ما هي جزيرة باربادوس التي قررت عزل إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا ؟
لندن- (بي بي سي):
في تطور جديد أعلنت باربادوس عزمها عزل الملكة إليزابيث من رأس الدولة لتصبح جمهورية.
وقالت حكومة الجزيرة الكاريبية "حان الوقت لترك ماضينا الاستعماري بالكامل وراءنا".
وتهدف باربادوس إلى استكمال تلك العملية بالتزامن مع الذكرى 55 للاستقلال عن بريطانيا في نوفمبر عام 2021.
فما هي حكاية جزيرة باربادوس؟
تعد جزيرة باربادوس، وعاصمتها بريدج تاون، هي إحدى جزر الكاريبي الأكثر ازدهارا واكتظاظا بالسكان، ولقد منحها الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي مستوى معيشة مرتفعا نسبيا.
ويبلغ طول جزيرة باربادوس 21 ميلا وعرضها 14 ميلا، ومساحتها 430 كيلومترا مربعا وعدد سكانها 287 ألف نسمة في 2019.
وتبعد باربادوس حوالي 168 كيلومترا إلى الشرق من جزر سانت فنسينت والغرينادينز، ومسافة 400 كليو متر إلى الشمال الشرقي من ترينيداد وتوباغو. وتقع بربادوس خارج حزام الأعاصير الرئيسي في المحيط الأطلسي.
وتشتهر المستعمرة البريطانية السابقة بشواطئها ولعبة الكريكيت، رياضتها الوطنية، وبتراث مزدوج: الأول هو التراث الإنجليزي الواضح في كنائسها الأنغليكانية المبنية بالحجارة، والثاني هو التراث الأفريقي الذي ينعكس في موسيقاها ورقصها.
وكانت باربادوس تعتمد في الماضي بشدة على تصدير السكر كمصدر رئيسي لإيراداتها، ولكن في العقود الأخيرة تنوع الاقتصاد ليشمل السياحة والأنشطة المالية، كما أن لديها احتياطيات بحرية من النفط والغاز الطبيعي.
النظام السياسي والإعلام
وحتى التطور الأخير كان النظام السياسي يقوم على أن رأس الدولة هي الملكة اليزابيث الثانية ويمثلها الحاكم العام، ورئيس الوزراء وهي ميا موتلي.
وأعاد فوزها حزب العمال إلى السلطة لأول مرة منذ عقد من الزمان، بعد أن ألحقت هزيمة ساحقة بحزب العمل الديمقراطي الحاكم (DLP) من خلال الفوز بجميع المقاعد في البرلمان.
وكانت هذه النتيجة تعني أن مجلس النواب في باربادوس بات بدون معارضة رسمية.
وتخلو وسائل الإعلام في الجزيرة من الرقابة وسيطرة الدولة.
كما إن جميع الصحف مملوكة للقطاع الخاص، وهناك مزيج من المحطات الإذاعية الخاصة والعامة.
وتدار المحطة التلفزيونية الوحيدة من قبل هيئة الإذاعة الكاريبية المملوكة للحكومة، وتعرض مجموعة كبيرة من الآراء السياسية.
وبعد تفشي وباء كورونا وانتشار العمل من المنزل احتلت باربادوس مكانا في الأخبار بإصدارها تأشيرة العمل عن بعد، وهي تأشيرة مفتوحة للمتقدمين من جميع أنحاء العالم ، مقابل دفع ألفي دولار للفرد، أو3 آلاف دولار للأسرة.
بعض الأحداث الرئيسية في تاريخ باربادوس
1536 المستكشف البرتغالي بيدرو كامبوس يزور الجزيرة.
1627 نقل الكابتن هنري باول مجموعة من المستوطنين الإنجليز للجزيرة والذين أسسوا مستعمرة هناك، وقاموا بتطويرها بعد ذلك كاقتصاد قائم على مزارع السكر باستخدام العبيد الذين تم جلبهم من إفريقيا.
1834 إلغاء العبودية.
1937 اندلاع أعمال الشغب بسبب الظروف الاقتصادية السيئة، وقد تم إرسال لجنة ملكية بريطانية للتحقيق في تلك الأوضاع، وتأسيس حزب العمل في بربادوس (BLP) على يد غرانتلي آدامز.
1958-1962 أصبحت باربادوس عضوا في اتحاد جزر الهند الغربية الذي ترعاه بريطانيا، والذي أصبح غرانتلي آدامز أول رئيس وزراء له.
1961 منحت باربادوس الحكم الذاتي الداخلي الكامل ليصبح زعيم حزب العمل الديمقراطي إيرول بارو رئيسا للوزراء.
1966 استقلت باربادوس مع استمرار إيرول بارو كرئيس للوزراء.
ليست المرة الأولى
وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها سياسيون في بربادوس عن نيتهم في أن تصبح بلادهم جمهورية.
فقد سبق وقال إيرول بارو، أول رئيس وزراء لباربادوس بعد حصولها على الاستقلال، إن البلاد يجب ألا تظل "تتسكع في المرحلة الاستعمارية".
كما أن بارو ليس هو الصوت الوحيد في باربادوس الذي يقترح التخلي عن النظام الملكي. فقد أوصت لجنة مراجعة الدستور في البلاد بتحويل باربادوس إلى جمهورية في عام 1998.
كما دافع، فريوندل ستيورات، رئيس الوزراء السابق عن موقف موتلي في "الانتقال من النظام الملكي إلى الجمهوري في المستقبل القريب جدا".
ومن جانبه، قال قصر باكنغهام إن الأمر يتعلق بحكومة باربادوس وشعبها.
وقال مصدر في القصر إن الفكرة "لم تكن مفاجئة"، و إنها "نوقشت وذكرت علنا مرات عديدة"، بحسب ما قاله مراسل بي بي سي للشؤون الملكية، جوني ديموند.
ولن تكون باربادوس أول مستعمرة بريطانية سابقة في منطقة البحر الكاريبي تصبح جمهورية. فقد اتخذت غيانا هذه الخطوة في عام 1970، بعد أقل من أربع سنوات من حصولها على الاستقلال عن بريطانيا. وحذت ترينيداد وتوباغو حذوها عام 1976، ودومينيكا عام 1978.
وظلت الدول الثلاث داخل الكومنولث، وهو اتحاد فضفاض للمستعمرات البريطانية السابقة والدول التابعة لها حاليا، إلى جانب بعض الدول التي ليس لها روابط تاريخية مع بريطانيا.
ويقول جيمس لانديل، محرر الشؤون الدبلوماسية في بي بي سي، إنه من غير المعتاد أن يزيل بلد ما الملكة من رئاسة الدولة. وكانت موريشيوس آخر دولة تفعل ذلك في عام 1992.
وسيكون من المثير للاهتمام - بحسب ما يقوله المراسل - إن كانت هذه الخطوة، وفي سياق حركة "حياة السود مهمة" ستضع ضغوطا سياسية على حكومات الكاريبي الأخرى لتحذو حذو باربادوس.
وكان رئيس الوزراء الجامايكي أندرو هولنيس قد أعلن مؤخرا أنه سيجري استفتاء بهذا الشأن ومقترحات أخرى للإصلاح الدستوري.
وكانت بريطانيا قد اعتذرت لدول الكاريبي عن تاريخها الاستعماري في الجزر.
فيديو قد يعجبك: