صحف إماراتية وبحرينية عن توقيع السلام مع إسرائيل: "يوم لتصحيح التاريخ"
كتبت- رنا أسامة:
احتفت صحف إماراتية وبحرينية باتفاق السلام "التاريخي" المُنتظر توقيعه، اليوم الثلاثاء، بين إسرائيل وكلٍ من دولة الإمارات ومملكة البحرين، مُعتبرين أنه يوم سيُخلّد في التاريخ باعتباره "فاتحة لعهد جديد" بالشرق الأوسط، تُغلّب فيها لغة الحوار والتكاتف لتحقيق السلام، مُستنكرين في الوقت نفسه الأصوات المُعارضة لتلك الخطوة.
يأتي ذلك فيما يستضيف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، مراسم توقيع اتفاقيّ تطبيع علاقات إسرائيل مع الإمارات والبحرين. وسيحضر الحفل المُقام في البيت الأبيض، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزيرا خارجية الإمارات والبحرين، في خطوة تمثل إيذانا بحقبة جديدة في الشرق الأوسط، فيما يتعلق بالاعتراف بإسرائيل.
"يوم لتصحيح التاريخ"
في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان "يوم لتصحيح التاريخ"، قالت صحيفة "الوطن" الإماراتية إن 15 سبتمبر 2020 سيكون "يومًا سيخلده تاريخ البشرية طويلاً لما يشهده من حدث عالمي يتمثل بتوقيع معاهدة السلام بين دولتي الإمارات وإسرائيل، وهو يحمل الخير والأمل،.....، وسيكون تصحيحًا لمسار التاريخ الذي يريد كل المخلصون أن تكون بوصلته باتجاه السلام وجعله الأساس في التعامل مع جميع القضايا والأحداث".
وأكّدت أن "دولة الإمارات التي هي دائمًا محط أنظار العالم بإنجازاتها وتطورها ومبادراتها واستراتيجياتها العملاقة، سوف تقدم للعالم اليوم ومعها مملكة البحرين الشقيقة، مثالاً متفردًا على شجاعة القرارات التاريخية والسيادية التي تهدف لتعزيز فرص السلام والعمل نحو شرق أوسط جديد بحُلة مختلفة عما اعتاد العالم رؤيته لعقود..".
وأشارت إلى أن هذه الخطوة من شأنها أن تساهم في "حماية حقوق القضية الفلسطينية وتقريب وجهات النظر لإيجاد الحل العادل والشامل الذي ينهي صراعاً طويلاً يحتاج الحكمة والواقعية في التعامل".
وختمت: "سيكون تاريخ الثلاثاء 15 سبتمبر محطة مفصلية وتوجهًا مباشرًا نحو تحقيق واحدة من أهم وأقدس الغايات النبيلة والمتمثلة بالسلام، وهي دعوة مفتوحة لكل من يعتقد أنه سيكون في وضع أفضل بعيدًا عن السلام لأن يفكر ويجري المحاكمات اللازمة ليصحو ويسير في الطريق الصحيح".
"صفحة جديدة"
وبالمثل، قالت صحيفة "الاتحاد" إن "الشرق الأوسط على موعد اليوم مع بداية جديدة لسلام مختلف، يخترق الجدار المسدود، ويفتح نافذة للمستقبل، ويمنح أملاً لشعوب المنطقة، بأن الحوار قادر على التغيير".
وتابعت في افتتاحيتها بعنوان "صفحة جديدة": "في البيت الأبيض، إنجاز يتخطى توقيع معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، وإعلان السلام بين مملكة البحرين وإسرائيل، شعاره التعاون في خدمة الإنسانية، وإيجاد الفرص لأجيال قادمة، لمواجهة التحديات."
وأضافت: "اختيار شجاع للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أكد قبل أي أولوية للتعاون مع إسرائيل، على الالتزام بحل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، ودعم الشعب الفلسطيني"، مشددة على أنه "لا بديل عن الحل العادل والدائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي..".
واختتمت بالقول: "إنها مرحلة جديدة في الشرق الأوسط قادرة على إحداث السلام والاستقرار والأمن والتعامل مع تحديات المستقبل. فرصة لبناء السلام بين الشعوب، القادر وحده على طي صفحة الكراهية والعداء، وفتح صفحة جديدة لأجيال وأجيال قادمة".
"رسالة سلام"
وتحت عنوان "الإمارات رسالة سلام"، كتبت صحيفة "البيان": "التحول الاستراتيجي الذي يقود إليه قرار الإمارات الشجاع في معاهدة السلام مع إسرائيل، وما يحدثه هذا القرار التاريخي من تأثير إيجابي في المنطقة ككل،....،أمر ينسجم مع نهج الإمارات ورسالتها العالمية في نشر السلم والأخوة الإنسانية، والحلول السياسية للنزاعات، بدل الصراعات التي علمنا التاريخ أنها لا تؤتي ثماراً غير الويلات على البشرية جمعاء".
وتابعت: "الإمارات رسالة سلام للعالم أجمع، كانت منذ تأسيسها، وستبقى على الدوام، منارة لنشر قيم السلام والتسامح والأخوة بين البشر، والحوار، وإعلاء مصلحة الإنسان أينما كان، وتمكينه وحفظ استقراره، وتعظيم ازدهاره ورفاهه..".
وأشارت إلى أن "الإمارات بتوقيعها لمعاهدة السلام اليوم مع إسرائيل، تعبر بالمنطقة في اختراق استراتيجي، من حالة الجمود التي عاشتها لعقود، نحو تغيير إيجابي حقيقي، يبعث برسالة إلى الجميع، بأن السلام ممكن...".
وأضافت: "رسالة السلام التي تبثها الإمارات اليوم، ينتظرها كثيرون من دول وشعوب، ليحذوا حذوها نحو طريق يمهد لفرص حقيقية للسلام والاستقرار والتنمية، ونبذ الصراع".
"ماذا بعد؟"
فيما عرج علي شاهين الجزاف في مقال بصحيفة "الوطن" البحرينية، إلى ما بعد توقيع معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل وإعلان تأييد السلام بين مملكة البحرين وإسرائيل، محذرًا من مخططات إخوانية وإيرانية خبيثة مُحتملة.
وقال إن "قرار السلام مع إسرائيل سيجعل من طاولة المفاوضات تتم بشكل مباشر دون وسطاء مزيفين أو مزايدين على القضية الفلسطينية، وأظن أن الشعب الفلسطيني الشريف يثق في مثل هذه الخطوات أكثر من ثقتهم بأبناء جلدتهم، لذلك نجد أن المشاريع الخيرية الخليجية الموجهة بشكل مباشر للشعب الفلسطيني ومنها مشاريع إماراتية وبحرينية كثيرة وناجحة".
وتوقّع أن "تكون الخطوة التالية من جماعة الإخوان وإيران كحزب الله وحماس، افتعال المشاكل مع الإسرائيليين، ومحاولة إحراج الدول الموقعة على معاهدات سلام مع إسرائيل، بهدف خداع بعض الشعوب العربية وإيهامهم بأن اتفاقيات ومعاهدات السلام مع إسرائيل لم تكن ناجحة".
وأضاف: "كما سيسعوا لتثبيت زعم سياسة الخيانة والمؤامرة واتهامهم فيها دول عربية دخلت في تلك الاتفاقيات والمعاهدات بهدف شحن الشعب الفلسطيني وبعض الشعوب العربية ضد تلك الدول".
ودعا إلى ضرورة "الوعي والحذر من تلك المخططات التي لا استبعد حدوثها مستقبلاً، فهؤلاء لا يريدون السلام ولا يرغبون في وضع حلول للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي حتى لا يخسروا سطوتهم في المنطقة، وحتى تبقى جيوبهم عامرة بأموال غيرهم".
لماذا الاحتجاج؟
من جهةٍ أخرى، استنكر عبدالمنعم إبراهيم في عمود "مسافات" بصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، الأصوات المناهضة للسلام البحريني والإماراتي مع إسرائيل.
وكتب "في الوقت الذي تستنكر وترفض بعض الأصوات اتفاقيات السلام وإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والبحرين من جهة وبين إسرائيل من جهة أخرى، تتناسى هذه الأصوات أن هناك علاقات سياسية مشتركة بين الفلسطينيين أنفسهم وبين إسرائيل منذ أن وقع الزعيم الفلسطيني (ياسر عرفات) اتفاقية أوسلو للسلام مع رئيس وزراء إسرائيل آنذاك (إسحاق رابين) في واشنطن عام 1993 بحضور الرئيس الأمريكي الأسبق (بيل كلنتون)".
وأشار إلى أن "هناك (اتفاقيات أمنية) مشتركة بين (السلطة الفلسطينية) وإسرائيل، والتي تم تجميد العمل بها من قبل القيادة الفلسطينية مؤخراً احتجاجاً على سياسة إسرائيل في ضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وغور الأردن".
وتابع: "كل هذا التطبيع الفلسطيني - الإسرائيلي يحدث يوميا منذ عام 1993 حتى الآن، ولم تحتج أي دولة عربية على ذلك، واستمرت دول الخليج تقدم دعمها المالي والإعلامي والدبلوماسي للسلطة الفلسطينية من دون أي منةٍ أو استعلاء، بل بكرم سخي وإخلاص وطني وقومي تجاه الشعب الفلسطيني".
واختتم متسائلًا: "لماذا تحتج (السلطة الفلسطينية) وبعض الأصوات حين تُقدِم كل من الإمارات والبحرين على إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، حين وجدت قيادة كلا البلدين (الإمارات والبحرين) أن المصلحة الوطنية تقتضي إقامة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل؟.. لماذا يحق لتركيا وقطر والسلطة الفلسطينية أن تطبّع العلاقات مع إسرائيل ولا يحق للإمارات والبحرين ذلك؟!".
فيديو قد يعجبك: