محادثات "تاريخية" بين الحكومة الأفغانية وطالبان في الدوحة
كابول- (أ ف ب):
تبدأ الحكومة الأفغانية وحركة طالبان المتطرفة في العاصمة القطرية، اليوم السبت، محادثات سلام تاريخية ترمي لإنهاء ما يقرب من عقدين من الحرب، رغم الآمال الضئيلة بشأن عقد اتفاق سلام قريبا.
وتنطلق المفاوضات المدعومة من الولايات المتحدة بحضور وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بين العدوين اللدودين بعد ستة أشهر من الموعد المقرر، بسبب خلافات مريرة حول صفقة تبادل أسرى مثيرة للجدل تم الاتفاق عليها في فبراير الماضي.
وستدور المحادثات بعد يوم من الذكرى الـ19 لهجمات 11 سبتمبر 2001 التي دفعت الولايات المتحدة إلى غزو أفغانستان وإطاحة نظام طالبان الذي كان يأوي زعيم تنظيم القاعدة المتطرف أسامة بن لادن قبل مقتله.
وقال بومبيو للصحافيين أثناء سفره إلى قطر إنه يجب على الجانبين توضيح "طريقة دفع بلادهم إلى الأمام للحد من العنف وتقديم ما يطالب به الشعب الأفغاني، أفغانستان متصالحة مع حكومة تعكس دولة ليست في حالة حرب".
وستعقد المحادثات في غرفة اجتماعات كبيرة في فندق ضخم حيث تم توزيع المقاعد على مسافات متباعدة اجتماعيا في مقابل لافتة كتب عليها "مفاوضات السلام الأفغانية" بأربع لغات.
وبدأ المندوبون في الوصول منذ الفجر إلى الموقع الذي استضاف توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان في فبراير، مما مهد الطريق للمحادثات.
وضغط الرئيس الأميركي دونالد ترامب المرشح لولاية ثانية في الانتخابات المقررة في نوفمبر، باتجاه سحب القوات الاميركية وإنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة بدأت قبل ما يقرب من 20 عاما عندما غزت واشنطن أفغانستان.
وقد يستغرق التوصّل إلى اتفاق سلام شامل سنوات، وسيعتمد ذلك على استعداد كلا الجانبين لإيجاد مقاربة مشتركة لطريقة الحكم في بلدهما.
وستسعى حركة طالبان التي رفضت الاعتراف بحكومة الرئيس أشرف غني إلى إعادة بناء أفغانستان لتصبح "إمارة" إسلامية، بينما ستعمل إدارة غني على الحفاظ على الوضع الراهن المدعوم من الغرب لجمهورية دستورية كرّست العديد من الحقوق بما في ذلك مزيد من الحريات للمرأة.
قال عبيد الله (50 عاما) وهو من سكان كابول "كانت لحيتي سوداء عندما بدأت الحرب، الآن أصبحت بيضاء وما زلنا في حالة حرب".
وأضاف الموظف المتقاعد "لا أعتقد أن الحرب ستنتهي قريبا، فأنا مشكك بشأن المحادثات لأن الجانبين يريدان تنفيذ أجندتهما الكاملة".
ويخشى كثير من الأفغان أن تؤدي عودة طالبان للسلطة بشكل جزئي أو كامل إلى إعادة ترسيخ الشريعة الإسلامية.
ودعت هيومن رايتس ووتش جميع المشاركين في المحادثات إلى التعهد بدعم الحقوق الأساسية وهم يقرّرون مستقبل البلاد.
واعتبرت في بيان أنّ "جميع المشاركين في أي حكومة أفغانية مستقبلية يجب أن يلتزموا بالمؤسسات والعمليات التي تدعم حقوق المرأة والصحافة الحرة، وإنهاء التعذيب في الحجز، وضمان العدالة للمنتهكة حقوقهم".
وأعلن المتمردون "انتصارهم" في شباط/فبراير بعد توقيع اتفاق بوساطة قطرية مع واشنطن حدّد جدولا زمنيا للمحادثات.
وقادت قطر بهدوء جهود الوساطة التي تعقّدت بسبب أعمال العنف في أفغانستان وأزمة فيروس كورونا المستجد، حيث أكد كبير مفاوضي الدوحة مطلق القحطاني الخميس على "قوة الدبلوماسية".
وكانت قطر دعت حركة طالبان لفتح مكتب سياسي في الدوحة عام 2013 وساعدت في التوسط في اتفاق شباط/فبراير لسحب القوات بين واشنطن والحركة.
وأدى هذا الامر إلى توترات بعدما رفعت طالبان علمها في مكتبها مما أثار الغضب في كابول.
وحُمل يوم الجمعة علمان وطنيان أفغانيان إلى فندق الدوحة الفاخر الذي يستضيف المحادثات، فيما اصطف عناصر طالبان إلى جانب وسائل الإعلام ومتعهدي تقديم الطعام لإجراء اختبارات فيروس كورونا قبل المحادثات.
وحتى لو توصلت طالبان والحكومة الأفغانية إلى اتفاق في نهاية المطاف، فإن المرحلة المقبلة تبقى مبهمة.
وأكّدت الولايات المتحدة أن مستقبل أفغانستان أصبح الآن في أيدي الأفغان واعتبرت أنه إذا انهارت عملية السلام ووقعت حرب أهلية فهذه مسؤوليتهم.
وقالت كريستين فير الخبيرة في شؤون جنوب آسيا من جامعة جورجتاون "لنكن واضحين: هذا ليس تفاوضا بشأن السلام. هذا يتعلق بخروج الولايات المتحدة" من البلاد.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: