الاحتجاجات تتصاعد في بيروت ..وحكومة دياب تترنح
(دويتشه فيله)
تجددت المواجهات بين محتجين وقوى الأمن اللبنانية في اليوم الثاني من المظاهرات التي رفعت شعار محاسبة الطبقة السياسية، في وقت يزداد الضغط داخليا وخارجيا على الحكومة التي شهدت الأحد ثاني استقالة منها بعد انفجار مرفأ بيروت.
ذكرت محطة "إم تي في" اللبنانية مساء الأحد (9 أغسطس 2020 ) أن استقالة الحكومة اللبنانية غدا الاثنين "ممكنة". وأضافت أن "الموضوع مطروح بشكلٍ كبير ممّا يجعل من جلسة الغد جلسةً مصيريّة". ولم تذكر المحطة مزيدا من التفاصيل، كما لم يرد تأكيد رسمي حتى مساء الأحد.
وأعلن وزير البيئة والتنمية الإدارية اللبناني دميانوس قطار مساء الأحد استقالته من الحكومة ليكون ثاني وزير يغادر منصبه بعد انفجار مرفأ بيروت. وقال قطار في بيان "أمام هول الفاجعة... ومع إنسداد أفق الحلول على وقع التجاذبات العبثية وفي ظلّ آليات نظام عقيم ومترهّل أضاع العديد من الفرص (...) قرّرت أن أتقدّم بإستقالتي من الحكومة". وكانت سبقته وزيرة الإعلام منال عبد الصمد بساعات الى إعلان استقالتها، وسط تقارير عن توجه عدد من الوزراء للقيام بالخطوة ذاتها.
وقال البطريرك بشارة بطرس الراعي رأس الكنيسة المارونية إن الحكومة يجب أن تستقيل إن لم تستطع تغيير "طريقة حكمها". وأضاف في قداس اليوم الأحد "استقالة نائب من هنا ووزير من هناك لا تكفي بل يجب، تحسُسا مع مشاعر اللبنانيين وللمسؤولية الجسيمة، الوصول إلى استقالة الحكومة برمتها إذ باتت عاجزة عن النُهُوض بالبلاد، وإلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة، بدلا مِن مجلسٍ بات عاطلا عن عمله".
وكان الانفجار قد خلف 158 قتيلا ونحو 6000 مصاب ودمارا هائلا في المرفأ وأضرارا بعدد كبير من المباني مما أدى إلى تشريد قرابة 300 ألف شخص. وتحدثت وزارة الصحة عن وجود 21 مفقوداً.
وفيما أعلن الجيش اللبناني بأن العثور على ناجين من الانفجار "ضعيف". قال مروان عبود محافظ بيروت الأحد إن العديد من العمال وسائقي الشاحنات الأجانب ما زالوا مفقودين بعد انفجار المرفأ الأسبوع الماضي ويُعتبرون في عداد القتلى، الأمر الذي يعقد جهود تحديد هويات الضحايا.
تصاعد الاحتجاجات
وتشهد العاصمة اللبنانية مظاهرات احتجاجاً على خلفية انفجار مرفأ بيروت وما يصفه المتظاهرون بـ "فساد السلطة". وأظهرت لقطات بثتها قنوات تلفزيون لبنانية اندلاع حريق عند مدخل ساحة البرلمان بوسط بيروت في حين كان مئات المحتجين الغاضبين المناهضين للحكومة يحاولون اقتحام المنطقة المحاطة بسياج.
كما أظهرت اللقطات المباشرة أيضا قيام الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين. واقتحم المتظاهرون مكاتب وزارة الإسكان والنقل.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية مساء اليوم الأحد أن متظاهرين اقتحموا مبنيي وزارتي الأشغال والمهجرين. كما أفادت الوكالة بأن المواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية في محيط مجلس النواب، أسفرت عن إصابات عدة، فيما تحتدم المواجهات.
وعند المدخل المؤدي إلى مقر البرلمان، رشق عشرات المتظاهرين القوى الأمنية بالحجارة والمفرقعات النارية وحاولوا إزالة الحواجز الحديدية، وردت القوى الأمنية باستخدام الغاز المسيل للدموع بكثافة، وذلك غداة مواجهات عنيفة أوقعت عشرات الجرحى من الطرفين.
وقالت قيادة الجيش اللبناني، اليوم الأحد، إنها ستتعامل بالطرق المناسبة "مع متجاوزي الأطر السلمية للتظاهرات". ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان عن تغريدة لقيادة الجيش عبر تويتر، تحذيرها لبعض المتظاهرين "الذين تجاوزوا الأطر السلمية
للتظاهرات، وعمدوا إلى القيام بأعمال شغب وتكسير وحرق وتعد على
الممتلكات العامة والخاصة".
وأكدت قيادة الجيش أنها "ستتعامل مع هؤلاء بالطرق المناسبة"، كما جددت
دعوتها للعودة إلى سلمية التظاهر.
ويطالب المتظاهرون بمعاقبة المسؤولين عن الانفجار ورحيل الطبقة السياسية واستقالة الحكومة الحالية التي تشكلت بداية العام الحالي من تكنوقراط سمتهم أحزاب سياسية، ويرأسها الخبير حسان دياب.
ولا يفرق المتظاهرون بين الأحزاب الموالية للحكومة أو المعارضة لها، إذ انهم ينتمون بالنسبة لهم إلى الطبقة السياسية ذاتها التي تتحكم بالبلاد منذ عقود. ورددوا شعارات عدّة بينها "الشعب يريد اسقاط النظام" و"انتقام انتقام حتى يسقط النظام" و"+كلهم يعني كلهم+" في إشارة إلى الطبقة السياسية برمتها.
تضامن دولي مع لبنان
وأثار الانفجار تعاطفاً دولياً مع لبنان الذي زاره مسؤولون غربيون وعرب تباعاً وتتدفق المساعدات الخارجية إليه.
ودعا ماكرون في بداية المؤتمر الدولي الأحد إلى "التحرك سريعاً وبفعالية" لضمان وصول المساعدات "مباشرةً" إلى الشعب، وحضّ السلطات للاستجابة "للتطلعات التي يعبر عنها الشعب اللبناني حالياً بشكل مشروع في شوارع بيروت".
وتعهد المؤتمر الدولي عبر دائرة الفيديو بمنح 250 مليون يورو من المساعدات للبنان.وأعلن الاليزيه الأحد أن المساعدة العاجلة التي تعهد المشاركون في مؤتمر دعم لبنان تقديمها بعد الانفجار الهائل الذي دمر مناطق واسعة من بيروت تجاوزت 250 مليون يورو. وقالت الرئاسة الفرنسية إن القيمة الاجمالية "للمساعدة العاجلة" هي 252,7 مليون يورو بينها 30 مليون يورو من جانب فرنسا.
ومن جهته قال هايكو ماس وزير الخارجية الألماني للقناة الثانية بالتلفزيون الألماني إن ألمانيا ستسهم بـ20 مليون يورو إضافية.
وارتفعت الأصوات داخليا وخارجيا المطالبة بتحقيق مستقل في الانفجاز الذي وقع في مرفأ بيروت. وحض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد الحكومة اللبنانية على إجراء تحقيق "كامل وشفاف" في انفجار مرفأ بيروت، بحسب بيان للبيت الأبيض عن مشاركته في المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان. وقال البيت الأبيض إن "الرئيس ترامب أعاد تأكيد استعداد ورغبة الولايات المتحدة في مواصلة توفير المساعدة لشعب لبنان".
فيديو قد يعجبك: