لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"نهاية العالم أم مشهد من المريخ؟".. سماء كاليفورنيا أصبحت برتقالية (صور)

01:19 م الخميس 10 سبتمبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- رنا أسامة:

استفاقت منطقة خليج كاليفورنيا أمس الأربعاء على مشهد من كوكب المريخ. وغطّى اللونان البرتقالي والأحمر سماء مدن سان فرانسيسكو وأوكلاند وبيركلي، وسط تساقط الرماد، فيما استعرت حرائق الغابات الكائنة على مسافة بعيدة.

قال خبير الأرصاد الجوية في شبكة "سي إن إن" الأمريكية جودسون جونز: "عندما يصبح الدخان والرماد أكثر كثافة بالقرب من حرائق الغابات، يمكن أن يقطع ضوء الشمس تمامًا، ليجعله يبدو وكأنه ليل مُظلم".

"نهاية العالم"

وأشعل السكان الأنوار، ونظروا إلى سماء مظلمة مُحلاة بلون الصدأ، ما أربك بعضهم ظنًا منهم أن الوقت لا يزال ليلًا. وحملت الرياح دخان حرائق الغابات من بعيد، على بُعد أكثر من 200 ميل، ومع ذلك يمكن الشعور بوجودهما في منطقة خليج كاليفورنيا. وشهدت أماكن أخرى توهجًا مماثلًا للسماء كما لو أنها نهاية العالم، بحسب الـ"سي إن إن".

ونقلت صحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل" عن مواطنة مُقيمة في منطقة ويست بورتال، تُدعى كاثرين جيزلين، قولها "إنها تبدو وكأنها نهاية العالم".

وتابعت: "من المقلق رؤية استمرار الظلمة. وسيبدو غريباً تناول الغداء في الظلام. لكن عليك متابعة يومك".

وأدت أعمدة الدخان الهائلة الناتجة عن حرائق الغابات المستعرة في جميع أنحاء كاليفورنيا إلى أطول فترة من التنبيهات غير الصحية لجودة الهواء المسجلة في منطقة الخليج، مع 25 يومًا متتاليًا من التنبيهات. وقالت المتحدثة باسم المنطقة، لـ"سي إن إن": "كان الرقم القياسي السابق 14 يومًا متتاليًا خلال عام 2018".

وأتت الحرائق على أكثر من 28 مليون فدان من أراضي الولاية، وأودت بحياة ما لا يقل عن 8 أشخاص. فيما ينخرط نحو 14 ألف عامل إطفاء في مواجهة نشوب حرائق في 28 موقعًا بجميع أنحاء كاليفورنيا، وسط موجة حرّ غير مسبوقة.

"سماء المريخ"

وقال جونز: "الدخان والرماد يبدوان كنسخة الطبيعة لفلتر إنستجرام.. الجزيئات الموجودة في الهواء تكسر ضوء الشمس على غرار الطريقة التي تعمل بها جزيئات الهواء الصغيرة عندما تغرب الشمس أو تشرق".

وغطت سماء برتقالية سان فرانسيسكو، ما جعل الأمريكية زنيها باتيل تشعر وكأنها على كوكب آخر.

وكتبت باتيل: "كان الأمر سرياليًا.. شعرت وكأنني استيقظت على سماء المريخ!"

ووفق وسائل إعلام محلية، بدا الوقت وكأنه ساعة الفجر مع أن الساعة كانت الـ10:45 صباحًا، وقد كافحت أشعة الشمس لاختراق الدخان الكثيف.

ووثّقت أمريكية من أوكلاند، تُدعى ميشيل ماكيون، منازل في الحيّ الذي تقطن به مُضاءة الساعة 10 صباحًا، بصورة نشرتها على حسابها عبر إنستجرام.

View this post on Instagram

View from living room. Notice the lights are on at almost 10AM. 😱

A post shared by mckpez (@mckpez) on

وقالت ماكيون لـ"سي إن إن": "إنه شعور غريب ومروع ومخيف، لقد عشت في منطقة الخليج منذ عام 1988 ولم أشهد مثل هذا الهلاك القادم من السماء".

وتحلّت السماء باللون الأحمر فوق متجر لبيع الملابس القديمة في أوكلاند. وقالت مايا ميسوريانو، مالكة أحد المتاجر رغم أن السماء بدت بهذا الشكل فإنها لم تكن رائحتها مثل الدخان.

وقال الخبراء إن هذا الدخان تسبب أيضًا في وهج السماء البرتقالي.

وأوضحت إدارة جودة الهواء في منطقة الخليج في الولاية على تويتر، أن جزيئات الدخان المنبعثة من حرائق الغابات "تسمح فقط للضوء الأصفر البرتقالي والأحمر بالوصول إلى السطح، ما يجعل السماء تبدو برتقالية".

وقال الخبير بريان جارسيا من هيئة الأرصاد الجوية الوطنية لـ"سان فرنسيسكو كرونيكل"، إن هذا المشهد "ليس مألوفًا؛ لأنه يتطلب ظروفًا محددة للغاية من أجل حدوثه" وتابع: "من الواضح أنك تحتاج إلى حرائق ينتج عنها دخان كثيف".

ويتوقع الخبراء تكرار ظواهر مماثلة في الأيام المقبلة مع استمرار حرائق الغابات.

"تغير المناخ"

وحاول عالم المناخ بيتر جليك التقاط السماء المظلمة حول منزله في بيركلي أمس الأربعاء، لكنه قال إن الكاميرا لا تنصفه.

وقال جليك للشبكة الأمريكية: "لقد عشت في شمال كاليفورنيا منذ عام 1978. لم أر أبدًا سماء كهذه. إنها مثل منتصف الليل هناك الآن (الساعة 10:15 صباحًا)".

وبحسب الـ"سي إن إن"، فإن جليك -مؤسس معهد المحيط الهادئ، وهو مركز أبحاث مستقل غير حزبي للمناخ والمياه في أوكلاند، ودرس علوم المناخ لمدة 35 عامًا-، اعتبر أن ما رآه خارج نافذته "علامة على تغير المناخ".

وأضاف: "تغير المناخ يؤثر بشكل واضح ولا لبس فيه على حرائق الغابات: ارتفاع درجات الحرارة، والمزيد من الجفاف، والمزيد من الأشجار الميتة، والطقس القاسي- بما في ذلك الرياح".

وغرّد جليك على حسابه عبر تويتر بصورة كتب عليها: "إنها الصفقة الخضراء الجديدة (وهي مجموعة من برامج التحفيز الاقتصادي المقترحة في الولايات المتحدة بهدف معالجة تغير المناخ)، أو نهاية العالم الأحمر. الخيار لكم".

فيديو قد يعجبك: