم لجينسبورج.

وقال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام على تويتر "علمت بوفاة القاضي جينسبورج ببالغ الحزن."

وكانت القاضية جينسبورج رائدة وتملك شغفاً هائلاً بقضاياها. عملت بشرف وامتياز كعضو في المحكمة العليا".

وقال إريك ترامب، ابن الرئيس ترامب، إن جينسبورج كانت "امرأة رائعة تتمتع بأخلاقيات عمل مذهلة". وكتب على "تويتر": "لقد كانت محاربة بقناعة حقيقية ولديها احترامي المطلق! فلترقد بسلام ".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان