لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

اغتيال الناشطة ريهام يعقوب .. أية رسائل للكاظمي وواشنطن؟

10:55 ص الجمعة 21 أغسطس 2020

تشييع جنازة الناشطة ريهام يعقوب في البصرة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

برلين (دويتشه فيله

رصاصات أسكتت صوت الناشطة العراقية ريهام يعقوب، لكنها لم تسكت مطالبها المتعلقة بالإصلاح ومحاربة الفساد. ما علاقة اغتيال ريهام بالزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء الكاظمي إلى واشنطن ومساعيه لتحجيم دور المليشيات في البلاد؟

شبح الاغتيالات يطارد الناشطين العراقيين في كل مكان، آخر ضحاياه ريهام يعقوب التي قتلت على يد مجهولين في محافظة البصرة جنوب العراق. وقد أشارت التقارير الأمنية إلى أن حادثة اغتيال الناشطة وخبيرة التغذية العراقية ريهام والتي كانت في سيارتها برفقة زميلتها نُفذ برصاص بندقية هجومية كان يلوح بها مسلحان مجهولان يستقلان دراجة نارية وسط المدينة حيث لاذا بالفرار بعد إطلاق النار على السيارة.

ولم يكن حادث اغتيال ريهام الأول من نوعه خلال هذا الأسبوع وإنما الثالث الذي استهدففيه مسلحون نشطاء في المجتمع المدني بعد أن قُتل الناشط تحسين أسامة يوم الجمعة الماضي مماأدى إلى عودةالمظاهرات إلى الشوارع حيث فتحت قوات الأمن الرصاص الحي على المتظاهرين الذين رموا منزل المحافظ بحجارة وقنابل حارقة وأغلقوا العديد من الطرق الرئيسية.

ريهام .. الصورة المكتملة لحراك الشارع

يقول مراقبون للشأن العراقي إن جميعالأشخاص الذين تعرضوا لعمليات ومحاولات اغتيال هم من الناشطين في المظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها مدن ومحافظات عراقية منذ تشرين الأول/ أكتوبرمن العام الماضي للمطالبة بإصلاحات سياسيةواقتصادية وحل مشاكل البطالة في البلاد. "لقد استطاعت رهام يعقوب أن تقدم الصورة المكتملة والرائعة عن الحرك النسوي في العراق عامة والبصرة خاصة"، بحسب ياسر جاسم، الكاتب والصحفي العراقي، الذي أكد في حوار مع DW عربية، "أن عمليات الاغتيال استهدفت الناشطين الذين لديهم أفكار تعارض السلطة والأحزاب الحاكمة".

وكانت ريهام الناشطة في الحركة الاحتجاجية المحلية منذ 2018 وقادت العديد من المسيرات النسائية قد ظهرت في العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي وثقت مشاركاتها في الاحتجاجات.

وكانت الناشطة قد تعرضت لحملة تحريض استهدفت عدداً كبيراً من الناشطين العراقيين بتهمة العمالة للولايات المتحدة والتعامل مع القنصلية الأمريكية. وهنا يشير ياسر جاسم، الكاتب والصحفي العراقي، في حواره مع DW عربية، إلى أن "استهداف ريهام جاء ضمن سلسلة كان بدايتها باستهداف حسين العابدي وزوجته، والمراسل أحمد عبد الصمد، وغيرهم" ويضيف أن "سبب هذا الاستهداف يكمن في الرأي المغاير للأحزاب الحاكمة" موضحاً أن "الأصوات الحرة والشجاعة وقول الرأي المغاير للمتحكمين بالسلطة بات يقلق الكثيرين". مضيفاً: "للأسف أن يتم استهداف صاحب الرأي بعملية تصفية بدلاً من النقاش والحوار معه".

وكانت محافظة البصرة الغنية بالنفط والواقعة جنوب البلاد السباقة في رفضها لفساد الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد، وقد ظهر ذلك جلياً من خلال المظاهرات التي لم تهدأ منذ نحو عام رغم الترويع والقتل الذي لاحق ناشطيها الرافضين، ويرى الدكتور مجاهد سمير، من المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، في حواره مع DW عربية أن مقتل الناشطة ريهام يعقوب والنشطاء الاخرين جاء : "نتاجاً طبيعياً لسيطرة المليشيات على مدينة البصرة".

رسائل من البصرة الى واشنطن

اغتيال ريهام ونشطاء آخرين دفع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى إقالة قائد شرطة البصرة وعدد من مدراء الأمن، إذ قال في تغريدة له على تويتر: "سنقوم بكل ما يلزم لتضطلع القوى الأمنية بواجباتها". تغريدة الإقالة حملت في طياتها تشريحاً لواقع الحال الأليم الذي تعيشه الأجهزة الأمنية وانعكاس ذلك على أمن المدنيين، اذ أكد الكاظمي أن: "التواطؤ مع القتلة أو الخضوع لتهديداتهم مرفوض وسنقوم بكل ما يلزم لتقوم اجهزة وزارة الداخلية والامن بمهمة حماية أمن المجتمع من تهديدات الخارجين على القانون".

تغريدة الكاظمي جاءت من واشنطن التي يزورها رفقة وفد عراقي كبير، حيث التقى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي ناقش معه العديد من القضايا المشتركة خاصة الأمنية منها والدور الإيراني في العراق. ويقول الدكتور مجاهد سمير، من المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، إن الاغتيالات التي حصلت مؤخرا هي: "تحد صريح لسلطة رئيس الوزراء الكاظمي وهي رسالة للولايات المتحدة الامريكية مفادها أن الكاظمي غير مسيطر على العراق وليس باستطاعته السيطرة".

ويشير الدكتور مجاهد سمير، في حوار مع DW عربية، أن سلطة الميليشيات تزداد يوماً بعد يوم ويزداد معها القتل، والكاظمي أمام تحد كبير وعليه إيجاد طرق لإيقاف سيطرة الميليشيات على هذه المدينة وإيقاف عمليات التعدي على الناشطين وإيقاف عمليات القتل التي تطالهم والعمل على حمايتهم باعتبار ان التظاهر حق من الحقوق الأساسية المكتسبة بعد 2003.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن بومبيو أكد للكاظمي دعمه الكامل لحكومته شريطة مضاعفة جهودها لكبح جماح الميليشيات الموالية لإيران. كما نقلت الصحيفة عن بومبيو قوله أمام الصحافيين عقب لقائه بوزير الخارجية العراقي فؤاد حسن أنه: "لا يزال هناك عمل يتعين القيام به. لقد أعاقت الجماعات المسلحة التي لا تخضع للسيطرة الكاملة لرئيس الوزراء تقدمنا".

وأضاف، أنه "يجب استبدال هذه الجماعات بالشرطة المحلية في أسرع وقت". غير أن هذا الهدف لن يتحقق بسهولة بحسب مراقبين نظراً للمكاسب التي حققتها تلك الميليشيات في الفترة الماضية والتي يصعب تجريدهم منها. غير أن مراقبين يؤكدون أن عودة الكاظمي من واشنطن -هذه المرة- سيرافقها قرارات حاسمة تستهدف تقليص سيطرة تلك الميليشيات ، ما ينبئ بتوترات جديدة في عدة مناطق عراقية.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: