إعلان

غمر أحياء ودمر جسورا.. النيل يُغرق السودان وتحذيرات "من الأسوأ" (صور)

11:37 ص الأحد 30 أغسطس 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

تواصل مناسيب النيل في السودان تسجيل أرقام غير مسبوقة منذ أكثر من 100 عام، بما يُنذر بفيضانات مُدمرة قد تتجاوز في حِدتها فيضانات عاميّ 1946 و1988 التي خلّفت دمارًا كبيرًا وأوقعت خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، حسبما أعلن في وقت سابق وزير الموارد المائية والري السوداني ياسر عباس.

وحذّرت لجنة الفيضانات بوزارة الري والموارد المائية السودانية من تسجيل أرقام مسبوقة خلال اليومين القادمين، مُشيرة إلى أن محطات الرصد الأرضية وصور الأقمار الإصطناعية بالهضبة الإثيوبية والسودان أظهرت أن متوسط الأمطار في أعلى حوض النيل الأزرقف في أيام 26 و27 و28 أغسطس الجاري ستؤدي لزيادة في وارد محطة "الديم" عند الحدود السودانية-الإثيوبية، اليوم الأحد، ليكون وارد النيل الأزرق في حدود 967 مليون متر مكعب.

"فيضان السودان"

وغمرت المياه التي خرجت من مجرى النيلين الأزرق والأبيض ونهر النيل، عددًا من المناطق والأحياء بالعاصمة السودانية الخرطوم، ودمرت جسورًا وقرى من بولاية الجزيرة على مجرى النيل الأزرق. وبلغت حصيلة القرى المدمرة كليا أو جزئيًا نحو 40 ألف قرية، معظمها في ولايات الجزيرة والبحر الأحمر وكسلا، وفق لجنة الفيضانات بزاري الموارد المائية والري السودانية.

وفي سابقة وُصِفت بأنها الأولى من نوعها، غمرت المياه مسجد "النيلين" بأم درمان، الذي يعد من أبرز المعالم التاريخية بالعاصمة الخرطوم. كما أظهرت صور متداولة على مواقع التواصل التواصل الاجتماعي غمر المياه لمسجد "حي السلام" بمدينة العيلفون، ولم تقم به صلاة الجمعة لأول مرة منذ إنشائه

وتحت هاشتاج "#فيضان_السودان"، أظهرت مقاطع فيديو نشرها نشطاء سودانون على مواقع التواصل الاجتماعي، غمر المياه المتدفقة من النيل الأزرق لأحد الطرق السريعة الذي يربط العاصمة الخرطوم بولاية الجزيرة بوسط البلاد، وحصار المياه منازل المواطنين بعدد من القرى والأرياف على جانبي الطريق.

وفي مقطع فيديو ثانٍ، ظهر مواطنون يحاولون أن يُشكّلوا بأجسامهم "متاريس" للتصدي لمياه الفيضان المندفعة بغزارة نحو مساكنهم.

كما تدفقت مياه النيل الأبيض من أحد الجسور الرئيسية التي تربط مدينة أم درمان بالخرطوم. وبحسب المجلس القومي للدفاع المدني بالسودان، تتركز أبرز المناطق المُتضررة من السيول والأمطار منذ بداية مرسم الأمطار في ولايات الخرطوم والبحر الأحمر وكسلا وشمال دارفور وولاية الجزيرة.

"تحذير من الأسوأ"

وحذّر مسؤولون من أن الأسوأ لم يأت بعد. فيما استبعد وزير الري السوداني ارتباط الزيادة الكبيرة في المياه بسد النهضة أو التغير في المناخ. وقال الوزير ياسر عباس في مؤتمر صحفي بالخرطوم، الخميس، إن قياس المياه في محطة الخرطوم، 17.43 متر، سيتوالى الارتفاع بواحد سنتيمتر يوميا، إلى حين تتوقف مياه الأمطار المتدفقة من الهضبة الإثيوبية.

وناشد المواطنين الاستعداد للمساهمة في حماية مناطقهم وقراهم، منبها إلى أن وحدة الإنذار المبكر تتوقع تسجيل مستويات عالية في مناسيب المياه خلال الأسبوع المقبل.

ويُتوقع، وفق لجنة الفيضانات، أن تسجل، الأحد، محطات مدني ٢٠.٥٣ مترًا، وشندي ١٨.٠٦مترًا، وعطبرة ١٦.٤٧مترًا. ودعت اللجنة الجهات المختصة والمواطنين إتخاذ الحيطة والحذر حفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم، وفق صحيفة "المشهد السوداني".

وتسببت السيول خلال موسم الأمطار الحالي في انهيار كلي وجزئي لقرابة 40 ألف منزل، بجانب تضرر عدد كبير للمرافق الخدمية والتعليمية. وأكد عباس أن إدارات الوزارة تعمل على مدار الساعة مع الجهات المعنية لمراقبة الموقف وأعداد القراءات وتنبؤات الفيضانات للتقليل من أثار الفيضان.

فيما توقع رئيس لجنة الفيضان بالوزارة، عبدالرحمن صغيرون، زيادة كبيرة في إيرادات المياه التي يحملها النيل الأزرق ونهر عطبرة، مشيرا إلى أن القياسات بلغت حوالي 837 مليون متر مكعب، بزيادة 20 مليون متر مكعب في قراءات يوم الأربعاء.

وأشار صغيرون إلى أن ارتفاع المياه في محطة الخرطوم بلغت زيادته، الخميس، في حدود 3 سنتيمترات، وهو ما يُهدد المناطق الواقعة على ضفاف نهري النيل وعطبرة.

كما كشف صغيرون، عن ارتفاع مناسيب المياه في غالبية محطات المياه في البلاد، وهي قياسات تتجاوز المُسجّلة في سبتمبر من العام الماضي، وقال "حسب التنبؤات لا نتوقع انحسارا في المياه الأيام المقبلة".

كانت الحكومة السودانية أعلنت حالة الاستنفار القصوى لتفادي وقوع خسائر وأضرار بسبب السيول والأمطار المتوقعة لهذا الموسم.

وأدت فيضانات السودان عام 1988 إلى مصرع المئات، وألحقت دمارا كبيرًا بالعاصمة الخرطوم ومناطق واسعة من البلاد، وفاقت أعداد المتأثرين الملايين، ما حدا بحكومة رئيس الوزراء الأسبق، الصادق المهدي، إلى إعلان الطوارئ في البلاد لمدة 6 أشهر.

"حشد حكومي"

بدوره، وجّه رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك باستمرار التنسيق الفعّال بين كُلّ مؤسسات وأجهزة الدولة، وعلى رأسها المجلس القومي للدفاع المدني في هذا النفير الوطني الكبير الذي ظلوا يقومون به خلال الفترة الماضية، وتعزيز التنسيق الكامل فيما بينهم ومع كافة قطاعات المجتمع المدني، لحشد كافة الموارد المادية والبشرية الممكنة للعمل على تخفيف حدة الفيضان على المواطنين.

وغرّد على حسابه الموثّق عبر تويتر، الأحد: "نعمل بالتوازي لوضع الخطط للتعامل الجذري مع الفيضان مستقبلا. حفظ الله السودان وشعب السودان"، مُشيرًا إلى أن "مناسيب النيل وروافده هذا العام، وبحسب وزارة الري والموارد المائية، غير مسبوقة منذ ١٩١٢".

وتابع :"فيضان هذا العام أدى لخسائر مفجعة وموجعة في الأرواح والممتلكات".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان