أزمة الطواقم الصحية في زيمبابوي تزداد مع تصاعد إصابات كورونا
هراري - (أ ف ب)
أثارت صور صادمة لسبعة أطفال حديثي الولادة متوفين وموضوعين بشكل منفصل في ملاءات خضراء داخل مستشفى في زيمبابوي غضبا شعبيا.
ففي ليلة واحدة الأسبوع الماضي، ولد سبعة أطفال من أصل ثمانية متوفين في مستشفى حكومي في عاصمة زيمبابوي، وحذر الأطباء من أن هذا الحادث هو مجرد جزء صغير من الوضع الصحي الرهيب في هذه الدولة الواقعة في جنوب إفريقيا.
يوشك نظام الرعاية الصحية أز ينهار مع النقص في الأدوية والمعدات الأساسية والعاملين المنهكين وتدني الأجور.
ويقول خبراء أن للأزمة الصحية جذورها في الانهيار الاقتصادي الأكبر في البلاد والذي تسبب بعودة التضخم وإغلاق المصانع ودفع معدل البطالة الرسمي إلى ما يقدر بـ 90 في المئة، كما أغرق غالبية السكان في الفقر المدقع.
واضيف فيروس كورونا المستجد إلى الأزمتين.
كان الممرضون في أنحاء البلاد يطالبون منذ أشهر بزيادة الأجور وتأمين معدات الحماية من وباء كوفيد-19، وانضمت إليهم مجموعة كبيرة من الأطباء البارزين والمتدربين.
وناشد إيمرسون منانجاوا رئيس زيمبابوي التي توفي وزير الزراعة فيها بيرانس شيري بالفيروس الأسبوع الماضي، العاملين الصحيين بذل اقصى الجهود في مواجهة الوباء السريع الانتشار.
وسجلت زيمبابوي ليل السبت الأحد 490 إصابة، وهو أكبر عدد من الإصابات بكوفيد-19 يرصد في البلاد في 24 ساعة.
ويبلغ العدد الإجمالي للإصابات التي سجلت حتى الآن 3659 فيما ارتفع عدد الوفيات أكثر من الضعف إلى 69 خلال عشرة أيام.
وقال منانجاوا الجمعة "أدعو الطاقم الطبي إلى العمل من أجل المصلحة الوطنية وإظهار الشعور بالمسؤولية" مضيفا "إن مطالبكم التي نعترف بها ونعمل على تحقيقها، لا يمكن أن تكون على حساب خسارة الأرواح".
وتابع "عندما ينتشر الوباء ويزيد عدد الوفيات لن يكون هناك رابحون. نموت جميعا".
لكن الممرضين الذين نظموا احتجاجات منفصلة في المستشفيات الحكومية الرئيسية الشهر الماضي، تعهدوا عدم التراجع عن موقفهم حتى تلبى مطالبهم.
وقال رئيس اتحاد الممرضين في المناطق الحضرية والريفية سيمباراشي تافيرينييكا "الممرضون يصابون بالعدوى كل يوم. نحن مجبرون على وضع كمامة "إن 95" نفسها لمدة سبعة أيام والقناع الجراحي لمدة ثلاثة أيام فيما من المفترض استخدام كل منها مرة واحدة والتخلص منها".
وتابع "لا يمكننا الاستمرار في الموت وسنحمي أنفسنا وعائلاتنا من خلال البقاء في المنزل".
"الموت حتمي"
لا وزير صحة في البلاد منذ حوالى شهر.
فقد أقال الرئيس وزير الصحة أوبادييا مويو في 7 يوليو بعد اتهامه بالفساد بسبب منح عقد غير قانوني بقيمة 20 مليون دولار مرتبط بمعدات فحص فيروس كورونا ومعدات واقية.
كما أن معظم المستشفيات العامة ليس لها رؤساء إداريون بعد طردهم بشكل جماعي بسبب مزاعم فساد تتعلق بشراء معدات واقية من الفيروس.
ويعزو الأطباء المضاعفات التي تؤدي إلى وفيات الرضع إلى الصعوبات التي تواجهها الحوامل في الحصول على الرعاية الصحية عند الحاجة.
ويشعر الموظفون القلائل الذين يقومون بواجبهم في المستشفيات الحكومية التي تخدم غالبية السكان الذين يعانون من الفقر، بالإرهاق.
وقال نورمان ماتارا رئيس نقابة اطباء مستشفى زيمبابوي لوكالة فرانس برس إن "الوضع مقلق للغاية".
وأضاف "تمكن طبيب شجاع من التقاط تلك الصورة (للرضع المتوفين) لكن هذا لا شيء مقارنة بالأمور التي تحدث في مستشفيات أخرى".
وتابع "ليس لدينا معدات الوقاية الشخصية وكل ما تفعله الحكومة هو الوعود. لا أدوية في المستشفيات. من الصعب القيام بعملنا".
وبحسب ماتارا، سجلت 15 في المئة من الإصابات بفيروس كورونا في صفوف العاملين الصحيين. وقال "هذه نسبة ضخمة. هذا يظهر أننا معرضون لخطر الإصابة بالعدوى. على هذا النحو لا يمكننا مواصلة العمل بدون ملابس واقية".
وحضت "ذي كوميونيتي ووركينج غروب أون هيلث" وهي مجموعة مجتمعية معنية بالصحة العامة، الرئيس على إصلاح القطاع الصحي بشكل عاجل ووقف الوفيات والمعاناة.
وأشار رئيس المجموعة إيتاي روسيكي إلى أن "هناك نقصا في الجدية السياسية اللازمة لمواجهة التحديات الصحية الحالية".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: