لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف تناولت صحافة لبنان الحكم في اغتيال الحريري؟

03:00 م الأربعاء 19 أغسطس 2020

اغتيال الحريري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

بعد مُضي 15 عامًا نطقت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي الحكم في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري، في حضور نجله سعد وعائلة النائب والوزير السابق باسل فليحان الذي توفي مع الحريري.

وأدانت المحكمة، برئاسة القاضي ديفيد راي، أحد المتهمين الأربعة وهو سليم عياش،وقالت إنه لا يوجد دليل على ضلوع قيادة حزب الله أو سوريا في عملية الاغتيال التي وقعت عام 2005، مؤكدة براءة الثلاثة متهمين الآخرين.

تناولت الصحف ووسائل الإعلام الأحكام الصادرة عن المحكمة الدولية الخاصة، أمس الثلاثاء، واعتبرها البعض "خيبة أمل" كوّنت مشاعر إحباط لدى العديد من اللبنانيين الذين انتظروا هذا اليوم التاريخي الذي يُكشف فيه عن ملابسات الجريمة.

"حُكم يريح الحريري الابن"

في مقال بصحيفة النهار تساءل الصحفي والكاتب غسان صليبي عن "كيف لمحكمة دولية أن تحكم في جريمة سياسية في بلد ممنوع عليه أن تكون فيه حياة سياسية؟". قال صليبي إنه الانسان لا يستطيع تقبل القتل بسهولة، لذلك يحتاج دوما الى تبرير لتقبله، تبرير أخلاقي او ديني أو عقائدي. أي انه يحتاج الى تبرير، له طابع الفوقية وصفة القيمة العليا.

اعتبر صليبا مَن اغتال الحريري اغتال مسارا سياسيا، واستبدله بمسار مبني على العنف، وقال:"الاغتيال السياسي لا يغتال شخصا، بل آلية سلمية لإتخاذ القرارات السياسية وتسوية النزاعات".

لا يستطيع الكتاب اللبناني تقييم مدى صدقية حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، الذي اتهم عنصرا من "حزب الله"، هو سليم عيّاش، باغتيال الحريري، لكنه في المقابل يفترض بكل راحة ضمير، أن "حزب الله" لم يحزن على اغتيال الحريري.

لفت صليبا إلى أنه المحكمة ليس لديها صلاحيات التوسع في دوافع من هم وراء الاغتيال، أو القول من هم أصحاب القرار، ولا صلاحية قانونية لها باتهام منظمات او دول، بمعنى آخر، لم يشأ مجلس الامن، ومن الأساس التدخل المحكمة في السياسة. واتهم الأمريكيين الروس بالرغبة في عدم وجود حياة سياسية في لبنان.

ربما يكون قرار المحكمة مُريحًا للحريري الأبن على حد قول صليبا، الذي لا يقدر على مواجهة "حزب الله"، وخفف عنه الضغط السعودي والامريكي، مُشيرًا إلى أن القرار ربما سهّل مسألة تحويل قضية انفجار بيروت الى تحقيق دولي، مما يبقي مصير البلد بيد الدول العظمى والاقليمية، ويمنع عن شعبه ممارسة حقه السياسي في تقرير مصيره، والعيش بسلام.

"محكمة تجهيل"

وصف حسن عليق، في صحيفة الأخبار اللبنانية، المحكمة الدولية الخاصة بـ"منتهية الصلاحية"، وقال إنها محكمة من أصحاب السوابق، لأنها لم تحمل سجّلاً عدلياً غير نظيف. هي المرة الاولى في تاريخ العالم الغربي التي تُصدر فيها محكمة دولية حكما غيابياً، بإدانة شخص، من دون أي دليل: لا تسجيل فيديو، لا تسجيل صوتياً، لا تسجيل مكالمة، لا شاهد يقول رأيت، ولا شاهد يقول سمعت. لا تحويل مالي.

اعتبر عليق المحكمة "محكمة تجهيل" لأن دافع الجريمة مجهول، المخطط مجهول، مُشيًرا إلى أن الجهل كبيرة جداً.

وأدان الصحفي اللبناني مقدار المال الذي جرى انفاقه على المحاكمة، وقال:"يمكن تقدير أن لبنان انفق نحو مليار دولار على التحقيق الدولي في 15 عاماً، من دون ان تنشر محكمة تقول إنها تعمل وفق أعلى المعايير الدولية، جردة حساب دقيقة تكشف كيفية إنفاقها للأموال التي تتلقّى نحو نصفها من دافعي الضرائب في لبنان".

"إدانة بدون دليل"

قال عليق إن المحكمة الدولية لم تجد دليلاً لإدانة المتهم سليم عياش، سوى دليل الاتصالات، لافتًا إلى أن هذا الدليل لا يتضمّن تسجيلات المكالمات، ولا مضمون رسائل نصية، بل تحليل لحركة هواتف خلوية، جغرافياً، يسمح ببناء نظرية تحقيقية للظن، لا للحكم.

وأضاف: "إذا كان لبنان قد قبِل بهذه المسرحية، فهذا يعني ان القضاة والمحققين والمحامين سيسعون إلى تقديم عروض جديدة لأطول فترة ممكنة، لإدامة فرص عملهم ورواتبهم، في واحدة من المؤسسات الدولية المنتهية الصلاحية".

"خيبة أمل لـ14 آذار"

اعتبرت صحيفة الأخبار اللبنانية قرار المحكمة الدولية "خيبة أمل" لقوى 14 آذار، التي ظنت أن موعد النطق بالحكم سيكون مناسبة لنفض الغبار عنها واعادتها الى دائرة الضوء السياسية.

قالت الصحيفة إن "ثوار الأرز" انتظروا حكما يرضي احقادهم ويمهد لفتنة داخلية وحرب أهلية جديدة؛ ولما لم يتناسب مع مخططاتهم، عمدوا الى تحوير العبارات وتفسيرها كما يشاؤون.

ذكرت الصحيفة أن النائب السابق مصطفى علوش اعتبر أن "هناك نوعاً من خيبة الأمل، لا يمكن أن يكون إتهام المحكمة الدولية التي تحقق باغتيال الرئيس الحريري محصورا بالمتهمين الـ4 الذين هم على قيد الحياة فقط، وهم عناصر في حزب الله". وقال النائب اللبناني سمير الجسر: "يمكن أن يكون للناس خيبة أمل من الجانبين وليس من جانب جمهور تيار المستقبل فحسب، لكن بعض الناس رحبت بالحكم". وعبّرت الوزيرة السابقة مي شدياق عن شعورها بالخيبة إزاء القرار.

"لا بردًا ولا سلامًا"

قال موقع لبنان 24 إن المحكمة الدولية لم تنزل بردًا وسلامًا على من انتظروها اليوم "التاريخي" الذي ستتكشّف فيه "الحقيقة" كاملةً في الجريمة، لجهة المنفّذين والمتورّطين والشركاء، وقبلهم المحرّضين.

لفت الموقع إلى أن أحكام المحكمة لم تكن متوقعة، لم يظن أحد أنها ستحصر الاتهام بفردٍ واحدٍ من مجموعة المتهمين الأربعة، مقابل "تبرئة" الآخرين، عوضًا عن إضافة إليهم المزيد من المتّهَمين، وأن تكتفي بتقديم "استنتاجاتٍ" بدت في غالبها الأعمّ "سياسيّة"، من دون أن تقدّم "أدلّة دامغة" عليها، كما تمّ الإيحاء طيلة الأيام الماضية.

واعتبر الموقع أحكام المحكمة الدولية خيبة أمل رغم أن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي تحدّث باسم عائلته وسائر الضحايا والشهداء الذين سقطوا في "زلزال" الرابع عشر من شباط، نفى وجود "خيبة أمل"، وتأكيده "القبول بقرار المحكمة".

قال الموقع إن هذه "الخيبة" التي ترتقي لمستوى "الإحباط" كانت أكثر من واضحة لدى شريحة واسعة من جمهور الحريري.

فيديو قد يعجبك: